على اليمنيين أن يتفقوا على أن لا مخرج سوى وجود دولة قوية تبسط نفوذها بقوة القانون، وهذا لن يتم إلا بعمل حل لإنهاء ونزع سلاح الجماعات المسلحة التي تشكل خطراً على الدولة وتنافسها مهما كانت التضحيات، ولاشك أن جماعة الحوثي هي أكبر تلك الجماعات التي تحمل مشروعاً للموت من أجل الحكم مدعوماً بخرافات عنصرية منسوبة إلى الدين.. ومن ثم فإن المعركة هناك هي معركة اليمن والجمهورية والشعب والدولة المنشودة، وأي استدراج للبعض لكي يدخل طرفاً سلبياً أو محايداً أومؤيداً لاعتداء الحوثي وسلاحه، بدافع أنه يمارس نكاية لبعض الأطراف السياسية فهو هنا مسلوب الإرادة والوعي الوطني، فهناك فرق واضح بين الخصومة السياسية التي لها ميدانها وعناوينها وبين الخصومة مع الوطن. الوطن يجمع الجميع وعلى الجميع أن يدافعوا عنه جنباً إلى جنب دفاعاً عن الثورة والجمهورية والدولة المدنية التي تعمّق المواطنة المتساوية، بعيداً عن ثقافة السيد والعبد المقيتة.. هناك مايشبه الغيبوبة السياسية عند البعض الذي لا يفهم إلا كيف يُغيظ صاحبه الذي تشاجر معه بالحارة أو المدرسة ولو بذبح الوطن، ونكون هنا أمام مرض يجب معالجته لأن الجميع شركاء، وقضية إيقاف زحف دبابات الحوثي لدخول العاصمة والاستيلاء على الحكم هو واجب كل الجيش وكل الشعب ومن يفرط يكون مفرطاً بكل تضحيات اليمنيين وملاحمهم من ملحمة حصار السبعين إلى ملاحم الثوار على شوارع المدن الثائرة وهو تفريط محسوب على صاحبه الذي عليه أن يتحسس ضميره الوطني وعقله السياسي. هؤلاء مثل الأم التي ترمي ولدها من الطاقة لكي تغيظ أباه، المثال مع الفارق، لكن هذه هي الحالة المسيطرة على البعض.. هذا الوطن بمنجزاته العظيمة أهمها الجمهورية والوحدة والثورة والحوار الوطني والدولة المدنية المعبّرة عن كرامة الشعب والمساواة، هي منجزات للجميع والدفاع عنها مسؤولية الجميع، والواجب مساندة الجيش البطل لا الاستجابة لإشاعات الحوثي وزمرته وحلفائه الذين كل همهم هو الانتقام من الوطن وتحقيق «عليّ وعلى أعدائي» ومحاولة إقناعنا بأن الجيش مليشيات متمردة ومليشيات الحوثي دولة مدنية، ومبررات المكايدة هنا نوع من الانتحار، فهذا الوطن ليس وطن الإصلاح ولا الحوثي ولا المؤتمر ولا أي حزب، هو وطن الجميع، لكن علينا أن نحافظ عليه بالمحافظة على الدولة وبقاء الحوثي بسلاحه المتغطرس خطرٌ على الدولة والاستقرار ... يكتب الزميل «صادق ناشر» على خلفية التناولات الاعلامية غير المسئولة والكذب غير المسبوق كلاماً يستحق التأمل يقول ناشر: «لمن يريد أن يفهم: عمران ليست ملكاً لحزب الإصلاح، كما هي صعدة ليست ملكاً للحوثيين، لا تقسّموا الوطن على أحزاب وفرق دينية، اتقوا الله في هذا البلد الذي يتم تجزئته بروح من الانتقام السياسي.. يا صحفنا يا إعلاميينا، إذا لكم تصفية حسابات مع حزب الإصلاح فالعبوا بورقة غير هذه الورقة التي تحرق البلد وتقسمها إلى كانتونات سياسية». [email protected]