• ربما يأتي قريباً اليوم الذي نشاهد فيه الصحفي بدلاً من أن يحمل قلماً وأوراقاً وجهاز كمبيوتر محمولاً يلف حول خاصرته مسدساً ويحمل على كتفه كلاكنشوفاً يُرافقانه في حله و ترحاله , لأن الصحفي أصبح يعيش في قلق نتيجة للاعتداءات المتكررة على الصحفيين والتهديدات التي يتعرضون لها بشكل متواصل نتيجة لأداء عملهم الصحفي , فقد كشفت منظمة صحفيات بلا قيود في تقريرها السنوي عن الحريات الصحفية في اليمن عن 135 حالة انتهاك خلال العام 2012م, تنوعت الانتهاكات الصحفية بين الاعتداءات والتي بلغت 60 حالة اعتداء , والتهديدات التي بلغت 34 حالة تهديد , و 9 حالات تحريض وتشهير, و7 حالات احتجاز, و 6 محاولات اغتيال وغيرها من الانتهاكات , وسجلت المنظمة مقتل سبعة من الصحفيين عام 2011 م الذي وصفته بالعام السيئ على الصحفيين. • قبل عدة أسابيع خلت أعلنت إدارة صحيفة (نوفايا كازيتا) الروسية أنها طلبت من السلطات الروسية السماح لصحفييها بحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم ، وذلك بعد مقتل مراسلة الصحيفة (أناستازيا بابوروفا) وهي تؤدي عملها الصحفي في شهر يناير الماضي ,هذا الإعلان لاقى ردود أفعال مختلفة , حيث اعتبر البعض أن سلاح الصحفي القلم والكاميرا وجهاز الكمبيوتر فقط وعندما يستخدم الصحفي السلاح يتحول إلى بلطجي وربما إلى زعيم عصابة , فالعديد من الصحفيين والناشطين في مجال حرية الصحافة والعديد من المنظمات المعارضة لحمل الصحفيين السلاح يقولون إن مسؤولية حماية الناس من المجرمين تقع على عاتق الدولة وليس الصحفي , بينما يرى آخرون أن الصحفي يلاقي عراقيل كثير عند أدائه لعمله الصحفي ويتعرض للانتهاكات المستمرة في الكثير من البلدان وخصوصاً دول العالم الثالث وتكون بصورة أكبر في مناطق الحرب والنزاعات حيث يصبح الصحفي هو الضحية الأولى بل المستهدف الأول بالقتل من أجل إخفاء الحقائق وطمسها, وإن الدولة في حالة النزاعات والحروب لا تستطيع تأمين حماية الصحفيين وإنها لن تعطي الحرية الكاملة للصحفيين في قول الحقيقة وإنما هي من سيمدهم بالمعلومات التي تريدها وإخفاء المعلومات الأخرى التي لا تريد إظهارها للرأي العام وهذا شيء مسلم به , لذا فإن المعضلة تظل قائمة من يحمي الصحفي من الانتهاكات.. ؟! فهل ينتصر المسدس على القلم ويصبح رفيقاً له رغم تنافر منطق كل منهما. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك