يضيف التفجير الانتحاري، الذي أستهدف المركز الثقافي في محافظة إب حيث كان يحتفل به بمناسبة المولد النبوي، يوم الأربعاء 31ديسمبر 2014م، وراح ضحيته أكثر من 26 شخصاً، بينهم أطفال جريمة إرهابية جديدة أكثر بشاعة وإبادة للأبرياء أطفالاً ونساء وشباب تضاف إلى سجل التنظيمات الإرهابية، الحافل بجرائم الإبادة للأبرياء في بلادنا.من يقرأ التصريحات الأخيرة للأستاذ سلطان العتواني مستشار الرئيس سيجد أنها نابعه من حرصه الوطني على الشعب وتعبر عن مخاوفه من تبعات “الإبادة والقتل والتشريد للمدنيين اليمنيين” ضحايا النزاعات وحرب القاعدة في اليمن، وتؤكد عن موقفه الثابت والصادق الرافض لاستمرار المأساة والإبادة الذي يتعرض لها الشعب اليمني من هجمات “تنظيم القاعدة” في اليمن. استمرار مسلسل القتل والإبادة لليمنيين الأبرياء قوض فرص السلام وبدد أمل اليمنيين الذين تطلعوا لتحقيقه عند توقيع “اتفاق السلم والشراكة” بين التيارات والقوى السياسية، وفي 21 سبتمبر 2014م. جريمة الأربعاء “تفجير المركز الثقافي بإب” التي تحمل بصمات تنظيم القاعدة هي جريمة جديدة تضاف إلى جرائم القتل والإبادة الجماعية للأطفال والأبرياء، التي تمثل استهدافاً لديننا الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة، وتدل على تخبط “تنظيم القاعدة”، وعشوائية هجماته لقتل الآمنين الأبرياء في المجتمعات المحلية والقبلية في مناطق النزاعات، وكثيرة أيضاً الانتقادات السابقة الرافضة استمرار هذا الوضع المأساوي، وكان آخرها ما جاء في البلاغ الصحفي الذي أصدرته رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن السفيرة بتينا موشايت يوم الثلاثاء الماضي 30ديسمبر 2014م عن حقوق الإنسان في اليمن حيث قالت: “إن اليمن ما يزال يمتلك أسلحة صغيرة وخفيفة أكثر من غالبية بلدان العالم، وأن مواطنين يمنيين يموتون كل يوم جراء النزاعات، على يد أبناء جلدتهم، بينما يصاب آخرون في هذه النزاعات وهم في العادة مارة أبرياء ويلحق يهم الأذى لبقية حياتهم”.. مؤكدة على أهمية أن يتعامل اليمن مع هذه القضية باعتبارها أزمة إنسانية بنيوية وطويلة الأمد تحصد الأرواح ويمتد أثرها إلى ما بعد هذا الجيل.والتي خلصت بقولها: “وبوجود حكومة جديدة فإن اليمن مستعد لاستئناف انتقاله السلمي مع الإدراك الكامل لتجنب البدائل الكارثية، وان فقدان الأرواح عبثا على مدى الأسابيع الأخيرة مجددا بين أوساط المدنيين خاصة الأطفال هو تذكير صارخ بالمعنى الحقيقي للمادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مؤكدة بأن: “لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه”.. وتشديدها بان المواطن اليمني بحاجة ماسة لأن يتحول هذا الحق إلى حقيقة.أمام هذه الجريمة وغيرها من الجرائم البشعة وما نراه من شواهد على الواقع تحرك مشاعرنا للغيرة على وطننا وشعبنا، فأنه ينبغي علينا مجتمعاً ومؤسسات دولة أن نحترم حقوق الإنسان والاستفادة من التجارب التي مرت بها بعض المجتمعات، ومكّنتها من التغلب على أثار الحروب والصراعات وبالذات التغلب على آثار الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وأن نغرس في مجتمعنا ثقافة احترام حقوق الإنسان والتعايش وعدم السماح لأي طرف أو جماعة مسلحة بتكرار الصراعات والحروب أو ارتكاب أعمال وحشية تطال حياة الأبرياء.. كما نتمنى أن ندرك واجبنا تجاه مجتمعنا اليمني، ويحرص كل منا في محيطه الاجتماعي والعملي للحفاظ على تماسك المجتمع ووحدته لوضع حد لهذه المأساة ومنع أعمال القتل والإبادة للأبرياء التي ترتكب باستمرار من قبل تنظيم القاعدة في اليمن.أخيراً أدعو الجهات الأمنية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها وكشف ومعاقبة من يقفون وراء هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم الرادع، سائله المولى تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، متمنيه للجرحى الشفاء العاجل “وإنا لله وإنا إليه راجعون”. [email protected]