بأيّ رؤية يمكن الاتفاق أو الإلتقاء؟ وعلى أيّ المحاور الخلافية تبقى الوسائل لا تمس الثوابت العليا العامة؟ تتحدّد من خلال التجرّد من دونية الأهداف والسياسات قريبة المدى، وطرد النزوات الشبقة، السياسية والطائفية للحظات الآنية لكينونة الذات .قلب الحقائق والتواري خلف جسر الانتهاكات، وذر الرماد في العيون وسائل عجز، وفيما تبدو لأصحابها حقائق وأساليب مشروعة لتحقيق أهداف مشروعة، والغرابة المذهلة والمضحكة في ذات الوقت التباس الأضداد كالتحاف «المعاطف مقلوباً» والاقتناع بإمكانية التقبُّل من الآخر وفرض حقيقة الفعل فيظنون أن من حولهم بذات الرؤية، «والدعممة» التي يتخذونها في أساليبهم وسياستهم تبرز مدى الإفلاس الذي يمتلكونه. من الأسوأ استغلال «أصحاب المعاطف المقلوبة» لمرحلة اللا استقرار أو الضعف لتمرير كل الأجندة، وعرض العضلات السياسية والطائفية، «والفريسة المريضة أو الضعيفة» سهل الإيقاع بها واصطيادها، ويالفظاعة الإنسانية التي يدعونها وياللسخف والاستخفاف بالنفس والغير عندما تجد تناقضاتهم في خانة واحدة دون تفريق أو تمايز، والاتجاهات المعكوسة كيف يمكن لها التمازج سوى أن تُحدث الانفجار والتصادم. لا اختلاف بين من يدّعِ أو يظن في نفسه الفطنة والذكاء في استغلال المرحلة بكل كيفياتها لصالحه فيبدو حليفاً لكل طرف من وجهة الأضداد وبين الأضداد أنفسهم في القضاء على كل لحظة أمل للبناء واستعادة نَفَس الوطن للحياة. من يحمل في قلبه فكرة الديكتاتورية للذات لا يمكن أن يضع سلاحه في سبيل المصلحة العليا العامة. وبالنظر تجد أن النظام السابق لم يكتفِ في أن يرمي بالوطن إلى أسفل السافلين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعلمياً و..... بل لايزال يريد الإجهاز عليه بحيث لا يُبقي له أية ملامح ولو من باب هويته، ويتحمّل من نصيب الفعل واجهته الثانية والقوة والذراع التي استند عليها لضرب خصومه واستنزاف مقدرات البلد، و كذا غرس بذور الشقاق والإنقسام وإحياء جذوة التعصب القبلي والمذهبي والسياسي الطائفي للإبقاء على مكانته وقوته وإضعاف كل ما يمكن أن يقف في وجهه ومواجهته. «أصحاب المعاطف المقلوبة» ليسوا هم النظام السابق بل كل من كان يوماً قوته وشريكه في إفساد الوطن، وتقسيمه، وتوزيع ممتلكاته كقطعة إرث وحق موروث، ولم يقتصر على الجانب السياسي والعسكري والقبلي ومشيخة الدولة، بل هناك التسويق الإعلامي والتشريع لتصويب الفعل السياسي. التفريخات بلافتات كثيرة مطموسة المعالم الوطنية، قزمية الأهداف، هزيلة الأجندة والغايات. الفصيل ذو الواجهة الطائفية يضخ مالاً وفي ذات الوقت يضخ دماً، وفصيل يحمل رأسين فجأة يتحوّل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين يُبقي على رأسه الآخر يقاسي لحظات الاحتضار السريع. وبالمقابل أسوأ من كل تلك الفصائل السابقة فصيل يحمل ماركة أصلية «لأصحاب المعاطف المقلوبة» من يحمل واجهتين، دينية وسياسية، طالما كانت سياسته واجهة النظام السابق، شرّع لسياسته بقاعدة دينية وبارك غزواته السياسية وغنائم معاركه، وتحولاته السياسية، ولازال محافظاً على واجهته بمسماه «الإفساد». المناخ السياسي ملائم لأصحاب المعاطف المقلوبة، ولكن ليس على الدوام، فالتغيرات الطقسية، والمناخية لن تظل على وتيرة واحدة، فاليوم غير الغد. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك