ننصهر كانصهار الشموع في دنيا الظلام العابر على شواطئ اليأس والخذلان . نقف أمام تلك الشواطئ نتأمل، نتعلم، نتألم من تجارب الماضي التي أصبحت اليوم حاضرة في الأذهان. نغدو من مكان إلى مكان. نبحث عن حلول لقضايا إنسانية صهرت أحلام الأجيال قضايا إنسانية اجتماعية هالكة وسالكة طريق الاعوجاج القويم والخطأ الجسيم ولكننا وفي كل جولة من البحث عن حلول لتلك القضايا العاصفة بالحياة الاجتماعية تجبرنا الظروف على الوقوف أمام جدران الحياة و أمواجها المتلاطمة لنقرأ ونسمع وندمع عن تلك الروايات والقصص والحكايات الجديدة العديدة المستفيضة والمستميتة للقلب والعقل البشري والتي غزت مؤخراً ساحة وطننا الحبيب كعدوى من فيروس فكري خبيث منتشر في بعض أرجاء مجتمعات عربية غربية. وتعد هذه القضية الاجتماعية محطة أنظار مختلف الخبراء والباحثين في علم الاجتماع والنفس وقد شكلت مؤخراً موجة من التضاربات والتعارضات الحادة بين علماء الأديان، فمنهم من يبيحها لعدم الوقوع في المعاصي ومنهم من يحرمها كونها تعد الناسف والمفتت الحقيقي الأول لنسيج المجتمعات وتعتبر هذه القضية إحدى القضايا الإنسانية المندرجة تحت إحدى صور وأشكال الزواج القهري الشيطاني المرفوض من قبل فئة كبيرة من المجتمع وهو زواج الشيطان المقرون بنية الطلاق غيباً. فهذا الزواج المقترن بنية الطلاق غيباً والذي لديه العديد من المسميات كالزواج السياحي أو زواج المصياف..الخ والذي صنفه باحثون على أنه أحد أشكال الزواج القهري الشيطاني وذلك لتحديد ذلك الرجل الفترة الزمنية المحددة لهذا الزواج والتي تقاس بليالٍ أو بأيام وشهور دون الإفصاح عن هذه النوايا الخادعة والصادمة لتكون بعد ذلك المراءاة الضحية الكبرى لهذا الزواج فتجد نفسها مطلقة بين يوم أو يومين شهر أو عدة أشهر. فانعدام الضمير الإنساني وضعف وتردي أحوال المعيشة وقلة الوعي لدى الأفراد من خلال عدم الدقة بالتحري عن أولئك الأفراد الذين باعوا أنفسهم للشيطان سواء كانوا أجانب أثرياء قدموا من الخارج للسياحة والاسترخاء ام أولئك المغتربين الذين يتزوجون بنية الطلاق كون هدفهم الرئيسي هو إشباع بعض الرغبات الشيطانية لفترة محددة هي بمثابة عوامل مهدت لهذه الظاهرة على النشوء والبروز والانتشار موخراً على ساحة مجتمعنا الحبيب. فتلك الرغبات الشيطانية التي تسلك دوماً طريق الأنانية والتي تصحب معها انهياراً تاماً لركائز المستقبل فترسم معها الحاضر بلون أسود ماكر وغادر فتكوينا بنارها وتصهر معها أحلامنا كانصهار الشموع في دنيا الظلام العابر على شواطئ من اليأس والخذلان تعد بمثابة زيجات شيطانية قذرة منتهجة وممتهنة ومفتعلة من قبل أفراد تغلب عليهم النزوات وحب الذات والشهوات فاتخذوا قرار الزواج الوهمي لممارسة نزواتهم السقيمة دون الإفصاح عن نواياهم وخفاياهم الدونية. لتصبح تلك المرأة ضحية هذا الزواج الماكر والغادر فلا تقف عندها تلك المعاناة فحسب بل وتستمر لتأتي نظرات المجتمع الذي ينظر إليها بازدراء وتعالٍ كما لو أنها فقدت ميزان عفتها وطهارتها ولا ينظر إليها كما لو أنها كانت مجرد ضحية خداع سافر ماكر وغادر ولها الحق في أن تنال فرصة أخرى لتصحيح مسار حياتها المستقبلية. إن نظرة المجتمع كانت منصفة بالنسبة لهذا الزواج شكلاً وليس مضموناً كونها لم تكن منصفة تجاه تلك المرأة المسلوبة لحقوقها والتي يترتب من خلال ذلك أضرار وآثار جسيمة واضطرابات نفسية حادة ووخيمة في سلوك تلك المرأة التي تتشكل وتنمو عندها نظرة مغايرة تماماً للواقع المحيط فتنمو وتنمو معها أفكار هدامة تتولد من رحم المعاناة التي قاستها وهذا ما يعود بشكل سلبي على هذا المجتمع. إننا وللأسف الشديد أصبحنا في أزمة أخلاقية عارية أبادت معها ضمائرنا الإنسانية إبادة جماعية وأصبحنا نتعامل مع بعضنا البعض بلغة انتهازية وأصبحت تجارب ومآسي الماضي الساذجة اليوم حاضرة في أوساطنا الاجتماعية فأصبحنا بحاجة ماسة إلى الإسهام بنشر ذلك الوعي الذي سيساهم من خلاله في إيقاظ ضمائرنا الحية وجعلنا بقدر كافٍ من المسئولية للابتعاد عن تلك النزعات والإغواءت الشيطانية. فنتمنى من الجميع الإسهام في نشر الوعي لدى الأفراد من خلال الأساليب والطرق العلمية لا باستخدام الطرق والأساليب الهمجية ويجب على تلك المنظمات الحقوقية أو الوزارات المتخصصة السعي في وضع حلول جذرية لهذه القضايا المفصلية الناسفة للحياة الاجتماعية من خلال إظهار آثار وأضرار هذه القضايا المفتتة لنسيج المجتمع ويتوجب على السادة العلماء إصدار فتاوى فقهية واضحة في هذه القضية حتى لا تمتزج وتختلط الأوراق اختلاط الفقراء والبؤساء للعلم. حمى الله اليمن وشرفاءها ورحم شهداءها.