معاناة الشعب اليمني وضيق حاله لا يخفئ علئ أحد. فقد تجرع الويلات خلال السنوات الماضية وهو يرقب حوارات النخب السياسية تارة و يترقب صراعاتهم تارة أخرئ. تحمل الشعب ارتفاع الأسعار وانعدام المشتقات وانعدام الأمن وتحمل الكثير من المتاعب على أمل أن يتخلص منها عقب قيام الدولة المدنية التي خرج ينشدها ويشدو بنشيدها في كل مكان. هذا الشعب المسكين الذي يصفه أصحاب النفوذ بالعظيم في خطاباتهم وينكلون به ايما تنكيل إذا ما امسكوا بزمام الأمور.الشعب الذي دائماً يسقط ضحية للصراعات الحزبية ويدفع من عرقه ومن دمه ثمن المناحرات السياسية التي صبت جل غضبها في قوته و حياته العامة التي تحولت الي ساحة لتصفية الحسابات القديمة والمستحدثه.ومع كل هذا لا يدري الشعب على ماذا يتصارع السياسيون والجماعات المتسيسة والمتسللة للحكم؟ هل من أجل خدمة الشعب وتحمل مسئولية النهوض به و انتشاله من الوضع المزري الذي هو فيه! أم من أجل مصالحها الضيقة والارتفاع فوق الجميع و الدوس على أعناقهم والسير على حقوق المساكين لا من أجلها. فالسلطة مسئولية لو ادرك ها السياسيون وجماعات التسلط لما تنازعوا عليها. فهي مسئولية لا يقدم عليها إلا من يؤثر هذا الشعب على حياته. يسهر ويتعب من أجل راحته. يعاني ويتحمل من أجل التخفيف عنه. بل يضحي بحياته وحياة اتباعه من أجل أن يعيش هذا الشعب عيشة كريمة. هذة مسئوليات السلطة والحكم فهل تدركها الاحزاب والجماعات النافذة أم انهم يفهمونها بالمقلوب ويرون في السلطة سبيلاً للراحة وكسب الاموال وتحقيق المكاسب والي آخره من المتاع الزائل. فالنزاعات الحاصلة والصراعات بين اصحاب النفوذ في بلادنا تدل علئ حجم الجشع واللامبالاة واللامسئولية التي يحملونها تجاه هذا الشعب المسكين. الكل يسعئ لإثبات وجوده وإن كان علئ حساب إخفاء ودفن الآخرين. كل طرف منهم يسوق التهم لخصومه ويلفق الاباطيل للنيل منهم لا لشيء إلا ليبقى هو منفرداً كي يفسد كما يشاء. ولهذا طال امد الحوار الذي لم نرى منه إلا أطراف تحاول تسييره وفق هواها فإذا ما خالف الحوار رغباتهم انسحبوا منه ورفعوا السلاح في وجهه. لأجل من يتصارعون وهم بصراعهم هذا يهلكون من ينادون بحياته ويفتحون في وجهه نار المعاناة والأسى.لمصلحة كل من هذا النزاع ؟ ولماذا يستهدفون الوطن ويعملون على تقسيمه وتدمير كل جميل فيه. أسئلة كثيرة تدور في عقول المواطنين ودموع كثيرة تسكب من أعينهم وهم يرون بلدهم يتجه نحو المجهول.المجهول الذي يؤرق منامهم ويهدد حياتهم ومستقبل ابنائهم . ومع كل صلاة تظل السنة الناس رطبة بالدعاء للوطن وتجنيبه الفتن ما ظهر منها وما بطن. نسأل الله أن يجنب بلادنا شر الأشرار ويلطف بأهل اليمن إنه على كل شيء قدير. [email protected]