صباح الخير هذا آخر يوم من عام 2012، العام الثاني منذ انطلق قطار التغيير في اليمن منذ بدأت مرحلة جديدة في تاريخ اليمن الجمهوري. سيُقبل 2013 بالمزيد من الأمل والخطوات الجادة التي بدأها الشعب متطلعاً إلى العيش بكرامة باتجاه وطن الحرية والمساواة، شهد 2011 ثورة جددت النفوس صنعت فجراً جديداً سطره نضال شعب كان كريماً بأغلى ما لديه - دمه - لأجل وطنه. أخرج 2011 أجمل ما فينا عطاء وتضحية، ولم ينته العام إلا وقد سقط النظام السابق، وبدأ عام 2012 ونحن بحكومة وفاق وطني ورئيس جديد وخطوات أولى تصب لصالح استعادة الدولة. عامان يا وطني وأنا متفائل منذ فبراير 2011 لسبب واحد أن اليمنيين بصبر وثبات أكدوا رغبتهم في التغيير فاستجيب لهم. عامان من بزوغ شمس جديد تعيد تنقية الهواء اليمني من الفساد والمحسوبية والتفكير بدونية، تعلمنا منها درساً في التغيير، فالتغيير يبدأ من الأعلى، وإذا صلح الرأس صلح الجسد. تعلمنا أن علينا في القادم أن نعرف ثقافة الرئيس لنعرف كيف ينوي إدارة البلاد، أن نعرف من أية ثقافة جاء رئيسنا أو أي مسؤول كيف يفهم العالم اليوم، ما فهمه للسياسة والاقتصاد، كيف يفهم الحكم، هل يؤمن بالشراكة، ما مفهومه لبناء عائلة ومجتمع ووطن؟!. أن نعرف ما هي رؤيته؟ ورؤية اليوم تختلف عن رؤية الماضي، فقد كانت الرؤية الناجحة في رأس الرئيس الحمدي وحده، وفي زمنه كان العالم قليلاً ويسير في صالح الأفراد، لكن تقدم العالم وتطوره ونموه السكاني والاقتصادي وزيادة مشاكله حتّم وجود مؤسسات قادرة على إدارة هذه الغلبة. ولأن الزمن لا يثبت على حال فلا يمكن التعويل على قرارات بل على خطط استراتيجية تحجم من الخطأ والفشل وتؤسس لنجاحات متتالية.. عامان من ثورة قامت لتغيير القيم الفاسدة في المجتمع إلى الأفضل، ويفترض بها الاستمرار في فرض قيمها ضد أولئك الذين يقاومون التغيير بكل الوسائل المشروعة. علمتنا - ويثبت ذلك سلوكنا - أن المشكلة ليست في الأشخاص ولكن في توجههم، لكن ثمة حقاً عاماً؛ حق للمبدأ للقانون يجب مراعاته وحفاظنا عليه يحفظنا وبلدنا. علمتنا العامان الماضيان أن كل قرارات تعتمد معايير خاطئة تهز الثقة كل يوم بين المواطن والمسؤول، وإذا ما قدم المواطن العذر في أوقات مماثلة إلا أن التراكمات ستخلق جداراً يسقط في نهاية الأمر على صانع القرار. لقد رفعت الثورة طموحات الناس، وكان على النخبة السياسية أن ترتفع إلى مستوى طموحاتهم، فلن يكون في الوقت متسعاً للسقوطات الجديدة يماثل الأول.. فعصر الثورات الشعبية يرد سريعاً، يأخذ حقه ولا ينتظر. كل عام وأنت بخير.. وأنتم بخير. رابط المقال على الفيس بوك