(هات أدي حق النقطة) عبارة وتحديد المستتر فيها يصعب الإحاطة بكل دوافع وأسباب وجودها ونشأتها، و أبعاد ودلالات استخدامها، كعبارة لا توجه بقصد ابتزاز سائفي الشاحنات وسيارات النقل أثناء تنقلهم بين المحافظات عند كل نقطة ثابتة أو متحركة، مستحدثة أو طارئة وإنما بقصد فرض منطق القوة والاستعلاء والإذلال دون خوف أو رادع من ضمير أو قانون أو مساءلة أيضاً. عبارة إما أن تدفع فيفرج عنك لتواجه نفس المصير عند نقطة أخرى على بعد كم كيلو متر.. وإما أن تتحامل على نفسك فلا تظهر تذمراً أو أدنى اعتراض، وأنت تتكلم بأدب جم راسماً على وجهك ابتسامة عريضة معلناً أسفك البالغ مستعرضاً ظروفك التي حالت في هذا اليوم وهذه الرحلة دون القدرة على دفع حق النقطة متقبلاً بكل طاعة ورضى ما سيجنيه عليك ذلك من مشاق نفسية وعصبية وذهنية تبدأ غالباً بتوجيه أمر حاسم لك بأن تجنب الشاحنة على جانب الطريق. جنب هيا جنب. عندها ما عليك إلا أن تنفذ الأمر وتبقى هناك تنتظر إلى أن يتفضل أحدهم ويأتي إليك. ليخضعك لاستجواب سمج ومهين. ماهو ما معك.. ما محمل؟ (....) من أين أتيت؟ (.....) هات أين أوراقك؟ (....) متى خرجت؟.. لماذا تأخرت أين كنت؟.. أنزل فك الحبال؟ افتح الطربال؟ شي معك دعاية؟ .. هات معك قات؟ ولا يفرج عنك إلا بعد أن (ترى أمك عروسة) وما أن تأخذ بالتحرك حتى تنتابك حالة من الضيق والصرع. وأنت تفكر بما ينتظرك بعد كم متر نصبت فيه مصيدة أخرى شبيهة، خصوصاً منها تلك التي يجري نصبها في أماكن مقفرة لا زرع فيها ولا ضرع ولا سكن، نقاط لا حصر لها ولا عدد مكونة من مختلف وحدات الجيش ومن الشرطة وأخرى خاصة بالحرس، أو من الأمن العام، أو النجدة أو الأمن المركزي أو...أو... وكل من وجد نفسه قريباً من طريق أخضر أو برميل أو كم إطار أو كومة من تراب أو حجارة وينصب نقطة تفتيش.. نقاط ترى هل ما زال بمقدور الأجهزة الأمنية أن تعيد تصحيح أوضاعها وتقويمها بحيث تكف عن ممارسة الابتزاز واستفزاز سائقي الشاحنات ومرتادي الطرق، واستمراء ظهور القائمين عليها بمظهر المتسولين غير المبالين بإراقة ماء وجوههم؟ أعتقد أن بمقدورهم فعل ذلك إن لم يكونوا هم طرفاً في نصب هذه النقاط والإكثار منها لمآرب أبعد وأوسع ومنافع أغزر وأشمل من عبارة ( هات أدي حق النقطة). [email protected] رابط المقال على الفيس بوك