كنت في صغري أظن أن زيارة أي مسئول لأي مرفق خدمي تعني الخير الكثير بل كنت أعتقد أنه يقدم الهدايا ويحل المشاكل ويصرف المعونات حتى أن لقاءه يصبح حلم أي عامل في أي مؤسسة كان في نظري أن المسئول كبابا نويل الذي نراه في مسلسلات الأطفال لكن مع مرور الزمن وتبلور فكري المعرفي صرت أدرك أن المسئول ليس كبابا نويل إطلاقا وأنه لا يقدم الهدايا ولا يملك الحلول للعديد من المشاكل وهو ليس شخصية سحرية كما كنت أتوقع لكني توقعت أنه يصرف المعونات ويسعى حثيثا لحل المشكلات وقد يهتم خلال زيارته لأي مرفق كان بكل العاملين هناك ويتلمس عن كثب معاناتهم ويسعى لشكر المتفاني ويشعر الجميع بأهمية دورهم وأهمية ما يقدمونه من أعمال . لكني حاليا ومن خلال الممارسة العملية للحياة الوظيفية في مجال التربية والإعلام وصلت إلى حقيقة مخالفة جدا لما ظننته في الصغر وما كنت أتوقعه في بداية ممارسة عملي فالمسئول عندنا حين يزور أي مرفق حكومي لا يهمه فقط سوى الضجة الإعلامية التي ستلي هذه الزيارة وبدلا من أن يكون همه ما سيحققه من نجاح في حل المشكلات والقضايا ينصب جل همه في شكل ولون البدلة التي سيرتديها وهل التصوير الذي يرافق زيارته متقنا ويبرز عظمته ويهتم كثيرا بعدد المرافقين حيث يجب أن يكون العدد كبيرا حتى يحقق لنفسه الشعور بالرضى والزهو ويكون حال هؤلاء المسئولين خلال زيارتهم كحال الطاووس الذي ينفش ريشه مستعرضا جماله ورونقه وتنتهي الزفة ويخرج المسئول الزائر ويخرج وراءه المرافقون والمصورون وحال هذا أو ذاك من المرافق الحكومية كما هو لا مشاكل حلت ولا قضايا طرحت ولا معنى حقيقي لهذه الزيارة ولا يبقى شيء سوى انتظار وصول رسائل sms الإخبارية التي تزف هذا الخبر الجلل ويترقب الفرد منا أخبار السابعة لمشاهدة هذا الحدث الذي تشرف به مقر عمله ليفاجأ بلقطة عابرة لا تحقق أمله في أن تذكر هذه الزيارة بأن الحدث حقيقة وليس حلماً لأن تلك الأخبار خاصة في فضائيتنا اليمنية الرسمية تتعامل مع هذه الزيارات حسب المحافظات فمثلاً محافظة البيضاء تكون دوما في اسفل سافلين الأخبار فلا تذكر سوى ختاما وأن ذكرت ذكرت عجالا عكس غيرها من المحافظات التي تأخذ وقتها من البث والعرض والتحليل وهذا شيء قد يضاف على قائمة طويلة مما تعانيه البيضاء عموما ورداع خصوصا قد ينذر ببصيص قضية قادمة قد يكون اسمها القضية الرداعية. تحية عزاء لمسئولينا خاصة مسئولي البيضاء ورداع الذي يحرص كل منهم فقط على تغيير المصورين حسب انتمائيتهم واتجاهاتهم لضمان الصورة الجميلة والأخبار العطرة والتبجيل الرائع حتى لو كان مخالفا للواقع الذي سئمنا تذكيرهم بمدى صعوبة تحمل مرارته. رابط المقال على الفيس بوك