أناشدكم بالله أيها المتحاربون بالوكالة أن تأخذوا كل المناصب والمكاسب؛ بس اتركوا لنا الوطن لنستظلّ بسمائه ونفترش ترابه بأمان وحرية، فنحن الشعب اليمني كنّا قد قبلنا وقنعنا بأن تكون جل ثرواتنا هي حفنة من تراب الوطن الطاهر وأن نعيش أحراراً مستقلين بسمائنا ومياهنا وكل ربوع وطننا، وقبلنا أن نتضوّر جوعاً بعد أن نهبتم كل ثروات الوطن وكوّنتم الثروات الهائلة من عرق هذ الشعب المغلوب على أمره طيلة أكثر من نصف قرن من الزمن؛ وما كان يخطر على بالنا أننا وكشعب طيب وكريم ومؤمن يتمتع بأعلى درجات الصبر الذي يمثّل كل الحكمة؛ إنكم ستستغلون أيها النُخبة كل هذا الإحسان؛ لأن تستجيبوا لنا بسبب خلافاتكم المزمنة وصراعاتكم السلطوية المقيتة هذه الحرب بالوكالة؛ تُرى ألا يكفيكم أنه وبسبب خلافاتكم السياسية وصراعكم على السُلطة أن جعلتم وطناً حصاه من ذهب وترابه من مسك ويختزن في جوفه بحيرات من المشتقات النفطية ولغازية ومعظم جباله تزخر بالمادن النفيسة كالذهب والفضة والنحاس والألمنيوم ورغم كل ذلك؛ فإن أبناء هذا الوطن بلغت بهم الفاقة إلى أن تصل نسبة من يرزحون تحت خط الفقر أكثر من 90 % من إجمالي عدد السكان، وبعد اشتعال هذه الحرب بلغ أجمالي ما نسبته 80 % من إجمالي السكان مهدّدون بالمجاعة حسب آخر التقارير، ألا يكفي كل هذا لأن تعودوا خطوات إلى الوراء في سبيل إيقاف هذه الحرب العينة التي حصدت حتى الآن آلاف الأرواح من المواطنين والنساء والأطفال الأبرياء ومن أبناء القوات المسلّحة الشرفاء ومن المقاتلين لكلا الطرفين المتناحرين في كل المناطق الملتهبة، ومتى ستصحو ضمائركم لتضحّوا بمصالحكم السياسية في سبيل الوطن والعودة إلى جادة الصواب والتنازل لبعضكم البعض كيمنيين، والاحتكام إلى المنطق والعقل والعودة إلى طاولة الحوار السلمي والحضاري والديمقراطي لحل كل خلافاتنا مهما بلغت فإنها تظل قابلة للحل والتصالح والتسامح في ما بيننا كأبناء وطن واحد وننتمي إلى أسرة يمنية واحدة وإنقاذ وطننا من كارثة محقّقة بدأت مؤشراتها الواقعية تظهر من خلال هذه الحرب المفتعلة والتي ربما كانت سيناريوهاتها خُطط لها مسبقاً لإعادة ترتيب أوضاع اليمن جغرافياً وسياسياً بما يتلاءم مع مصالح إقليمية ودولية تخدم أجندتها لا يراعى فيها المصالح الوطنية العليا لليمن؛ فهل آن الأوان لتجار الحروب والمتنفّذين من القوى السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية أن تصحو ضمائرهم من موتها وتعود إلى جادة صوابها وتعلي لغة الحوار على لغة الرصاص والاقتتال، والبدء فوراً بعد إطفاء نيران هذه الحرب المشتعلة بتطبيق وتنفيذ كل بنود وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة الأخير وإيقاف هذه الحرب العبثية التي نحن جميعاً اليمنيون سنكون الخاسرين، وفيها المنتصر سيكون قد كسب نفسه وخسر وطنه..؟!. حرب فيها قد نضيّع وطناً ونقضي على ما تبقّى من معالم شبه دولة وإلى الأبد, وفي الأخير نناشد الجميع العمل كل ما من شأنه إطفاء حرائق هذه الحرب اللعينة وفتح صفحة جديدة، والتسامي فوق الجروح المثخنة للعبور الآمن إلى الدولة الاتحادية الديمقراطية المدنية الحديثة المنشودة. [email protected]