حقيقة أثارتني الدهشة والريبة على ما نتعرض له نحن مواطنو هذا البلد السعيد..أو ما كان سابقاً وقديماً يدعى باليمن السعيد، فجميع وزراء مسئولي ومشايخ وزعماء ونواب هذا البلد يتسابقون إلى نهب ثروات الوطن وتدمير كل شيء جميل فيه، ويبذلون الغالي والنفيس ويتفننون بكل مصادر الجاه والقوة والنفوذ من أجل الإضرار بالمواطن، وزيادة معاناته اليومية في قوت يومه ومستقبل أولاده وكأن مواطن هذا البلد خلق فقط للمعاناة والجعجعة وليكون ضحية للنزاعات الشخصية والمصالح الأنانية لمجموعة متنفذة ومتسلطة ومحددة فرضت نفسها وصية على هذا الوطن وأفراد مجتمعه، فقد وصلت تلك المجموعة النافذة والمتسلطة لقناعة تامة وواحدة من وجهة نظرها هي تتمثل” بأن المواطن لا يستحق العيش بكرامة وسعادة إلا في وجودها وفي ظل حكمها المستبد والمتسلط”... عجباً لأولئك السلطويين والعابثين بمقدرات وخيرات الوطن منذ سنوات طويلة وحتى الآن، فلم يكفهم ذل هذا الوطن بمواطنيه في الداخل والخارج،وزهد أبنائه عن الحياة الكريمة والعيش العادل والسعيد في وطن اليمن السعيد..ولم يدرك بعد أولئك المتسلطون بأن الوقت قد حان ليتسابق الجميع سلطة ومعارضة لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه لخدمة المواطن والوطن معاً بعيداً عن المناكفات السياسية والحزبية التي أضرت كثيراً بالوطن والمواطن ولا يزال أولئك المتسلطون والعابثون بمقدرات الوطن يعيثون فساداً وصراعاً سياسياً ومسلحاً في كل المحافظات...فعليهم أن يدركوا جيداً بأن الحال قد تغير والجميع سيدخل دوامة الثورات والأزمات بغية التخلص من الفاسدين والعابثين بمقدرات الوطن وجعجعة المواطن...دون رقيب أو حسيب فعهد المحسوبية والوساطة ولى وذهب بلا رجعة إن شاء الله.. لديّ إيمان مطلق وعميق من خلال متابعتي المستمرة للبرامج الانتخابية والمناظرات التلفزيونية لمرشحي ومتنافسي الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو المحلية أو مجالس البلديات في أي دولة من دول العالم الإسلامي والغربي يركزون في برامجهم الانتخابية ومناظراتهم وبشكل صادق وأمين (وفقاً للتعاليم الإسلامية) على كيف نخدم المواطن ونرفع من مستوى دخله ومعيشته وتوفير الحياة الكريمة والعادلة له ولأفراد المجتمع، فالجميع وبكل صدق وأمانة وشعور بالمسئولية يتسابقون من أجل خدمة المواطن وتخفيف معاناته اليومية ولجميع أفراد المجتمع،لإيمانهم أولئك المرشحين بأن المواطن هو الورقة الرابحة في الانتخابات أياً كانت رئاسية برلمانية محلية بلديات وبالتالي فجميعنا يلاحظ ويلمس عند السفر لتلك البلدان بأن المواطن ينعم بالأمن والاستقرار والسكينة وراحة البال والمستقبل المشرق للأبناء..فالجميع في تلك البلدان حريص كل الحرص على تقديم الخدمة الجيدة والمناسبة له ولأفراد أسرته وبكل أمانة وصدق وشعور بالوطنية الصادقة لا وطنية المسئول والزعيم والشيخ الأوحد والحزب الواحد...فالجميع يعملون بجد واجتهاد من أجل خدمة الوطن والمواطن وليس لهم مطامع ومآرب أخرى سواها، والمتابع لوضعنا الكائن والحقيقي في وطننا الحبيب اليمن السعيد يشاهد الفرق والفرق المخيف بالرغم من أننا بلد الإيمان والحكمة وشعب زكاه خير خلق الله ووصفه بعظيم الأوصاف فقدر التزكية و الشهادة لأمة من الأمم ليعظم قدرها ويعلو شأنها بقدر الشاهد والمزكى لها!!فإن كان عظيماً وصادقاً في أخباره كانت شهادته عظيمة في نفسها وصادقة في مدلولها ودلالتها وخبرها!!! والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قد علق نياشين الشرف وأوسمة الفخر على صدور أهل اليمن..وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء..وهو فضل الدين والإيمان لا فضل النسب والحسب.. أيها الطالب فخراً بالنسب إنما الناس لأم و لأب هل تراهم خلقوا من فضةٍ أو حديد أو نحاسٍ أو ذهب إنما الفضل بدين خالص وبأخلاق كرام وأدب وأهل اليمن هم أصحاب القلوب الرقيقة والطباع اللينة والرجولة الفائقة والشهامة الرائقة..