(ليس مهماً أن يحدث ما يُسيء، ولكن الأهم ألا يتكرر حدوثه..) يُحكى أن طفلاً جاء إلى ضفة نهر ورأى تمساحاً وقع في شبكة صياد فصاح التمساح طالباً من الطفل مساعدته ولكن الطفل قال: لكنك ستقتلني، فرد عليه التمساح: لا لن أقتلك، وعندما حاول مساعدته أمسك التمساح بالطفل بأسنانه، فقال الطفل: هكذا ترد الجميل؟! فقال التمساح من جانب فمه: بالتأكيد هذا هو قانون الحياة، وقبل أن يبتلعه قبل التمساح الاحتكام لرأي ثلاثة عابرين وكان الأول هو الحمار وعندما سألاه قال: لم أعد قادراً على العمل فطردني سيدي وألقى بي إلى الذئاب، فقال التمساح: ألا ترى؟! وكان رأي الحصان مثل رأي الحمار فقال التمساح: هذا هو قانون الحياة.كان الأرنب هو العابر الثالث فقال: لا أستطيع أن أُعطي رأياً دون أن أفهم الأمر كما هو من البداية فتلوى التمساح وفتح فمه على مصراعيه ليتحدث فقفز الطفل إلى الخارج سالماً فقال الأرنب للطفل: هل تحب لحم التمساح؟ فأجاب الطفل: نعم، فقال الأرنب: إذاً هذا هو التمساح جاهز لإناء الطبخ، وذهب الطفل وعاد بوالده ورجال من قريته قتلوا التمساح والأرنب معه.... هكذا هو قانون الحياة... (من رواية الجذور ل إليكس هيلي). الأخطاء الواقعة خارج نطاق العقل قد تكلف الكثير، والاحتكام إلى قوانين الأخطاء لغة لا يفهمها غير قائليها، وإعادة تلك القوانين الخاطئة إلى قوانين الحياة مبرر غير مقبول ولامعقول ، وما يحدث مشابه تماماً لقانون الحياة المذكور فأطراف تتحالف لالتهام أطراف أخرى، وبعد الفراغ قد تلتهم بعضها بعضاً، والفرصة سانحة للجميع وفق هذا القانون المسمى. التماسيح لاعقل لها سوى رغبتها في الالتهام وهكذا هي تماسيح السياسة تفعل ذات الرغبة وتبرر لأفعالها، تتعامى عن أخطائها وتهول أخطاء الآخرين وتصطادهم من هذا الجانب. من في المواجهة ومن خلفهم ضد ما يمكن التقارب إليه، والوصول إلى حل مآله ك ( ندم الكسعي )، فيمضي الوطن وتبقى الخائبات، ولا يتمادى إلا من وجد لظله دافع ومجمل لصورته فإذا ما بدت الحقيقة وبدى الضوء اختفى الظل ووهمه.التنازلات عن المصالح للمصلحة العليا الوطنية لا يُقدم عليها سوى من أُفرغت نفوسهم من أنانية الذات ووهم الأنا، وتاريخنا السياسي الوطني مُقل في سجله لشخصيات تسيدت هرم القرار السياسي وتركت بصماتها في القرار، والرافضون كثيرون والمعيقون كُثر ممن يرفضون أن يضعوا لأنفسهم صفحة تاريخية وبصمة مضيئة في الشراكة الوطنية والسلم الوطني. أكبر مصائب هذا الوطن عقل محشو بالسلاح، والحزب المتواري وراء الرغبات والتسلط والوجوه المتعددة والرايات الغريبة إضافة إلى الشخصيات الدائية المستعصية علاجها، اللهم أحفظ اليمن.