يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا هذا التعبير الصادق من قلب مليء بالحياة عاشق للحرية والكرامة رافض للظلم والاستبداد محب للوطن آمل له العلا والازدهار والتقدم واهب حياته وكل ما يملك لتحقيق ذلك لا تغريه سلطة أو جاه مناضل جسور في وجه الظلم والظلمة لإنصاف المظلومين والمضطهدين في زمن بقبضة أعتى, وأشد ولكنه كان الصوت الذي زلزل عروشهم وركع هاماتهم وداس على جبروتهم هو المثل الأعلى للنضال والمناضلين أبو الأحرار محمد محمود الزبيري الذي تعرفه اليمن بسهولها وجبالها ووديانها التي لازال صدى أشعاره يعشش فيها وترعش أوكار الظلمه والظلم في ربوع اليمن السعيد .و عند اندلاع شرارة الثورة بقيادة المسرحين العسكريين قسراً من أبناء المحافظات الجنوبية كان هذا البيت هو شعارهم وأصبحت الحناجر المقهورة والمضطهدة تردده بحماس وقوة لتذكر الظلم والاستبداد بمصير أسلافهم وتقول إن أبا الأحرار لم يمت بل يعيش في نفوس ووجدان كل يمني حر ومناضل في ربوع هذه الأرض الطيبة . بمعنى لا يصنع مستقبل الأمم إلا أياديها وترسم ملامحه ثقافة وسلوك المجتمع لأن الثقافة المجتمعية هي المؤشر إلى جانب السياسة التعليمية لطبيعة وملامح المستقبل القادم وما نزرعه بذورا نحصده غدا ثمارا علينا أن نعي أن سلوكنا اليوم هو حجر الأساس لمستقبلنا غدا فهل يا ترى إن ما يحدث من سلوك وتصرفات البعض على الساحة اليوم وبالخصوص في عدن الحضارة عدن المدنية عدن الثقافة هو من يخدم أي مستقبل نؤسسه على هذا السلوك هي ليست ظواهر عامة ولكنها ظواهر شاذة وأتيحت لها الفرصة لتنمو لم تجد من يقف لها في المرصاد وانتشرت بين البعض وساعدها في ذلك غياب السلطة وانفلات الأمن ظواهر لابد من أن نكشفها لأنها خطر على ثورتنا ومستقبلها الثورة التي تهدف لإصلاح منظومة القيم الثورية والمجتمعية ونستعرض بعضاً منها على سبيل الذكر: التعليم هو برنامج البناء وتخريبه معناه إنتاج مستقبل الضياع ومظلم فهل يا ترى ما يحدث في الامتحانات يخدم اليمن ومنها عدن ومستقبلها والمصيبة أن أولياء الأمور هم أكثر تحمسا لتخريب مستقبل أبنائهم لماذا؟! هل افتقدت عدن للعقلاء وأصبح المؤثر على الأرض هم فاقدي العقل والبصيرة من شباب يديره من لا يريد لعدن أن تنهض وتستعيد عافيتها وللأسف إنهم يدعون ويتسلقون بالثورة وصاروا عائقاً أمام مؤسسات الدولة تقريباً للقيام بمهامها في بعض المناطق هناك من يمنعها ورد الفعل من قبل السلطة يفسر بما يخدم أطرافاً تريد لعدن أن تكون على هذا الحال فمثلا هناك من يسطو على ارض هي متنفس وعلى حافة الطريق ويحرسها للأسف من الشباب و الأجهزة المعنية تقف مكتوفة لوقف هذا العبث بعدن وتخطيطها العمراني الذي يميزها عن غيرها من المدن اليمنية وأمام ساحة الثوار الذين يشكون سلب ونهب الأراضي في المنصورة وغيرها كثير . كذلك إطلاق الأعيرة النارية في سماء عدن دون سبب وبشكل عشوائي في الأعراس أو دونها التي حصدت بعض الأرواح البريئة وسببه انتشار السلاح في هذه المدينة التي كان من يحمل سلاحا فيها يعاقبه القانون ويرفضه عامة الناس وأصبحت عدن لا تنام إلا على صوت الرصاص ولا يهم من يستخدم السلاح متدرب أو غير متدرب عليه . انتشار المخدرات والحبوب اخطر الظواهر التي بحاجة إلى تكاثف الجهود مواطنين وأجهزة الأمن مطالبة أكثر من أي وقت في أن تستعيد دورها لمحاربة هذه الظواهر المدمرة للمجتمع وآلامه وغياب الأمن هو المرتع المناسب لبروز مثل هذه الظواهر . إذا لم نتمسك بقيم الثورة ونجعلها سلوكا وثقافة نمارسها في حياتنا ونعكسها على الواقع المعاش يصبح مجهودنا عبثياً لا معنى له ويجب أن نرفض أي سلوك ضار وكان له تأثير سلبي على حياتنا وحتى وإن كان صادرا من أعلى سلطة للقرار لكن أن أكون ثورياً اليوم وغداً أول من يعبث بالقيم الثورية هذا مرفوض مهما كانت مبرراته نحن أمام فرصة لن تتكرر وعلينا استغلالها وبها ممكن أن نكون أو لا نكون أبدا وعلى الدولة أن تفعل مؤسساتها وتلعب دوراً إيجابياً وهي تعرف من هو الثوري الحقيقي من البلطجي المتسلق بالثورة ولا تجعل نفسها موضع اتهام للاستفادة من الوضع . نحن بحاجة إلى استقرار أمني وان يجعل الأمن نفسه محايدا وخادما للشعب والجماهير التي تخرج للساحات بسلمية معبرة عن إرادتها الحقيقية للمستقبل دون أن يضع نفسه خادما لطرف دون آخر ويصبح المخرب عرضة للمحاسبة في وجود الأمن أم الوضع الحالي جعل الخلط بين الثوري الحقيقي والبلطجي المخرب وهذا لا يخدم لا الثورة ولا السلطة والا المواطن والمدينة المسالمة التي حولوها إلى ساحة قتل ونهب وتخريب من ضعفاء النفوس الذين يحلو لهم غياب الأمن والأمان . هذا إذا أردنا مستقبلا زاهراً نصنعه بأيدينا نحقق فيه طموحاتنا وآمالنا مستقبلا يسعد به أبناؤنا ويأمن الكل على النفس والمال والعرض ونعيش ونتعايش معا بكل أطيافنا ومذهبنا متحابين متآلفين لأن عدن بلد التنوع الثقافي والفكري والمذهبي والديني لم تكن عدن أكثر حزناً وألما لما يحدث في حواريها وساحاتها من صراع وكراهية وظلم من البعض على البعض مثل أيامنا هذه - على الجميع أن يضع نصب أعينه أن الصراع لا يبني الأمم بل يدمرها والكراهية لا توحد الأمم بل تمزقها والفرقة دمار والتقارب خير وبركة وبناء وما نأمل ونطمح هو الخير والازدهار والنمو ببلد فيه حب وعدل ومساواة وحرية وتوافق بلد يعلو إلى العلا نعزه ونشرفه ليعزنا ويشرفنا وكان الله في عون الخيرين للنهوض بهذا البلد الطيب وإخراجه من محنه والله على كل شيء قدير . رابط المقال على الفيس بوك