قلائل هم العظماء الذين صنعوا المستقبل في شعوبهم ..ولم يتحولوا إلى أصنام بقدر ما أصبحوا ملهمين وإيقونات للتحولات العملاقة نتيجة لثقافتهم القائمة على أن الشعوب التي تقدس الأشخاص لاتستطيع النفاذ إلى عظمة عقولهم وأفئدتهم . التحولات الكبيرة بحاجة إلى قادة كبار يأتون من خارج النسق الاعتيادي للطبقة السياسية القائمة على سياسة المرور العابر من التاريخ وليس الخلود فيه . ومن يقرأ تاريخ الشعوب يجد أنه على الرغم من عظمتها المطمورة إلا أنها ظلت تبحث دوماً عن شخص استثنائي يكون بمثابة “المختار” في الأساطير الدينية ..و القداحة التي تشعل الطاقات والراية التي ترتفع بالأحلام الجمعية عالياً. لقد شهدت اليمن العديد من التحولات والكثير من الفرص الضائعة للنهوض، ولكن كل ذلك كان يأتي من دون بروز الشخصية القيادية الاستثنائية التي تنصت لأنين شعب أنهكته الصراعات وماخلفته من جراح غائرة . ونحن اليوم أحوج مانكون لقائد موحد مثل جورج واشنطن.. و غاندي آخر، يعلمنا التسامح، ومانديلا جديد نستلهم منه روح التحدي والصبر ومهاتير يعلمنا طريقة للنهوض الاقتصادي.. نحتاج فعلاً إلى قائد تجتمع فيه كل هذه الصفات لأننا في هذا الوطن قد جمعنا كل مشاكل العالم في دولة واحدة . لقد كان الشهيدان الحمدي وسالمين بمثابة النموذج الأقدر على صنع التحولات في تاريخ اليمن المعاصر.. لقد كانوا بارقة الأمل في الحصول على قادة استثنائيين ..فهل تتكرر تلك الفرصة كما تنبأ البردوني من خلال قصائده التي بشر فيها برجل أخضر يمني يفضي بنا إلى الأيام الخضر ..! [email protected]