محزن حقاً ما وصل إليه العرب من خلال رؤية موقعهم في المعادلة الدولية من الأحداث الدائرة اليوم خصوصاً الأحداث الأخيرة . كأنهم غير موجودين وكأن الأمر ليس شأناً داخلياً عليهم وحدهم أن يتوصلوا لحله بأنفسهم ..ما يدور في سوريا كشف موقعهم بشكل يدعو للخجل .القضية السورية يتداولها اللاعبون الدوليون الحقيقيون فقط وأعين الشعوب مشدودة إليهم وحدهم وليس سواهم من يقرر وضعنا ومصيرنا نحن نتفرج فقط والأدهى أننا نمولهم ونكيد بعضنا سراً وعلانية!. حكامنا كقطع بيادق على رقعة الشطرنج تحركها أصابع اللاعبين المعروفين نعرف أنهم بيد غيرهم منذ سنين لكننا لم نشاهد ذلك عملياً وبوضوح كما هي في الحالة السورية مؤخرا..كل الأعين الآن متجهة فقط للقرارات والحلول الآتية من خارج سياقنا العربي للأسف. الأسماع مشدودة لسماع تصريحات ( كيري ) ومتجهة دوما لمراقبة ما سيرد به ( لافروف) وتراقب جولات ( أشتون) هؤلاء هم سادة القرارات ومن يملكون زمام أمورنا.كم هو مخز ومؤلم أن نصير هكذا بين الأمم بهذه الصورة البدائية التآمرية الهزيلة المتلقفة حلولاً لخرابها التي صنعتها يدها . الحدث السوري عرى تماماً موقع بقية العرب الأشقاء وأظهر كم هي سوريا قوية وعصية بحلفها المبكر سابقا مع محور الممانعة والمقاومة ووجه في نفس الوقت صفعة قوية لبقية العرب المتآمرين عليها حيث أظهر أن الكفة قد ترجح لصالح محورها المنتمية إليه ( روسيا - الصين - إيران) هذا إن لم تتعادل الكفة مع المحور الآخر محور الشر والغطرسة والهيمنة التي تتزعمه أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبقية دول أوروبا الحليفة معهم. لماذا لا يبادر بقية العرب الأشقاء للانضمام لحلف الممانعة والمقاومة كما فعل شقيقهم السوري الوحيد لماذا يتآمرون اليوم لإلقائه في غيابة الجب بل يقومون بعرضه للبيع والقتل وبثمن غال يدفعونه هم من خزينتنا؟.كم أكره أن أنتمي لهذه الحقبة التي نمر بها من الذل العربي والمهانة والتآمر ولغة الغدر التي تعلو فيما بيننا .تتحمل المعارضة جزءاً كبيراً من لغة التآمر على الشقيق السوري وتأييدهم لضربه ..كل ألوان الطيف من تنظيمات يسارية ويمينية معارضة وإن كانت الكثير خرجت رفضا للعدوان بشكل باهت وضعيف فالإخوان المسلمون وهم واجهة الشارع ودينمو المظاهرات لم يتحركوا هذه المرة للخروج احتجاجا ورفضا للمؤامرة بل صمتوا وأسروا الرضى في أنفسهم !لم يعوا الدرس السابق في مصر وتآمر المتآمرين عليهم وكأنه لا علم لهم أنهم هم أنفسهم من يقود التآمرات ضد سوريا اليوم. التحية لكل دول الممانعة والمقاومة الرافضة لأحادية القطب الواحد ولا عزاء لعرب ( أبو رغال).) رابط المقال على الفيس بوك