أطلقت دول الخليج العربية واليمن قبل أيام مشروعاً طبياً لرصد أمراض القلب الخلقية وتشوهاته. إذ أعلن رئيس مشروع أمراض القلب الخلقية في مجلس التعاون الخليجي والمشرف العام لمركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب في المنطقة الشرقية الدكتور عبد الله العبد القادر أنه تم البدء في تنفيذ المشروع الخليجي لأمراض القلب الخلقية وتشوهاته، وهو المشروع الأول في منطقة الخليج. وأوضح العبد القادرأن المشروع عبارة عن دراسة تتكون من قاعدة سكانية ضخمة مع وجود مجموعة محكمة لدراسة عوامل الخطر الجينية والبيئية في دول الخليج واليمن، مختصة بأمراض القلب الخلقية وتشوهاته. وتعد أمراض القلب من أعقد التخصصات الطبية وأكثرها تحدياً، خاصة طب وجراحة التشوهات الخلقية للقلب، الذي تكتنفه أسرار ضخمة لم يتمكن العلم الحديث، بثورته التكنولوجية من فك أسرارها. ويؤكد العبد القادر أن فكرة المشروع عن أمراض القلب الخلقية بزغت بعد دراسة وتحر في عوامل الخطر الجينية والبيئية لأمراض القلب الخلقية في محافظة الأحساء شرق السعودية عام 1997، مفيداً أنه تم إجراء دراسة علمية ميدانية صارمة الشروط استمرت ثلاث سنوات تم خلالها اكتشاف 740 حالة تشوه خلقي من مواليد الأحساء. وذكرت الشرق الأوسط عن عبدالله العبد القادر قوله إن تلك الحالات أخضعت للفحص المستفيض، وأثبتت نتائج الدراسة أن نسبة أمراض القلب الخلقية في المحافظة تزيد على الواحد لكل 100 مولود حي، وفي السعودية يوجد من 5000 إلى 6000 حالة تشوه خلقي للقلب سنوياً. وذكر العبد القادر أن الدراسة أثبتت حقائق ونتائج علمية، إضافة إلى المعاناة الجسدية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية لمرضى القلب الخلقي على الفرد والأسرة والمجتمع والدول، وقد كانت دراسة منطقة الأحساء النواة الحقيقية، لبدء المشروع الذي عمم على مستوى الدول الخليجية، والذي حصل على دعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. ويهدف المشروع إلى توفير معلومات عن نسبة حدوث أمراض القلب الخلقية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعرفة الأنواع المختلفة لأمراض القلب الخلقية ونسبة حدوثها منفردة أو مع تشوهات الأعضاء الأخرى، وتحديد العوامل الجينية والبيئية لأمراض القلب الخلقية لسكان دول المجلس، كما يهدف إلى محاولة استنباط علاقة سببية لأمراض القلب الخلقية واستكمال الجهود العلمية العالمية الضخمة للبحث عن مسببات عملية التشوه القلبي من واقع التركيبة الجينية والبيئية للمواطن الخليجي سعياً لإجهاضها قبل حدوثها ومنعاً لما يترتب عليها من معاناة اجتماعية، ونفسية، واقتصادية. وأبان العبد القادر، أن توفير معلومات ذات دلائل جينية واجتماعية وبيئية وتناسلية ذات قوة إحصائية كبيرة ستكون دعماً لوجود قاعدة علمية راسخة لصانعي القرار في دول الخليج والجمهورية اليمنية للاستفادة منها في الخطط المستقبلية، خاصة في توزيع الخدمة الصحية كماً وكيفاً لعلاج أمراض القلب الخلقية. وأوضح العبد القادر، أن منهجية المشروع اعتمدت على تكوين فريق علمي مكون من باحث رئيس وباحثين مشاركين ومستشارين وفئات مساعدة تترابط مع بعضها البعض لتحقيق أهداف البحث الأساسية، وتمثل الفئات المساعدة، المشرفين الحقليين والإداريين والمحاورين الذين يعملون في منظومة واحدة كلٌ حسب دولته ومن ثم تصب المعلومة في نهاية المطاف في مكتب المشروع الرئيسي في مقره بالمنطقة الشرقية بالسعودية.