ما الذي قدمه فنّ ما يُسمّى بالربيع العربي حتى اللحظة ؟ وهل أوصل الرسالة الفنية الإيجابية للجمهور كما ينبغي ؟ أم أنه سقط في فخّ الحزبية والشعارات الجوفاء والتطبيل لفئةٍ دون أخرى بعيداً عن الإلتزام بقضية المجتمع ككل ! بلا شكّ أنّ هناك الكثير من الأداء الفني الرائع لأداء شباب ما يُسمّى بالربيع العربي .. غير أنّ البعض من تلك الإبداعات للأسف سقطت في براثن خدمة السياسي لا الانتصار للفن ومبادئه الراقية والخروج بها من دائرة السيطرة التقليدية لأشخاص أو جماعات .أتحدّث هنا عن أعمال فنيّة راقية من خلال الكلمة واللحن والأداء .. ولا يسعدني الحديث عن المهرّجين الذين اتجهوا برسالة الفن للطريق السخيف إسفافاً ونيلاً من الآخر بالاتكاء على المفردة الهزيلة والإثارة الرخيصة لكسب البسطاء من الجمهور والذين لا يفقهون إلا دغدغة المشاعر بأردأ أنتاجٍ عرفته المجتمعات العربية . وحتى لا نظلم من أبدع وأجاد في عمله الفني بعيداً عن غواية السياسي .. فإننا اليوم بحاجةٍ ماسّة لغربلة كل الأعمال المُدرجة تحت خط الفن الخريفي العربي .. حتى نقول للمحسن أحسنت .. وللمهرّج عُد لقواعد تبعيّتك المقيتة ولا تلوّث هذا المجال الذي ينبغي أن يرتقي به محبوه عن سفاسف النيل من الخصوم بتلك الطريقة المزرية .