منذ أن بدأت أستعد لحفلة زفافي تعرفت على مصطلحات جديدة في عالم الجمال والزينة الخاصة بالمرأة، ولعل أهمها وأغربها مصطلح «خافي العيوب». وكنت متشوقة جداً لمعرفة «خافي العيوب» وأي عيوب يمكن أن يخفيها؟. ذهبت لمحل بيت أدوات الزينة والمكياج فوجدت الرموش والأظافر الصناعية وخافي العيوب؛ وهو عبارة عن طريم أساس للوجه، بحجم صغير جداً وسعره غال. وقيل لي بأنه يخفي أي عيوب في الوجه سواء تحت الجفن أو فوقه أو في أي مكان بالوجه والرقبة. ورفضت شراء أي شيء من مستحضرات تجميل تخفي العيوب بشكل مؤقت بحيث أبدوا على غير طبيعتي، وفضلت أن أتزين دون إخفاء تام لشكلي. وكانت إحدى النساء ممن استخدمت خافي العيوب بشكل كبير تشكو من أن خافي العيوب يخفيها لفترة بسيطة من الوقت، وحين تتوقف عن استخدامه تبرز العيوب سواء الخلقية أو الناتجة عن السن أو المرض أو التعرض لحادث ما بشكل أكثر وضوحاً وسوءاً. ولست أدري لماذا نحاول إخفاء ملامح شخصيتنا من حيث الشكل لنبدو على غير طبيعتنا، فإذا أخفينا عيوبنا الشكلية فهل بإمكاننا إخفاء العيوب المتعلقة بأخلاقنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا؟. يمكننا تعديل شكلنا بحيث نزيل أي شيء يغير من ملامحنا الحقيقية، ولكن أن نغير من شكلنا تماماً فأعتقد أن ذلك صعب للغاية، بل لا يدوم سواء لفترة وجيزة. والأهم أن علاقة الشكل بالمضمون علاقة عضوية ومتداخلة، فلا يمكن أن يكون شكل المرأة مثلاً مبالغاً فيه من حيث كم الميكياج والبهرجة الزائدة عن الحد وفكرها وتصرفاتها راقية بل ستكون أكثر غروراً ودلالاً. بينما المرأة المتزينة ببساطة وتتجمل دون أن تسعى لمحاولة تغيير شكلها بخافي العيوب من أي نوع كان فإن سلوكياتها وطريقة تعاملها ستكون أيضاً فيها قدر كبير من التواضع والرقة والتعامل الراقي مع الآخرين. فكم نحن بحاجة للتخلص من خافي العيوب الذي تستخدمه الفتيات والنساء لخداع أنفسهن أولاً والرجال ثانياً، فكيف لها أن تخفي عيوبها النفسية والروحية والفكرية. وهناك أيضاً كثير من الشباب بل والرجال كبار السن من يحاولون التخفي في أشكالهم بخافي العيوب، ويتابعون آخر صرعات الموضة في تسريحات الشعر والكريمات المزيلة للتجاعيد وغيرها. ولعل كل ما يطرح في السوق من خوافي الصناعة بها مواد كيميائية مضرة للبشرة، وذلك كله بسبب العولمة، وما تنتجه الشركات الغربية. وكان الأحرى بنا الرجوع للأعشاب الطبيعية ومواد التجميل الموجودة في بيئتنا من الحنا والهرد والغسل وغيرها من المواد التي استخدمها آباؤنا وأجدادنا. فلدينا الكثير من المواد الطبيعية وخاصة في المناطق الريفية وفي سقطرى، ويمكننا أن نفتح معامل ونشغل أيادي عاملة محلية في هذا الشأن، ويصبح لدينا خافي عيوب طبيعي وليس صناعياً مضراً.. وإلا ما رأيكم؟. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك