جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحديدة وتعز تتزايد الحالات - اليمن:احذروا زواج بنات الاقارب فمليون ونصف مجنون بسبب زواج الأقارب والقات والفقر
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 04 - 2013

طاهرحيدر حزام من الراي الكويتية والجمهورية محمد عبدالوهاب العدوفي -
صنعاء - من طاهرحيدر حزام / الراي الكويتية
كشفت احصائية يمنية عن تزايد عدد المرضى النفسييين أو ما يطلق عليهم يمنياً (المجانين)، نتيجة الظروف الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية.
وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في اليمن الدكتورة أمة الرزاق علي حمد تزايد أعداد المرضى النفسيين في اليمن بسبب البيئة الصعبة التي يعيشون فيها، منها وجود البعض منهم في أقسام تابعة للسجون المركزية في المحافظات عموماً ومحافظة الحديدة غرب اليمن على وجه الخصوص وآخرون في مصحات تفتقر إلى التجهيز والأدوية اللازمة.
وعزت الوزيرة اليمنية تزايد المرضى النفسيين في اليمن إلى عدم وجود أماكن متخصصة لعلاجهم والظروف المادية الصعبة التي تعيشها أسر المرضى وعدم قدرتهم دفع تكاليف العلاج باهظات الثمن.
لكن استشاري الأمراض النفسية والعصبية (عراقي الجنسية يعمل بصنعاء) الدكتور حيدر إبراهيم علوي أرجع في دراسة نشرت عام 2009، تزايد المرضى النفسيين في اليمن الى تعاطي القات وزواج الأقارب، أو الفقر والبطالة والتوترات العائلية، حيث يتسبب القات بمفرده في التقليل من امتصاص الأدوية المضادة لمرض الذهان.
ومن جانب آخر، يعمل على زيادة المادة نفسها التي نعتقد انها هي المسببة للمرض، كما تعمل مادة الأمفتامين في القات، وهي إحدى المواد المنبهة في الدماغ، الى زيادتها «للهلاوس»، وهناك مرضى بالذهان ناتج عن تناول القات.
واضاف: أن بعض الأمراض النفسية التي لها جوانب وراثية مثل الذهانات والفصام والهوس وغيرها، وتبدو أكثر في العوائل أكثر من غيرها وذلك يعود لزواج الأقارب.
أخصائي الأمراض النفسية الدكتور محمد الطشي ذكر ان الاحصائية شبه المؤكدة تشير الى وجود نحو 1.5 مليون مريض نفسي يمني، منهم 500 ألف مريض ذهني، بينما يوجد قرابة 50 طبيباً موزعين على عموم محافظات اليمن.
وأشار الطشي في دراسة له إلى أن عدد المترددين على العيادات النفسية في المستشفيات الحكومية والخاصة بلغ أكثر من 150ألف متردد مقارنة ب 25ألف متردد في منتصف الثمانينات، بما يعني تزايد المترددين في مطلع القرن الواحد والعشرين.
ويتوزع اغلب المجانين في المدن الأكثر سكانا وفقرا كمحافظة تعز والحديدة واب، بينما يوجد في محافظات اخرى كلحج والمكلا وصنعاء والبيضاء وعدن، لكن بأعداد قليلة.
ووفقا لإحصائية حديثة فإن محافظة الحديدة (غرب اليمن) ارتفعت فيها الحالات النفسية في ستة أشهر، حيث وصل عددهم في مستشفى السلام النفسي في مدينة الحديدة خلال الستة الأشهر الماضية من العام الحالي 2013م أربعة آلاف و468 حالة نفسية من ارجاء اليمن كافة وخاصة من المحافظة والمديريات المجاورة.
ويعيش في محافظة الحديدة سكان هم الاكثر فقرا في اليمن من بين مليونين ونصف المليون هم عدد سكان المحافظة التي يطلق عليها عروس البحر الاحمر.
وكانت مجموعة من الشباب اليمنيين في مدينة إب (وسط اليمن)، قد نفذوا اول حملة يمنية هي الاولى من نوعها طوعية استهدفت المرضى النفسيين (المجانين) في الشوارع، حيث قاموا بحملة غسلهم وتنظيفهم وكسوتهم وسط شوارع المدينة.
وللاستفادة من مخاطر مثل هذا الزواج ..مع العالم ان هناك زواج ربنا يسترعليه اي لاتظهر امراض لكن هذه الحالات هي نادرة ..الجمهورية / محمد عبدالوهاب العدوفي
كثيرة هي الأمراض الوراثية الشائعة، والتي تختلف من مجتمع إلى آخر أو بالأصح من أسرة إلى أخرى باختلاف أسبابها..ويعد زواج الأقارب أحد الأسباب الرئيسية لتلك الأمراض إن لم يكن سبباً رئيسياً لها؛ وبالتالي فإن هذا النوع من الزواج في أغلب الحالات يحمل معه الكثير من المخاطر الصحية، إضافة إلى المشاكل الاجتماعية، بحسب رأي الأطباء وأساتذة علم الاجتماع، لكن رغم ذلك مازال زواج الأقارب أكثر شيوعاً في مجتمعنا اليمني تحت مبررات واهية كالحفاظ على النسل وحصره في أسرة واحدة أو بحكم العادات والتقاليد والأعراف القائلة "ابن عمها أولى بها" أو "من ذبح من ديمت ه ما خسر" الخ.. ولذا نجد الكثير من تلك الأسر يعاني أطفالها أمراضا وراثية كثيرة، أخطرها تكسرات الدم والتشوهات الخلقية وباعتقادي فإن السبب الرئيسي في ذلك هو غياب الوعي الصحي لدى الكثير من أبناء المجتمع بأهمية الفحص قبل الزواج لتفادي تلك المخاطر.. السطور التالية تتحدث عن تفاصيل أكثر.
معاناة أسرة
واقع الحال يتحدث عن نفسه والأطفال غالبا هم الضحايا عبده قاسم الشرعبي مواطن التقيناه في جمعية أصدقاء الدم ومعه طفلته ذات الخمس السنوات سألته عن حالتها المرضية فأجاب والحزن باد على وجهه كأنه لا يفارقه أبداً قائلاً: تعاني ابنتي هذه مرض تكسرات الدم والذي ظهرت علاماته قبل سنة تقريباً.
وتابع الشرعبي كلامه بالقول: عندما جئت إلى هنا أخبرني الطبيب بأن هذا المرض وراثي بسبب زواج الأقارب، وأنا متزوج من الأقارب وقبل ذلك لم أكن أعرف عن الأمراض الوراثية أي شيء وهاأنا أعمل لها "دم" كل ستة أشهر أو حسب الطلب.
ثلاثة أطفال مصابين
سألته عن عدد أولاده، وكم نسبة المصابين منهم فأجاب الشرعبي بالقول: لدي 9أبناء، ثلاثة أطفال منهم أصيبوا بمرض تكسرات الدم الوراثي واحد من هؤلاء الثلاثة قد توفي وبقي لدي اثنان مازلت أعمل على علاجهما.
مش تمام
وعن رأيه في زواج الأقارب يقول الشرعبي: زواج الأقارب مش تمام ولو كنت أعرف أنني سأعاني هكذا ما تزوجت من الأقارب وأنصح من يريد الزواج من أقاربه أن يجري الفحص قبل الزواج.
حياة نفسية
أبو معاذ رجل في العقد الرابع من عمره، معاناة من زاوية أخرى نتيجة زواج الأقارب حيث يقول: مررت بتجربة زواج الأقارب وكانت العشرة لمدة 16سنة، وخلال هذه السنوات عانيت الأمرين، وفي النهاية وصلت إلى مرحلة الطلاق، كانت الحياة الزوجية تعيسة إلى أبعد حد، حياة مليئة بالمشاكل والهموم.
سلبيات وإيجابيات
من جهته يقول عبدالرؤوف الحذيفي مدرس: زواج الأقارب فيه سلبيات وإيجابيات، لكن كما يقول الحذيفي، السلبيات تطغى على الإيجابيات؛ ولذلك من وجهة نظره، فإنه يفضل عدم الزواج من الأقارب..
ويضيف الحذيفي في مجمل حديثه بالقول: زواج الأقارب تنتج عنه مشاكل صحية كثيرة، وأيضاً مشاكل اجتماعية، الأمر الذي يؤدي أحياناً إلى تفكك الأسرة في حالة وصول الزوجين إلى الانفصال مثلاً.
زواج الأقارب عقارب
يرى محمد قائد فني صيدلي بأن زواج الأقارب عقارب بحسب المثل الشعبي ويضيف محمد بالقول: وقد ثبت علمياً أن 5 %من الأمراض الوراثية تنتقل وراثياً كتكسرات الدم، السكري، الضغط، الصرع، التشوهات الخلقية؛ ولذا يجب أولاً الفحص الدوري للعائلة وكذلك للمتزوجين من الأقارب.
أفضل عدم الزواج من الأقارب
من جانبه يقول د. إبراهيم طاهر مهيوب فني تخدير: أفضل عدم الزواج من الأقارب؛ وذلك لعدة أسباب، منها مشاكل اجتماعية ومشاكل صحية.
أمراض وراثية شائعة
ويتحدث الأطباء عن الأمراض الوراثية وعلاقة بعضها بزواج الأقارب والبداية مع د. عبير عثمان الهندي طبيبة نساء وتوليد بمركز الصحة الإنجابية التابع لمنظمة ماري ستوبس الدولية حيث تقول: الأمراض الوراثية الشائعة كثيرة، منها:
أمراض وتكسرات الدم.
العيوب الخلقية والأمراض أحادية الجينات الشائعة، الشفة الأرنبية والمنغولية.
وهناك أمراض وراثية أخرى مثل تدني السكر وتأخر النمو وتضخم الطحال والتخلف العقلي، والمرض الجلدي المسمى الانحلال الفقاعي الجلدي.
أسباب مشتركة
وعن أسباب هذه الأمراض تقول د. عبير:
طبعاً الأسباب هي: زواج الأقارب مثل فقر الدم والأنيميا.
غير الأقارب شرط وجود حامل للمرض.
خلل في الجينات.
للحد من انتشار الأمراض
وتتحدث د. عبير عن أهمية الفحص قبل الزواج بالقول: أولاً لمعرفة الأمراض الوراثية وتقديم النصح إذا وجدت الأمراض وللحفاظ على سلامة الزوجين، ولمعرفة فرصة الإنجاب والحد من انتشار الأمراض والتقليل من حدوث ولادة مشوهة.
خلال الحمل
وتتابع د. عبير كلامها بالقول: لا يمكن تدارك المشاكل الوراثية وإصلاحها قبل الزواج، ولكن ممكن تجنب حدوث مرض وراثي من خلال الكشف عن الأجنة خلال الحمل في الأشهر الثلاثة الأولى.. والحل هو فحص للبويضة الملقحة، وذلك عن طريق زراعة الأنابيب، إذا كانت سليمة، تغرس البويضة في الرحم، وإذا كانت مصابة يجب التخلص منها.
أسباب عديدة
أما د. نبيلة المولد طبية نساء وولادة مركز 14أكتوبر فتقول: أسباب الأمراض الوراثية عديدة ويجب على كل حامل متابعة التاريخ الأسري للزوجة والزوج لمعرفة الأمراض الوراثية إذا وجدت، خاصة في زواج الأقارب.
وهناك أمراض مصاحبة للحمل تعمل على تشوهات الجنين، مثل جرثومة القطط، وهي نادرة وجرثومة الروبلا، وهذه يجرى لها فحص شامل يسمى التورس.
وتقول د. نبيلة: إن نسبة الأمراض الوراثية في زواج الأقارب خاصة من الدرجة الأولى أولاد العم وأولاد الخال تزيد عن 60 %.
تزوجوا تباعدوا
وتتحدث د. المولد عن أهمية الفحص قبل الزواج بالقول: الفحص قبل الزواج بشكل عام ضروري، خاصة لزواج الأقارب أو في أي تاريخ مرضي مسبق لدى الزوجين حتى وإن كانا من غير الأقارب.
أما بخصوص رأيها في زواج الأقارب فتقول د. نبيلة: "تزوجوا تباعدوا" يفضل عدم الزواج من الأقارب، وإن كان لابد يجب إجراء فحوصات طبية للزوجين قبل الزواج لمعرفة الأمراض الوراثية.
تشوهات الفك والحنك
من جانبه يتحدث د. صلاح عبدالغني مدير مركز الحروق والتجميل، مستشفى الثورة عن أسباب التشوهات الخلقية بالقول:
أحد أسباب التشوهات الخلقية الرئيسية هو زواج الأقارب وبالذات تشوهات الفك الأرنبية والحنك، وهذا بحسب مايصل إلينا من تلك الأمراض أيضاً، هناك أسباب أخرى تتمثل في العلاج المستخدم في مراحل الحمل الأولى، ولكن الأكثر شيوعاً بالنسبة للأطفال الذين لديهم تشوهات خلقية في الفك والحنك هو بسبب زواج الأقارب كذلك بسبب تغير الجينات.
لأمراض الدم وليس للتشوهات
أما بخصوص معدل الأطفال الذين يحدث لهم تشوهات في الأسرة المتزوجة من الأقارب فيقول د. صلاح: علمياً لا نستطع الجزم، ولكن قد يكون هناك طفلان مشوهان في الأسرة المكونة من خمسة أطفال.
وعن أهمية الفحص قبل الزواج فيؤكد د. صلاح قائلاً: الفحص قبل الزواج يكون لمعرفة الأمراض الوراثية كمرض الدم، وليس للتشوهات الخلقية وتنصح بعدم التزاوج من الأقارب.
الإسلام بريء من هذه التصرفات!
هناك من الأسر والعشائر والقبائل من تمنع أبناءها وبناتها من الزواج خارج القبيلة أو العشيرة، تحت مبررات الحفاظ على النسل وحصره في أسرة واحدة أو بغرض الحفاظ على ميراث العائلة فيما بينها والسؤال هنا:
ما هو الحكم الشرعي، إزاء هذه التصرفات؟
توجهت بهذا السؤال إلى الأستاذ/ عبد العزيز العسالي باحث في الفكر الإسلامي، فرد قائلاً:
تمهيد وإيضاح
أولاً إطلاق الحكم الشرعي إزاء هذه التصرفات يحتاج إلى شيء من التمهيد والإيضاح بحسب الدوافع، فهناك بعض الطوائف أو الشرائح الاجتماعية ترى أنها مفضلة عرقياً وسلالياً، ووصل بها التعصب المقيت الناجم عن نفوس منقوصة معوجة إلى حد تحريم الزواج بين أبناء العم؛ لأن هذا العم تنازل عن حقه في التاريخ الغابر في حين أن أخاه خرج باحثاً عن حقه الشرعي في الحكم والسلطان؛ وبالتالي فإن أبناء المتنازل عن حقه من الذكور لا يجوز لهم الزواج من بنات عمهم المكافح في سبيل سلطانه.
ضد مبادئ الإسلام
ويتابع العسالي كلامه قائلاً: الغريب أن هذا يوجد في اليمن لدى بعض البطون من هذه الشريحة، وسمعنا عنه في جنوب شرق آسيا، لاسيما باكستان وهذا التصرف لا شك أنه حرام وافتراء على الله ورسوله وهو ضد مبادىء الإسلام ومقاصده.. إنه تصرف ناجم عن اعتقاد يؤول إلى هدم مقاصد الشريعة المتمثل في المساواة بين المسلمين الذين لا فضل لأحد فيهم بغير التقوى «تفضيل أخوي» وعليه فحكم ذلك حرام بلا نزاع مهما كانت التأويلات.
ليست النزعة العرقية
يواصل العسالي شرحه بالقول:
ثانياً هناك من يمنع ليس لأجل النزعة العرقية؛ وإنما يقول في ظاهر القول، بدلاً من الذهاب بعيداً فإن الأسرة تحل مشاكل أبنائها من الجنبين في إطارها، وهنا تأتي المقولات جني أعرفه ولا حمام آلفه ودفء العشيرة أهم "ابن عمها تحمله ويحملها" ..الخ...على أننا نقول: إن مثل هذه المفاهيم لا تخلو من صواب، ولكن الواقع يشهد من خلال قضايا كثيرة أثرت سلباً في الأبناء والأحفاد ..من الناحية النفسية والتربوية.
أمراض وراثية
ويتحدث العسالي عن أسوأ تلك السلبيات قائلاً: ويأتي ما هو أسوا ..والمتمثل بالتشوهات الخلقية لدى الأطفال بسبب التداخل الأسري وتكاثف عوامل الوراثة السلبية حيث يصل إلى بعض الأحفاد بنسبة 80 % ناهيك عن السلبيات الأخرى في الجوانب الشخصية مثل الضعف العقلي، الفصام، التأخر في النمو، الانطوائيه تقزم البنية ..الخ وعليه نقول: إن هذه الأمور كافية لردع هذه الأسر أو تلك حتى تتوقف عن تصرفها هذا، فقد تكون آثمة بلا ريب مهما كانت النوايا سليمة، كما أن هؤلاء يكونون قد خالفوا المشرع (ص) القائل "اغتربوا ولا تضووا" أي تزوجوا من خارج الأسرة ولا تعودوا إليها.
قوة النسيج الاجتماعي
ويرى العسالي أن الخروج من الأسرة، له فوائد شخصية واجتماعية ونفسية على الأبناء والأحفاد، فضلاً عن قيمة هامة تتمثل في وحدة وقوة النسيج الاجتماعي والعشائري ويضيف العسالي قائلا: إن الأمر النبوي الآنف(اغتربوا) ليس للوجوب، وإنما للإرشاد، وهو إرشاد إلى السنن الإلهية، والتي من تعامل معها بوعي في هذا المجال لا شك أنه قد ساعد على إيجاد نواة المؤمن القوي الذي هو خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
لأجل الميراث
ويشرح أكثر في عمق تلك المشكلة ويقول: هناك فريق آخر من هذه الأسر يكرس الزواج داخل الأسرة ليس لاعتبارات عرقية واجتماعية؛ وإنما لاعتبارات اقتصادية (الميراث أنموذجاً) بحسب المفاهيم السائدة بحيث إن أبناء العم لا يطلب بعضهم من بعض الميراث، وإنما يسكت عما هو له لدى ابن عمه، وأعتقد جازماً أن هذا لا يقل إجراماً عن الفريق الأول الذي صادم مقاصد الشرع وهدمها بالنزعة الاستعلائية العرقية.
عقوبات إلهية
ويختم العسالي كلامه قائلاً: وهكذا فإن الفريق الثالث يكون قد صادم شرع الله الصريح المنزل الواضح القطعي الثبوت والدلالة..ولاشك أن المشاكل الشخصية والنفسية والتشوهات الخلقية، ما هي إلا عقوبات إلهية دنيوية لمثل هؤلاء، لعلهم ينزجروا ويرتدعوا ولا يضيقوا ما وسعه الله...والخلاصة أن تعاليم الإسلام واضحة في هذا الصدد، وهي بريئة من هذه التصرفات الخرقاء مهما كانت مبرراتهاس..
أمين عام جمعية أصدقاء مرضى الدم بتعز:
الفحص الطبي قبل الزواج هو الحل
تعد أمراض الدم من الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب أو إصابة أحد الأبوين بهذه الأمراض المتمثلة بمرض فقر الدم المنجلي "S.C.A" ومرض الثلاسيميا والثلاسيميا المنجلية، وغالباً ما يكون الأبناء هم الضحية حيث يصابون بمرض فقر الدم المنجلي، والذي بدوره يؤدي إلى تكسرات الدم مما يجعل الطفل بحاجة ماسة إلى الدم طوال حياته إذا قدر له أن يعيش بحسب د. خالد النهاري، أمين عام جمعية أصدقاء مرضى الدم بتعز.
وذكر النهاري في سياق حديثه أن هناك في جمعية أصدقاء مرض الدم ما يزيد عن "3000" حالة مصابة بمرض تكسرات الدم، أغلبهم من الأطفال، أعمارهم من الشهر السادس وحتى العشر سنوات.
وأرجع النهاري سبب هذا العدد الهائل من الأطفال المصابين لعدم قيام الأبوين بالفحص الطبي قبل الزواج، خاصة إذا كان هذا الزواج من الأقارب..
في ثنايا هذه السطور يتحدث النهاري عن أسباب الأمراض الوراثية وأعراضها وما تقدمه الجمعية للمرضى الوافدين إليها، فإلى الحوار:
أمراض عديدة
ما هي أمراض الدم؟ وما أسبابها؟
بالنسبة لأمراض الدم، فهي تنقسم لعدة أمراض، منها أمراض تصيب كريات الدم البيضاء، وأمراض تصيب كريات الدم الحمراء، وأمراض تصيب الصفائح الدموية، وعملية تخثر الدم.
فأمراض كريات الدم البيضاء غير معروفة السبب، مثل اللاوكيمياء.
أما أمراض كريات الدم الحمراء، فهي شائعة وأسبابها معروفة وراثية، وغير وراثية.. هذه الأمراض تصيب السلاسل التي تتركب منها البروتينات، التي تتشكل منها كريات الدم الحمراء، ومعظمها أمراض وراثية، وهي شائعة في بلادنا.
