المرأة هي حواء وهي كائن حي وبشر من لحم ودم، ولها أحاسيس ومشاعر وعقل وتفكير، لها أحلام وأمنيات ورغبات.. ولها تطلعات ومستقبل تحلم وتود أن تكون فيه.. بعيداً عن مضايقة شريكها الرجل.. وبرغم أنها قطعت أشواطاً وأميالاً طويلة فيما ترنو إليه بل وسجلت أهدافاً قوية في مرمى« الرجل» وتفوقت عليه في أكثر من محفل وسجال ومع هذا يتم التعامل معها ك « جماد» أو هكذا يُراد أن تكون وأكثر بهيمية.. ولا ينظر إليها كإنسانة وكونها نصف الرجل ونصف المجتمع وشريكة الحياة وهي الأم والأخت والصديقة.. تجدها في الحقل مزارعة ومكافحة وفي المحراب مناضلة قدر ما أتيح لها ذلك وتعالج المرض بكافة مواجعهم وجراحاتهم وفي المصنع منتجة وأيضاً نجدها في المكاتب والوزارات وفي أدنى وأعلى مراكز صناعة القرار في العالم ومع ذلك نجدها تصرخ وتئن « وتولول» من انتقاص حقوقها ومصادرتها« كيف..؟؟» ربما لكونها« الجنس الناعم واللطيف» تتحاشى الاحتكام ب« خشونة» الرجل وتفقد معها امتيازات أخرى مكتسبة وهذه حقيقة حسب اعتقادي. وإن كنت مناصراً لقضية المرأة وما تتعرض له في كثير من الأوساط المجتمعية المتخلفة وحتى المتحضرة بكونها« أنثى» إلا أن هذا لا يعني أنها على حق وعلى صواب دائماً والرسول «ص» أفرد لها مساحات متفاوتة في وصايا وأحاديثه فقال «ص» « استوصوا بالنساء خيراً».. فإنهن خلقن من ضلع أعوج فإن ذهبت إليه لتقيمه«كسرته» وإن تركته لم يزل« أعوج» وكرر استوصوا بالنساء خيراً« ورب الكون أعطاها أيضاً حقها وعليها في كتابه الكريم وخصص لها سوراً بذاتها» سورة مريم.. وسورة النساء.. الخ. وللموضوعية نرى المرأة تمر في كافة التعاملات فوق الرجل وعند الرجل بينما لا يحدث العكس... وللمرأة مقومات ومميزات تغنيها عن النواح والصراخ.. لانتزاع حقوقها نزعاً وأيضاً بكل سلاسة وسهولة بذكائها وعقلها وتفكيرها فلديها إمكانيات إبداعية واسعة النطاق لاستعمالها وتوظيفها لتنال حقها أياً كان... ويكفي أن لديها عيون أصقر من الصقر.. لترى مالا يراه الرجل ولها لسان أحد من السيف تقطع الحديد والصخر ولها صوت أرق من الماء تكفيها لنيل ما تريد من بين أنياب الأسد فما بالك من فم الرجل ويده ورأسه متى ما رغبت.. والمرأة حيث تضع نفسها في مسألة ضعف وقوة شخصيتها وتحقيق رغباتها وتطلعاتها المشروعة مضاهات بالرجل. وللتنويه أنه لا يوجد يوم «عالمي» للرجل.. وهل نعتبر أن اليوم العالمي للمرأة مجاملة لها أم أن بقية الأيام كلها رجولة ؟. وللإنصاف أن للرجل «سديم» من الشكوى تجاه المرأة منهم من يشكو حبها ولوعته وعذابه بها وتأنيبها وهجرانها والبعد والغدر والتعذيب الحسي والنفسي وتصورمنهم من يشكو من التعنيف والضرب واللطم.. وهناك من يشكو ضياعه وضياع أوراقه وإحراقه.. وهناك من ضاع قلبه وعقله في حواء وهناك من يشكو إجراءات الضبط المنزلي “تفتيش الجيوب.. الأوراق.. التلفون .. والتنصت على كل شاردة وواردة وآخرون يشكون من مضايقات يومية وفي غاية الشدة والتحري من قبل التحقيقات الفيدرالية لديهم في «سين جيم» أين كنت، لماذا تأخرت ،مع من رحت ،ومع من تكلمت، وإذا سدت معدتك عن الأكل فأين ومع من أكلت، وماهو الأكل وطعمه ونوعيته وألوان الأواني..؟؟ وعاد لو تعطرت خارج مبنى التحقيقات أو بالصدفة لصقت الرياح على ثيابك شعرة.. الله يفتح عليك..؟! وتحدث من هذه الممارسات لدى الرجل ولكن بحدود ضيقة منها لثقته برجولته وبالمرأة وانشغالاته فلا تجده مضطراً لفتح تحقيقاته بدون وجود قضايا من أصلها عكس المرأة. أحدهم كان له زميلة في العمل اسمها «نوره» وفجأة زوجته تفتش في تلفونه «قفشت» الاسم بالرقم فقامت القيامة عليه لحظتها وقلبت عليه البيت عاليها سافلها وفكر كيف يتخارج من المشهد جرب وقال لها الرقم باسم «النورة» وبهذه الحيلة تخارج من غضب وزيرته..؟ وللتذكير والوضوح والصراحة مع بنات حواء أقول إن المرأة هي التي تقلل من مهمة حقها وأخذه.. ومن هيبتها أمام الرجل حين تتقدم إليه كسلعة حسب العرض والطلب عند زوجها الرجل وعند أخيها وأبيها في مسألة الحديث عن مستقبلها أو زواجها فكثير من الفتيات والشابات من بنات حواء انتهى بهن العمر إلى الفشل والعنوسة.. سواء في المناطق التي تعاني من «الجهل» والعادات والتقاليد الجاهلية وغيرها.. فالفتاة هنا تظل مخطوبة لابن عمها حتى تموت وإن تزوج غيرها وصار جداً وخلفه كثيرمن الأبناء والأحفاد.. فأين هي المرأة بإمكاناتها «هي »وليس «هو» لتصحيح هذا الأمر كغيرها من الأمور الخاصة بها وتعنيها أولاً..؟