كما نحتاج إلى مكارم الأخلاق والاقتراب منها والتخلق بها من أجل مصلحتنا في الدنيا والآخرة، ومن أجل أن نكسب أنفسنا أفراداً وجماعات، نحتاج أيضاً إلى معرفة الأخلاق الذميمة لنبتعد عنها، من المهم أن يعرض الانسان نفسه على طبيب لمعرفة ما به من مرض بدني لكي يتعالج وينقذ جسده. الأهمية نفسها في الأمراض النفسية والروحية ومنها الأخلاق الذميمة أن تكشف عنها وتبحث عن وجودها لتتخلص منها. خذ مثلاً «الحسد» كل الناس يذمون الحسد ويحتقرون الحاسد، لكن لا تدري أحياناً بأنك حاسد أو تمارس الحسد, لو حاولت الاكتشاف وعرفت أن فيك حسداً أو خصلة من الحسد، فإنك ستتعالج منها بمجرد معرفتك، فلا أحد يريد أن يكون حاسداً فقط، لاتغالط نفسك ولاتبرر. هل تستطيع أن تقول لنفسك ماتفعليه هذا هو الحسد بعينه؟. عندما تتحدث عن الحسد وتعرفه بأنه ألم نفسي يتمنى زوال النعمة من الآخرين لا يعجبه نعمة معنوية أو مادية في هذا أو ذاك يتألم لو أن زميله في الصف أفضل منه في التحصيل وفي الدرجات, يمتعض عندما يرى صاحبه ينجح في تجارته مثلاً، ويبدأ بتوجيه السهام له لا لشيء إلا لأن الحسد يحركه وهو لايدري. ستذهب بعدها تبحث عن مبررات بعيدة لبغضك لهذا أو ذاك وتمني زوال نعمته والتحامل عليه والوقوف في طريق نجاحه، ولا ترتاح إلا عندما ينتكس عندها ستجد الأسارير في نفسك والراحة النفسية والتشفي. إذا لم تعرف أن هذا هو الحسد وأنك حاسد شئت أم أبيت، فاعرف أنك أيضاً مصاب بالعمى وأن الحسد أصبح مستشريا فيك وفي ونفسك، وعليك أن تعمل حالة طوارئ للعلاج من أخطر الأمراض التي تأكل صاحبها ويكسبه ذنوباً وآثاماً يخرب روحك ويعطل دورك في المجتمع . فالحاسد يعجز عن الحركة في المجتمع بإيجابية ,لا ينجح، لأنه مكبل بالحسد وبإحساس الناس تجاهه بأنه لاخير فيه. كل إنسان معرض للحسد ولا يمكن لأحد أن يعالجك من الحسد سوى أنت باكتشافك لمواطن الحسد والاعتراف لنفسك على نفسك لأن اعتراف المريض بالمرض نصف العلاج، وبعدها ستجد من السهل أن تتخلص من مرض وخلق تشعر أنه ثقيل ومدمر لك ستبدأ تشعره بأوجاعه بدل من أوجاع نعم الآخرين. ستمارس التمارين الروحية والعبادية والنفسية التي تصفي فيك الحسد برغبه في الشفاء ومنها زيارة من تحسده والتقرب إليه والدعاء له بالتوفيق حتى تحبه، وإذا أحببته فلن يسكن الحسد في روحك، لأن الحب والحسد لا يجتمعان أبداً, الحب إكسير الحياة وعلاج فعال لأكثر الأمراض المدمرة . .هناك الكثير من وسائل العلاج لكن من المهم أن تكون طبيب نفسك. وجمعتكم مباركة. [email protected]