ماهو الطاغوت؟ الطغيان لغة : تجاوز الحد ، قال تعالى ( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية) أي تجاوز الماء حده وارتفع إلى قمم الجبال وفرعون طغى وتجاوز حده البشري مخلوقاً ضعيفاً ليدعي الأولوهية قال تعالى ( اذهبا إلى فرعون إنه طغى ). إذا الطاغوت هو بكل ماجاوز العبد به حده من متبوع أو مطاع والعبادة ليست أعمالاً قلبية فحسب بل المحبة المساوية لمحبة الله واعتقاد النفع والضر وأنه مبرأ من النقائص وأنه المتصرف في الأمور، حتى قال شاعر بمدح أحد الخلفاء وبئس ماقال : ماشئت لا ماشاءت الأقدارُ فاحكم فأنت الواحدُ القهار . فوقع في الشرك بالله حيث نسب المشيئة للعبد إلذي لايملك حول ولاقوة إلا بالله ،ولذلك كانت الطاعة فيما حرم الله كفراً به سبحانه وتعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) ولذلك كره الصحابة المدح لما يخشى على الممدوح من الاغترار بنفسه ومنع الثقات «إسماع الثقة مثلهم كلمة مدح فيه بسبب قرب قميص العجب من النفوس» فإن وقع احد في العجب وعاون الثقات الشيطان على أخيهم بمدحهم له في الوجه في حين غفلة من أنفسهم تطور العجب إلى كبر فيه غمط حق الآخرين ونسي التواضع. الدوجما...؟ يقول جوستاف لوبون وهو عالم اجتماع فرنسي : حتى لو كانت الجماهير علمانية تبقى لديها ردود فعل دينية تفضي بها إلى عبادة الزعيم والخوف من بأسه والإذعان الأعمى لمشيئته ، فيصبح كلامه ( دوجما) لاتناقش وتنشأ الرغبة في تعميم هذه الدوجما ، أما الذين لايشاطرون الجماهير إعجابها بكلام الزعيم فيصبحون هم الأعداء. وهذه هي المعضلة والداهية الدهياء التي تجعل الآخرين يلغون فكرهم وعقلهم حتى يقول فرعون: ماأريكم إلا ماأرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) والنتيجة ( فاستخف قومه فأطاعوه) وهذه دكتاتورية التفكير وضع الآخر من استخدام عقله بالدليل الواضح . عندما تصير الأمور إلى الأقزام عندما يكون الحل في أيدي الجهلة الغافلين تنقلب السلطة تسلطاً ويكون الرأي وبالاً والحكم غبناً لأنه يصدر عن هوى وبشبع ميلاً ويقيم زيفاً هذه الكلمات الرائعة ذكرتها زينب الغزالي في كتابها أيام من حياتي ولهذا إذا وسد الأمر إلى غير أهله كانت السلطة تسلطاً ويكون الرأي وبالاً والحكم غبناً لأنه يصدر عن هوى ويشبع ميلاً وظلماً وتسلطاً على الضعفاء لأن منبعها ومصدرها الهوى ونتيجتها الزيف والسراب . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن هذا الأمر لايصلحه إلا لين في غير ضعف وشدة في غير عنف ، وما وجد أحد في نفسه كبراً إلا من مهانة يجدها في نفسه). وجزاء المتكبرين يوم القيامة كما ورد في الحديث ( يجعلهم الله كالذر يدوسهم الناس بأقدامهم . ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا . اللهم جنب اليمن المؤامرات والفتن ومن أراد بنا كيداً فرد كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره.