يعد الدين الإسلامي من أعظم الديانات السماوية، فهو دين الرحمة دين التسامح دين يقبل التعايش مع الطرف الآخر، دعا إلى الحرية وكفل جميع الحقوق والحريات لكل من يريد التعايش مع المسلمين بالسلم وقد قال تعالى في ذلك: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله». وهنا يحث الإسلام على السلم، وقد حرم القتل إلا على من اعتدى واعتبر أن من قتل نفساً كأنما قتل جميع أنفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، فقال تعالى كما في سورة المائدة: «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جمعياً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون».. وهذا منهج الدين الإسلامي لا يقبل بقتل النفس البشرية على الإطلاق وجعل حدوداً وضوابط للقتل. ومن هنا أود أن أقول إن الدين الإسلامي بريء من الإرهابيين من يُدعون اليوم باسم تنظيم القاعدة، هذا التنظيم العقيم الذي شوّه الدين الإسلامي، بحيث جعل الدين الإسلامي مجرد زاوية في مسجد لا يقبل إلا من نوع جنسه، كل الناس خارجون عن الدين يجب قتلهم، لا يقبل بحرية على الإطلاق حتى لمجرد التعليم لا يمكن تعلم علم إلا العلوم التي يقرونها هم بطريقتهم الخاصة وعلى الطريقة التي يقرونها هم بحيث لا يجوز الخروج عن كلامهم وعند محاورتهم وأنت تقول قال الله قال رسول الله محاولاً سرد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تجدهم يردون عليك بكل سذاجة الشيخ الفلاني يقول والعلامة الفلاني يقول، وهذا على مايبدو انه حدود فهمهم، ولذلك تجد الكثير من المغرر بهم من هؤلاء الشباب يقتل نفسه وغيره بصورة بشعة كالتي حصلت يوم الاثنين الدامي في ميدان السبعين وبكل وحشية. واستخلاصاً من تلك المشاهد التي تشوّه سمعة الدين الإسلامي يتضح أن هذا التنظيم المنتسب إلى الدين الإسلامي والدين الإسلامي منهم بريء هم بشر زرعهم أعداء الإسلام في أوساط المسلمين ليشوهوا الدين الإسلامي بعد أن رأوا أن من يدخل في الدين الإسلامي أكثر ممن يخرج منه، وهذا الدخول يتم بقناعة مطلقة لما يشهدون ويقرؤون عن هذا الدين وسماحته وأنه رحمة وفيه يجد الإنسان السعادة فسعوا جاهدين إلى أن يستخدموا وسائل تجعل من هذا الدين صورة مشبوهة قاموا بزرع الداخلين على الإسلام وليس المسلمين أنفسهم في أوساط المجتمع من بني جلدتهم، بحيث يستطيعون أن يصلوا إلى العالم محذرين الآخرون من عدم الدخول في هذا الدين، داعين الآخرين من المسلمين التخلي عن دينهم وبذلك يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم لكن الله متم نوره ولو كره الكافرون، فأوجدوا فكرة أن الدين الإسلامي عبارة عن إرهاب يعمل على قتل النفس البشرية لا رحمة فيه لا إنسانية يدمي القلوب والأجساد ويسعى إلى تشويه حقيقة هذا الدين من خلال فكرتهم الصهيونية العالمية التي تسعى إلى محاربة الدين الإسلامي بشتى الوسائل الممكنة. فأنا أقول إن كل من يدعم هذا التنظيم قولاً وعملاً وتمويناً هو منهم لأن الله يقول: «ومن يتولهم منكم فأنه منهم» وهو مشارك الذين يفجرون أنفسهم ويقتلون غيرهم في قتل النفس المحرمة التي تورث صاحبها النار، وأن الدين الإسلامي واضح وضوح الشمس في كبد السماء ولا يمكن أن يغيّر قلوب العباد إلى رب العباد، فالخزي والعار لسافكي الدماء، والجنة والخلود للشهداء الذين نسأل من الله أن يجعلهم كذلك وأن يغفر لهم ويرحمهم ويشفي الجرحى من المسلمين آمين اللهم آمين.