-أحياناً يخال للمرء أن ما يسمع به من حوادث وقضايا اجتماعية مختلفة أنها حدثت في دولة أوروبية أو بعيدة عن أوطاننا ومناطقنا ولاسيما بلادنا لكن الأخبار الصادمة تصلك شئت أم أبيت، إن مثل هكذا أخبار حدثت وحصلت في بلدنا ومناطقنا. نحن نعيش أحلك الظروف في زمن ماحل ومثالب لا حصر لها يشيب لها الولدان لأن ثمة هواجس تعترينا بحاجة إلى من يفك طلاسم شفرات ما ابتليت بها الأوطان بل ووصل إلى حضرموت الأمن والسلام والوئام من انفلات رهيب وحوادث مفجعة تجعل الحليم حيراناً وإلى الآن لم يفق العقل بما مر به من فواجع وآلام ولازلنا نلمس عن كثب وباستمرار أخباراً تقض مضاجعنا وتجعل حياتنا أكثر قتامة وسوداوية .. ما أكثرها هذه النتوءات الرعناء السادرة في غيها بخبط عشواء حتى جعلت المواطن في حالة من عدم الاتزان ويصرخ بملء فيه: اللهم سلم ..اللهم سلم ، نبحث عن متقد لم أره، نبحث عن عاقل دون جدوى حتى انطبق علينا المثل الشعبي كما يقولون «وين عاقلكم قالوا .. هذا المربّط». - الزائر إلى محاكمنا يرى العجاب بما سيشاهده من تزاحم المتقاضين والمحتكمين، مآسٍ تبكي لها القلوب قبل العيون، أزواج تخلوا عن واجباتهم ومسؤولياتهم وأشقاء إخوان خانوا الأمانة ونكثوا بالعهد وأكلوا ميراث أخواتهم .. رجال ومسؤولون ومدراء عموم انتهكوا حقوق وسلب من هم أضعف منهم. زوجات يشتكين تمرد أزواجهن ورفضهم النفقة على أسرهم وعيالهم بعد أن لجأت البعض منهن إلى القضاء لفض الشراكة الزوجية ..مانراه في هذه الأيام من سطو على كل شيء ولا سيما المصالح العامة وقطع أراضي المواطنين من قبل أناس ماتت ضمائرهم ومسؤول لديه إدارة وأقسام وموظفون وتكون قراراته ليست في محلها ودكتاتورية ولا أحد يحاسبه فقد رفع القلم عنه .. مشاكل جمة سببها الظلم والوازع الديني، إنها الدعوة للرجوع إلى الله واتباع تعاليمه.. - ماذا أصاب الوطن والمواطن مشاهد يومية غريبة تجلت بقضها وقضيضها تعبث بالروح والإنسانية تمزق النسيج الاجتماعي برمته بين شرائح الناس وكل يغنّي على ليلاه ولا حول ولا قوة إلا بالله، الضحية وطن وشعب وغياب قيم تأصلت فينا على مدى حقب وأزمنة لاسيما في حضرموت اليوم نرى انفراط عقد هكذا قيم وأخلاق بقصد أو غير قصد أم أنه أمر دبّر بليل لجعل حضرموت تعيش قانون الغاب والفوضى الخلاقة ..فهل نعي قبل أن يقع الفأس في الرأس؟ وثقب السفينة سيطال الجميع وحينها تقع الكارثة وبجلاجل.. نأمل أن يغير الله أحوالنا ويصلح بلادنا وينعم شعبنا العظيم بالأمن والأمان وأن نرى مشاهد أخرى إيجابية في الوئام والعمل والتسامح والسمو والصفح فهل يحقق ذلك في القريب العاجل؟ نتمنى ذلك وما على الجادين المخلصين ببعيد.