حضرت حفل نقابة الصحفيين اليمنيين التكريمي للرواد وشهداء وجرحى الثورة الشبابية من الصحفيين امس الاول ، وكان هدفي الأساسي من الحضور هو رؤية زملاء وزميلات مهنة المتاعب الذين لم أرهم منذ زمن ، وخاصة القادمين من المحافظات الجنوبية. ولعل ما شدني في هذه الاحتفالية التكريمية هو خطاب زميلى الصحفي المخضرم / ياسين المسعودي نقيب الصحفيين والذي تحدث فيه عن معاناة الصحفيين وركز في كلمته على الصحفيين الأحياء مؤكداً بأن كل صحفي هو شهيد حي . وبالفعل فصحافيونا ما زالوا يعانون من جهات عملهم ، ومن السلطة بكل أشكالها وألوانها ، ولم يتحقق لهم سوى أمور شكلية عابرة. فكم من صحفي يموت كمداً وقهراً حين لا يجد من يسأل عنه ، ويخفف من ألمه ، فهناك الصحفي راجح الجبوبي الذي يعاني المرض ، وقبله الاستاذ / صالح الدحان رحمة الله عليه.. لعل ما يسيء لمهنتنا ، ويجعلنا في وضع لا يُحسد عليه أن لا يتم تنقية النقابة من دخلاء المهنة ، ومن يسيئون لسمعة الصحفيين المهنية والأخلاقية. وهم ليسوا بصحفيين. فأين ميثاق الشرف الصحفي الذي يمكن أن نتفق حوله كصحفيين حتى وإن فرقتنا الأهواء السياسية؟. فلا نريد أن نكون شهداء أحياء ، لأننا سنشعر بالغيرة من الشهداء الذين رحلوا من دنيانا ، لأن الشهيد الحي يموت كل يوم مئات المرات ، ويتألم حتى النخاع . نريد أن نفيق مما نحن فيه من حالة اللاوعي بحقوقنا ، ونتضامن كي يكون لنا وجود حقيقي ، فلو ظللنا هكذا شهداء أحياء فلنقل على هذا الوطن السلام. فمن سيعمل على تنوير وتوعية الشعب بحقه في الحرية والحياة الكريمة؟. فكم نحن بحاجة لأن ننصف أنفسنا أولا قبل أن ننصف الجمهور ، فكم تؤلمني حالة صحفيينا البائسة ، ورغم ذلك نجد بعض الصحفيين يعيشون في ظروف غاية في الراحة ، مستفيدين من مهنتهم ، وتمكنوا من الاسترزاق منها دون وازعٍ من ضمير. ونقول لنقيبنا العزيز: هل سيبقى الصحفيون مشروع الشهيد الحي ، وإلى متى سيظلون شهداء أحياء ، وهل ستبادر نقابة الصحفيين بوضع خطة إنقاذ سريعة كي لا يصل الصحفيون تباعاً إلى غرفة الإنعاش ، ويصبح من الصعب علاجهم؟. فإلى متى سنظل نجلد أنفسنا كصحفيين ، وكل منا يصرخ في وادٍ سحيق ، فيرتد صوته إليه ، فيخاف من صوته الذي يخيل إليه بأنه صوت مظلوم آخر لم يتمكن من عمل شيء من أجله. فأقسى شيء يواجهه الصحفي الحقيقي هو عدم قدرته على نصرة الحق والوقوف إلى جانب المظلومين ، .فلا أحد منا ينكر معاناة الصحفيين من ضغوط لا حصر لها مهنية واقتصادية واجتماعية وسياسية. وقد شخصنا مشاكلنا ولكن لم نتمكن بعد من طرح الحلول أو البدائل الممكنة والواقعية لمشاكلنا لأننا نضع حلولاً لا تراعي الواقع المعاش للصحفيين ، وأحياناً تحمّل الصحفيين فوق طاقتهم دون أن تقدم لهم شيئاً يذكر. فنأمل أن يأتي يوم التكريم في العام القادم ونحن أحياء بحق حتى نتمكن من نقل هموم المواطنين ، والتفاعل معهم بشكل ايجابي، ويكون لنا دور فاعل في مسيرة الحياة القادمة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك