فيروس إيبولا من أعنف الأمراض التي يتعرض لها الإنسان في العالم ويسميه العلماء الحمى النزفية التي تعمل على جعل الضحية ينزف دماً من كل مكان في الجسم تقريباً حتى الموت ويبدو أن هذه الحمى القاتلة هي نفس الحمى اللعينة التي تفتك بالجيش اليمني الذي يعاني من نزيف دم من كل مكان وفي كل مكان والسبب على الأرجح حقن كيان الجيش على حين غفلة بحقنة ملوثة بفيروس سياسي من نوع إيبولا دمر جهاز المناعة لديه وجعله ميداناً مكشوفاً للميليشيات والجماعات المسلحة بهدف الوصول به إلى حالة الموت أو الشلل التام في أحسن الأحوال. ورغم كثرة الهجمات الغادرة التي شنت على نقاط التفتيش والثكنات ومقار القيادات وخلفت عشرات المئات من الضحايا في صفوف العسكر الأبرياء عبر خط عملياتي تصاعدي يندى له الجبين إلا أن عملية إعدام 14 جندياً في حوطة سيئون ذبحاً بشفرات القاعدة الحادة مساء الجمعة 8 - 8 - 2014 ستظل لوقت طويل الأجل هي الحادثة الأبرز العصية على المحو من الذاكرة الجمعية لبشاعة التمثيل والتنكيل الذي لحق بجثث الجنود وهز الوجدان المحلي والعالمي خصوصاً بعد تعمد جلال بلعيدي ورفاقه بث صور فوتوغرافية تحكي تفاصيل المجزرة البشرية النكراء التي نزلت كالصاعقة على رؤوس الناس وتركتهم مشدوهين مصدومين من هول ما رأوه وشاهدوه من سادية مفرطة تربأ الحيوانات الكواسر بنفسها عن الإتيان بمثل هذه الجريمة الشنعاء أو نصيفها...! ولا يوازي هذه المذبحة الوحشية المتجردة من فتات القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية إن لم تكن أشد هولاً منها سوى حمام الدم الذي أشعله في مستشفى العرضي بصنعاء عصابة تحمل نفس الفكر الذي تأثر به وانساق لإغراءاته ال...بلعيدي والنظاري ومن شاكلهم يومي 5 - 6 ديسمبر من العام 2013 وترك وراءه 56 قتيلاً بينهم أطباء وطبيبات من جنسيات يمنية وأجنبية تم إعدامهم بدم بارد وسعادة غامرة من طرف 12 إرهابياً وأيضاً باسم الإسلام .. ذلك الدين المجني عليه الذي تتخذ منه التيارات الإسلامية المختلفة سواءً القاعدية أو الشيعية أو السنية رافعة للوصول إلى مآربها الدنيوية الزائلة بتصرفات وسلوكيات ومواقف لا علاقة لها برفع راية الدين وإظهاره على العالمين بقدر ما تهدف إلى وأد الإسلام وشريعته السمحاء ونزعه من النفوس نزعاً والإساءة إلى تاريخه الحضاري الذي أدهش العالم وترك أثراً ملموساً وناصعاً في الفكر الإنساني وحتى في ضمير النخبة السياسية والثقافية الغربية التي تناصب كل ما هو مسلم العداء والضغينة ليأتي للأسف بعد مئات السنين من أحفاد المسلمين أنفسهم قردة وخنازير أوهموا العوام بأنهم رأس الدين وعموده وذروة سنامه.. بثوا بين الناس بذور الفرقة والشتات وخبروا من الأساليب الشيطانية ما يجعل البسطاء من أتباع كل طرف على يقين بأن ما يرتكبه الإمام أو من ينوب عنه من فظائع وما يقترفه الأمير ومن ينوب عنه من مذابح ليست سوى أعمال مقدسة - غير قابلة للنقاش - لتثبيت دعائم الدين وأركان الشريعة كي يعم الخير البشرية جمعاء. لذلك فقد صوّروا الإسلام بقذارة أعمالهم على أنه دين مهووس بالعنف.. دين يأمر بالفحشاء والمنكر وينهى عن العدل والإحسان.. دين يقتل بعضه بعضاً.. دين يحض على ضرب أعناق المخالفين دون رحمة.. دين يثير الغرائز الشهوانية ويغري المجاهدين بنكاح الجهاد وإتيان النساء واغتصاب السبايا.. دين له مذاهب شتى اختلفت في كل شيء واتحدت في استهداف وقتل الجنود.. وتعارضت في تفجير المساجد والمنازل وهدم الأضرحة وقباب الأولياء. لقد تحوّل الدين إلى أديان والمذهب إلى مذاهب وكل أحد يسعى لحكم الناس بما يتأبط من دين ويعتنق من مذهب. اتركوا الدين وشأنه.. نريد دولة النظام والقانون لا شفاعة فيها لا لشيخ ولا مشيخ ولا صغير ولا كبير إلا بقانون اعملوا على ذلك قبل أن تظهر علينا جماعات على الهواء مباشرة لا تكتفي بذبح الجنود فحسب بل وأكل قلوبهم وأكبادهم، عندها لن يكون بالإمكان مواجهة أكلة لحوم العسكر.....! [email protected]