تحت وسائد الحلم كانت كنوز الأمل الجميل , تملأ القلب بلؤلؤة صغيرة أقيم نظامها على نسق الصدق , واستواء الوفاء, غير متململة من وجودها ,وغير متراجعة عن جوهرة قلبها .. تتنقل من تركيب إلى تحليل , ومن تحليل إلى تركيب .. لكن الشعور بوحدة العلاقة ما بين الفكر والقلب لا يمكن إلا أن تكون خالدة مخلدة للأبد ... ذاك هو الذي يبهر الفكر, ويعلو ما في الصدر .. صفة من صفات الخلق الرفيعة, وقطعة إنسانية نُسجت من خيوط الهوى الصادق لتحوكها في ثوب العمر .. بعد ذلك هل تريد أن تعرف مصدر هذا المنبع الإنساني الذي مازال ثرّا صافياً في القلب ؟.. إنه الحبّ الذي يمدّه بالعطاء , لينهض ويعلو إلى حيث الإخلاص, والصدق والوفاء , وأصل هذا الأمر جاء من سلامة الفطرة.. أيمكن لنا أن نتصور العاطفة ومدى تأثيرها على النفس , وما وراء هذا التأثير ؟.. الزمن أقرّ للقلب أنّه الحقّ والصدق , لتعلم النفس كلّ سوء يعترضها , وكلّ منفعة وَسَطت عليها , وإلاّ لكانت الحياة التي نحياها بلا غاية , ولا معنى , ولا هدف ..هذه المبادئ الرفيعة تدعونا إلى بيانٍ أوسع , و أُسْلوب أنصع ليجذب القلب ,ويخلب إليه اللبّ .. فمن معاني الحب التي تسكن في النفس تستروح الروح مع نسيم الجنان , وتبصر نور الزمان , وهي تأمل أن تصل معه إلى وجه الاستقرار والأمان .. حقيقة إنسانية هي كامنة في الروح والدم وذاك هو إعجاز الحبّ ...... النفس تود دائماً أن تستفيد من ماضيها, وحاضرها لتعدو مسرعةً به إلى مستقبل زمانها ... ربما قد عصفت بها الأحزان , وهاجمتها الآلام .. لكن عليها ألا تقرّ بهذه الزلزلة , ولا تستسلم لها حتى تظلّ قائمة على أطلال الشرف , وصدق الحب , وهدي الإيمان, وهدم ذلك لن يكون سهلاً بعد أن استقر معناه الأصيل في القلب ..... صحيح أن ما بين الهدم , والبناء منزلة شعرة , لكن علينا ألا نترك القلب يتخاذل , بل يجمع ما بين فطرة النفس , وفكر الروح , و نوجّه الإرادة إلى ما فيه الخير والحبّ , والوفاء والصدق , حينها نجد أنّ الحس قد اهتزّ وربا ليزهر في القلب , ويثمر من سلامة الفكر وينبئ عن منزلة النفس الكفيلة بإعادة تحقيق النسبة ما بين المادة والروح .... فابسط جناحكَ لهذا القلب , وأقم العدل لحبّكَ من رجاحة يقينكَ ليتسع له الصدر , ويصفو الطبع , وتعلو وتسمو معه الحياة.