السبب زواج الأقارب
ويتابع د/ النهاري كلامه بالقول:
ولدينا أمراض فقر الدم المنجلي(تكسرات الدم) وهذا المرض منتشر في المناطق المطلة على البحر الأحمر، ومنتشر في الشرق الأوسط، وأكثر انتشاراً في قارة آسيا، في دولة الهند..وحالياً في اليمن.. وهو مرض وراثي بسبب زواج الأقارب، ويصيب الأبناء نتيجة لإصابة أحد الوالدين بهذا المرض أو كليهما..وفي محافظة تعز يعد مرض فقر الدم المنجلي أكثر انتشاراً ..وحيث يصيب الصفوي السادس ويعمل على تغيير مواقع الأحماض الأمينية، وينتج عن ذلك خلل في بنية وتركيب كريات الدم الحمراء حيث تتحول من شكل لزج وكروي ومرن..إلى شكل صلب وقطرها طويل وتصبح غير قادرة على المرور عبر الأوعية الدموية الشعرية، وعند ذلك تشكل تخثرا وانسدادا في هذه الأوعية؛ لأن قطرها أي الأوعية الدورية(9) ميكرون وقطر كريات الدم الحمراء المصابة بالتكسر يصبح قطرها 13"ميكرون" وهنا تمنع وصول الدم إلى مبتغاه..
فقر الدم الحاد والمزمن
ما هي الأعراض المصاحبة لمرض تكسرات الدم؟
أول عرض هو إصابة الأطفال بتورم الأطراف والأصابع، وتسمى متلازمة اليد القدم..
تبول الطفل دماً.
فقر الدم الحاد والمزمن.
فمثلاً إذا أصيب الطفل بالتمندل في الأطراف، وخاصة بالمفاصل يصبح غير قادر على الحركة أي عاجزاً، وإذا أصيب بالعينين يصبح أعمى وإذا أصيب بالرئتين نتيجة الانتانات، هذا يؤدي إلى الوفاة وأكثر وفيات فقر الدم المنجلي هي بسبب الانتانات الصدرية.
الفحص قبل الزواج
هل زواج الأقارب هو السبب الرئيسي لهذا المرض؟
ليس بالضرورة أن يكون زواج الأقارب هو السبب، ولكن أي شخص حامل للمرض حتى وإن تزوج من غير الأقارب قد ينقل هذا المرض للأبناء والأهم من هذا كله سواء زواج الأقارب أو الأباعد هو إجراء الفحوصات الطبية الوراثية قبل الزواج، وهذه الفحوصات صارت الآن سهلة ومتوفرة، وقد وعد مدير المختبر الوطني بالمستشفى الجمهوري أنه سيفتتح قسما خاصا بهذا الشأن؛ لأن مرض فقر الدم المنجلي خبيث وإنذاره سيىء ومزعج للأهل والأسرة والمجتمع والدولة، فإن الأزواج بحاجة ماسة لهذا الفحص قبل الزواج
قانون منديل
علمياً كم نسبة الأبناء الذين يصابون بمرض فقر الدم المنجلي في الأسرة التي يكون فيها أحد الأبوين مصاباً أو حاملاً لهذا المرض؟
إذا كان الأبوان حاملين لهذا المرض يكون ربع الأبناء مصابين بالمرض والنصف حاملين للمرض والربع الآخر سليما وبحسب قانون منديل ..إذا كان الأب حاملا والأم مريضا أو العكس فيكون لديهم نصف الأبناء حاملين للمرض ونصفهم مرضى، وإذا كان الأبوان مصابين بالمرض، فكل الأبناء يصابون بالمرض بمعنى يصبحون مرضى، وإذا كان أحد الأبوين مريضا والآخر سليما، فسيكون كل الأبناء حاملين للمرض..
وإذا كان الأب مثلاً سليما والأم حاملة للمرض فسيكون نصف الأبناء سالمين، والنصف الآخر حاملا للمرض، وطبياً تبدأ أعراض المرض بالظهور من الشهر الثالث وحتى السادس وهذا المرض إنذاره سيىء، وأكثر المرضى يموتون في العشر السنوات الأولى من أعمارهم...
2700 طفل مصاب
كم عدد المرضى المصابين بتكسرات الدم المسجلين رسمياً لديكم؟ وما عدد الأطفال تقريباً؟ وما هي المناطق الأكثر إصابة بهذا المرض؟
حتى الآن عدد المرضى المسجلين لدينا حوالي (3010) حالة مرضية من مختلف محافظات الجمهورية، وأكثر المناطق إصابة بهذا المرض هي الحجرية يليها شرعب السلام، جبل حبشي، مقبنة، شمير، الراهدة، الدفة وأغلب هؤلاء المرضى المصابين بفقر الدم المنجلي هم من الأطفال من الشهر السادس، وحتى عشر سنوات يقدرون بحوالي 2700 طفل.
ولدينا حوالي عشر حالات تقريباً من الأطفال الذين أعمارهم أقل من 6 أشهر.
خدمات صحية مجاناً
ما الذي تقدمونه في جمعية أصدقاء مرض الدم لهؤلاء المرض وللمرضى الوافدين؟
حالياً نحن نقوم بتقديم خدمات المختبر حيث نقدم الفحص للمرضى الوافدين إلينا مجاناً، كذلك المتابعة الطبية والرقود أيضاً مجاناً بمعنى أننا نقدم كافة الخدمات الصحية والطبية والنفسية مجاناً للمرضى وحالياً وفرنا جهاز فصل الصفائح أو فصل مكونات الدم وهذه بشرى أزفها عبر صحيفة الجمهورية لمرضانا، وكذلك للمرضى الوافدين إلينا وهذا الجهاز تم توفيره برعاية د. عبدالناصر الكباب مدير مكتب الصحة، رئيس الجمعية، حيث يعمل الجهاز على نقل الصفائح للمرضى فقط مثل البلازما، أو كريات الدم الحمراء، وبحسب احتياج المريض.. والجهاز صار يعمل منذ أسبوع تقريباً.
سجل خاص بالمتبرعين
من أين يتم توفير الدم للمرضى المصابين بالتكسر؟
تم توفير بنكين من الدم.. ومع توفير جهاز فصل الصفائح كما قلت سابقاً نقوم بفضل الصفائح الدموية وكريات الدم الحمراء، ونحتفظ بالدم للمرضى المحتاجين والحالات الإسعافية والطارئة، والتي تحتاج إلى دم طازج.. لدينا سجل خاص بأسماء المتبرعين نتواصل معهم، ومن ثم يحضرون إلى الجمعية، ويتم سحب الدم منهم.
بحسب العناية
المرضى المصابون بتكسرات الدم، هل يحتاجون إلى الدم خلال فترات محددة كل شهر مثلاً أو مرة واحدة فقط؟
هذا بحسب العناية بالطفل المصاب في المنزل والمرض لا يأتي إلا لأسباب معينة مثل البرد، الزكام، الجفاف، الإهمال.. عند تعرض الطفل لهذه الأشياء يظهر عليه علامات المرض، وعندما يكون الطفل المصاب بحاجة ماسة للدم، أما إذا تمت العناية بالطفل والاهتمام به فحالته ستتحسن..
برشورات توعوية
هل تقومون بتقديم دور توعوي فيما يخص الأمراض الوراثية خصوصاً للمرض المتواجدين لديكم؟
نعم لدينا برشورات خاصة بذلك ونقوم بإعطائها لمرضانا.
وهناك بعض الأسر قد وصلت إلى قناعة تامة بكل ما تحتويه هذه البروشورات بحيث بدأت تمارس عملياً الفحص قبل الزواج سواء لأفرادها أو للأشخاص المتزوجين منها..
وطبعاً عندما تأتي إلينا أسرة ما، لديها طفل مصاب نقوم بفحص الأبوين وإقناعهم بإصابتهم بالمرض، وأن المرض ينتقل وراثياً..
إصدار قانون قضائي
ما هي أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجهونها؟
أولاً نحن لم نصل بعد لهدفنا الرئيسي، والمتمثل في إقناع المجتمع بأهمية الفحص الوراثي قبل الزواج؛ وذلك بسبب كلفة هذا الفحص، وهذا يعد أول عائق، ثانياً نعاني كلفة إيجار المبنى، وقلة الكوادر الطبية بسبب شحة الإمكانيات.
وأهم عائق لدينا هو عدم قدرتنا على الوصول إلى القضاء لإصدار قانون قضائي يلزم الأمناء بطلب فحص وراثي عند العقد والزواج، ورغم أننا تواصلنا مع وزارة العدل بهذا الخصوص وأبلغونا أنه ليس من اختصاصهم، ولكن هذا الأمر من اختصاص مجلس النواب بحسب بلاغهم لنا..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.