وهم أنصار السنة والرسالة من قديم الزمان والتاريخ الإسلامي خير شاهد على هذا.. فقد أخرج النسائي في سننه “كتاب التفسير” وابن حبان في موارد الظمآن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم أهل اليمن على رسول الله عليه الصلاة والسلام في المدينة قال رافعاً صوته!!: الله أكبر الله أكبر!! جاء نصر الله وجاء فتح الله وجاء أهل اليمن!!! فقال بعض الصحابة: وما أهل اليمن ؟!فقال صلى الله عليه وآله وسلم: “ قوم نقية قلوبهم ولينة طباعهم...الإيمان يمان والحكمة يمانية، هم مني وأنا منهم..وهو شرف والله العظيم. وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً: الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان صدق رسول الله صلى عليه وآله وسلم: ومن هذا المنطلق الرباني تتضح عظمة هذا الشعب ومكانته الكريمة لدى خير خلق الله، وكذا خالق الكون والناس أجمعين، بينما هو مهان ومعذب ومحبط في ظل هذه الشرذمة التي ابتلى الله بها هذا الوطن وفي بلد الإيمان والحكمة وولاها أمرنا ومستقبلنا..فقد استبشرنا خيراً بالتوافق الوطني وتشكيل حكومة الوفاق والاتفاق واحتكام الجميع حكاماً ومحكومين للعقل والمنطق والحكمة والإيمان لإخراج الوطن والمواطن المعذب من محنته وأزمته المدمرة والمخيفة التي استمرت عاماً كاملاً أكلت الأخضر واليابس ..وأصبحت التجربة اليمنية في الخروج من الأزمة نموذجاً يطالب الجميع الاحتذاء به، إلا أن الطامعين والفاسدين( الجدد القدامى) يحاولون بكل براعة وخبث الاستيلاء على ما تبقى من خيرات هذا الوطن ويحاولون جاهدين جر الوطن وإعادته إلى المربع الأول من العنف وعدم الاستقرار، فالجميع يتسابقون ويتفننون بكل إمكانياتهم وقدراتهم وقوتهم إلى زيادة معاناة الناس من خلال الانفلات الأمني، وزيادة الأسعار وانعدام وحرمان المواطن من الخدمات الأساسية والضرورية مثل الكهرباء والبنزين والماء والغاز نتيجة صراعاتهم الأنانية والذاتية وطز بالوطن والمواطن فأي حكومة وفاق تلك، فخافوا الله في هذا الشعب، وخافوا أيها المسئولون على أنفسكم من يوم تشخص فيه الأبصار وتذهل كل مرضعة عما أرضعت واتركوا أنانيتكم جانباً وسارعوا بقلوب صادقة ونوايا مخلصة لله إلى خدمة هذا الشعب الصامد والمتوكل على الله، واستعدوا فعلاً لعقاب لا يبقي ولا يذر وأنتم أول ضحاياه ما لم تسارعوا إلى إحسان النوايا وصدق العمل من أجل الله والوطن والمواطن وليس من أجل أشخاص زائلين ومنتهين فعلاً..وقد أثبت التاريخ ذلك..فقد اتسعت الفجوة بين المسئول والمواطن وانعدمت الثقة واتسعت دائرة الفساد وضيعت الأمانة وأصبح الوطن والمواطن ضحية لخلق رذيل من مسئول غير مكترث بهموم الوطن والمواطن و انسلخ من أخلاقه ووطنيته وجعل مصالحه الشخصية هي الحاكم لطبيعة تصرفاته وأخلاقه، وهذا ما قاد الوطن إلى نوع من التأخر التنموي واتساع دائرة الفساد الإداري والمالي، وللأسف أصبح الكذب والتملق هو الطريقة المختصرة للوصول للمبتغى ولتحقيق المصالح الشخصية، وعندما يكذب المسئول ويتملق لتحقيق مصالحه من خلال موظفين بل ويلزمهم بالتملق إليه والتزلف لكي يتمكنوا من تحقيق مآربهم ومصالحهم الشخصية والأنانية. كيف يمكن لمجتمع أن ينهض ويرتقي ويتحول إلى مجتمع واعٍ وكباره ووزراؤه ونوابه ومشايخه وزعماؤه يمارسون الكذب والتضليل على صغاره..وينهبون ثرواته ومقدراته ويزعزعون أمنه واستقراره..نتيجة أنانيتهم القذرة ومصالحهم الشخصية التي لا تنتهي أبداً..؟؟ فمتى يستشعر المسئول أنه خادم للمواطن والوطن.. وأن منصبه تكليف لا تشريف..؟ ومتى نجد المسئول الصادق الشريف الذي يتلذذ بخدمة مواطنيه ويقوم بأداء مهامه ومسئولياته على الوجه المفترض منه وبكل أمانة ومسئولية وحرص وخوف من الله سبحانه وتعالى..؟