ماذا يحدث للناس في رمضان؟! هو شهر كريم فيه تصفو النفوس وتربى على التقوى وعلى حسن معاملة الناس بعضهم لبعض ليس مجرد امتناع عن الأكل والشراب طيلة النهار بل هو امتناع عن أذية الآخرين والسعي إلى كسب الخير ومرضاة الله..ولكن مايحدث في الشوارع والحواري أمر لايصدق ويدعو إلى الاستغراب. أقول ذلك بالنسبة إلى مايحدث في حارتنا يومياً وأولياء الأمور لايحركون ساكناً تجاه أولادهم الصغار الذين يعمدون إلى وقت العشاء وحتى إلى الساعة الثانية عشرة ليلاً إلى اللعب بالالعاب النارية المزعجة ومنها مايعرف بالقنبلة نوع من أنواع المفرقعات إضافة إلى عمل مفرقعات من مادتي الفلاش والكلوركس والتي تحدث أصواتاً مرعبة..كل ذلك وأولياء الأمور في سبات عميق من عدم اللامبالاة والتجاهل حتى أن إمام المسجد طالبهم ومن ميكرفون المسجد إلى تربية ابنائهم وكف أذاهم عن الطريق والجيران بل وعن الصلاة لأن أصوات الطماش والمفرقعات يشكل نوعاً من التشويش على الصلاة. وإني اتساءل عن الأمهات اللواتي يصمن طوال النهار وفي الليل يذهبن إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح اين يتركن اطفالهن؟!وكيف لايدركن مدى الازعاج الذي يسببه هؤلاء الأطفال؟وأين هم الآباء وأين هم عقال الحارات ورجال الأمن ؟كيف يتغاضون عن هذا الأمر الذي فيه تهديد لحياة هؤلاء الأطفال والمارة والمرضى وللبيئة نتيجة ما تخلفه هذه الألعاب من أدخنة وروائح كريهة؟! إن مسؤولية مثل هذه المشاكل في الحارات مشتركة من الجميع والأهم أولياء الأمور من أمهات وآباء وأخوة كبار وليست مجرد التعبير عن الفرحة برمضان أما يكفي أن رمضان متهم باصابة الناس بهلع الطعام.. اكتب هذا ليس لمجرد الكلام بل لشعوري بالألم والحزن من مثل هذه التصرفات ومن الطريقة التي يتعامل بها أولياء الأمور مع اطفالهم المزعجين الذين قد يكونوا هم أول ضحايا هذه الألعاب المحرمة؟!!! القتل في رمضان الأمر الثاني الذي يدعو إلى الاستغراب أيضاً وهو كيف يصبح القتل في رمضان أمرًا سهلاً ويتكرر في هذا السوق وتلك الحارة؟! لماذا تزهق الأرواح لأسباب تافهة لاتعدو عن مشادة في الكلام أو تصرف أحمق لايدعو للقتل ومع ذلك ترتكب هذه الجريمة ويبرر سببها بالصيام مع أن الله سبحانه وتعالى صفد شياطين الجن في رمضان حتى يجعل الشهر كله للمغفرة والرحمة والعتق من النار فلماذا تزهق الأرواح فيها رغم أن بلادنا هذه الأيام تشهد حملات لمنع السلاح ما عدا السلاح الأبيض «الجنبيه» والتي تستخدم اثناء العراكات.. وكلما تذكرت الطريقة الوحشية التي قتل بها الشاب يوسف في حارتنا في الأيام الأولى من رمضان من قبل قاتليه وبطريقة العمد وبلحظة عين بسبب مشادة كلامية استغرب من إنسانية القاتلين الذين يبدو لا رحمة في قلوبهما وارتكبا هذه الجريمة كان حالهما حال ارتكاب الجريمة وكيف استطاعا الفرار ليهربا مما فعلته أيديهما القذرة؟! وكيف استطاعت أمهما أن تحضنهما بينما هناك أم مكلومة طعن ابنها بطريقة الغدر وبدون أن يترك له الدفاع عن نفسه طبعاً ليس بالقتل؟! كل هذا يدعو للاستغراب والاستغراب الأكبر من طريقة تعامل عاقل الحارة مع الجريمة في حينها وعدم الإبلاغ عن وقوع الجريمة إلا في اليوم الثاني بعد أن تحرك جيران المقتول من ذوي السلطة ومن أسرة القتيل لمتابعة الجناة قبل أن يهربوا إلى خارج حدود اليمن. وأعود من جديد وأسأل : لماذا ازهاق الأرواح عند الناس أمر عادي ويتم ببرودة المصاب وكأن الإنسان لاقيمة له بينما العين تألم لحيوان دهسته سيارة في الطريق أو لدجاجة تذبح؟!! تعليق: إن رمضان بريء من كل هذه التصرفات والسلوكيات السيئة فالإنسان الصائم الذاكر الخائف من الله يرجو من الله المغفرة والعتق من النار ويطلب منه حب الناس وحب عمل الخير حباً في الله ولاتسول له نفسه الأمارة بالسوء بالقتل والسب عند الغضب لأنه حينها يردد لنفسه وللآخرين «بأنه صائم» صائم عن كل ما يغضب الله ويسيئ للآخرين!!!