الشعر كرهين للقصيدة التي تمثل اليوم سكون المختلف والمتغير لما تلاقيه من أنماط الثقافة والمعترك الحقيقي المحيط بالقشور الغريبة من المدارس التي أثرت على واقع عربي ومن تلك الفجائع أن ردت نحو المرء وألا مرء. وتلك هي صنعة اليوم كرهان مع عالم عولمي وأسئلة كهذه التي طرحناها على الشاعر والناقد سلطان العزعزي ليعترك مع السوداوية والتشاؤمية للثقافة وماخلفه أثراً للثقافة وغمسة بالمختلف بعد أن أسبرت غورها في جسد الثقافة العربية للشاعر الفنان وللفنان الشاعر الكبير.. من أسئلة الدهشة المورفة التقته صحيفة الجمهورية فكانت هذه الحصيلة: حالة الخلق والإبداع أين يخلق الشعر مكانه أمام البصمات من نقاد يذمون شعر الحداثة؟ ليس ثمة مكان شاغر ليحتله الشعر.. سوى الشعر نفسه، كما لاتوجد منطقة مفضلة بامتياز له سوى المتلقي القارئ الذي من حقه أن يقرر حجم الحرارة ومقدار التوهج الذي يتحسسه أو يستشعره في النص،أو القص الشعر هو حالة من الخلق والابداع والابتكار، الذي يتحفز للذهاب بعيداً عن التكرار والتشابه وهو بهذا المعنى يجعل الشاعر المبدع لايستقر إلا عبر إنجاز بصمته الخاصة وتمايزه أمام البصمات التي تحمل نكهة وروائح الآخرين.. ولو في أضيق الحدود،و الشعر بهذا القدر هو روح متوثبة وطاقة إشعاعية تبحث عن النفاذ والفيض إلى الخارج.. ومهمة الشاعر هو السماح بهذا النفاذ والتهيئة له ليصطحب الطاقة القصوى التي تربض في أعماق الشاعر.. وهي طاقة لاتحد. أما عن الشق الثاني من السؤال فأغلب النقاد الذين لايرحبون بالشكل الشعري الجديد، ينطلقون في مسوغاتهم نحو قصيدة النثر تحديداً من تمرد هذا الأخير على سلطة الشكل الخارجي والايقاع والموسيقى التي ميزت القصيدة العربية العمودية،وهذا الاتجاه في تقديري لايمارس نقده الا للسطح دون بذل جهد يذكر للذهاب إلى الأعماق فالشعر هي روح أولاً وثانياً، قد تنقص وتزيد،وقد تحضر أوتنعدم في هذا الشكل الفني سواء كان عمودياً أونثرياً، على الشعر أن يستمد ايقاعه من الحياة لكونه وليدها الشرعي ونبضها العميق. تراجع مساحة الاهتمام بالشعر هل أخذ الشعر اليمني مكانته ليلتحق بهويته الحديثة؟ الشعر اليمني لايزال يشق طريقه للبحث عن هوية خاصة حديثة، لكن هذه المحاولة تواجه صعوباتها الخاصة والتي يمكن ارجاع أهمها إلى تراجع مساحة الاهتمام بالشعر عموماً في ظل الالحاح المتزايد لاحتياجات الإنسان إلى مايستر حياته المعيشية أولاً،ووجود مساحة جديدة للبدائل الفنية والاشباعات الروحية المختلفة التي حملها عصر ثورة التكنولوجيا بوسائطها المختلفة كالفضائيات التي تزاحم الهواء للذهاب إلى الجمهور وتترك الشعر، أسير خطوات متعثرة على الطريق. مدينة صنعاء القديمة ماهي مشاريعكم الأدبية وهل أنتم راضون لهذا التحقيق؟ لدي كتاب أكملت الاشتغال عليه بعنوان«ثقافة المكان» وهو محاولة قرائية عن جماليات المكان في مدينة صنعاء القديمة،وكتاب أعمل على تجميعه«مقاربات نقدية وقراءات في النص الأدبي،وتأملات في الثقافة والفكر،ومجموعة شعرية أحاول من خلالها الاشتغال على نص شعري أطمح أن يكون مختلفًا بعنوان «قصائر» بالراء وليس بالدال. افرازات الأمة المختلفة ماهو المنجز الأساسي لثقافة تستوطنها فاجعة العرب وكوارثهم؟ لاشك أن للكوارث والفجائع والانكسارات التي أصيبت بها الأمة العربية، تعالقاتها وتأثيراتها المختلفة على هذه الثقافة وأبرز افرازتها المتجلية في الحالة الراهنة على الأقل هي الارتياب،والخوف والنكوص وغياب القراءة والتأمل والتفكير،واسترخاء العقل والخلط بين الأوهام والوقائع. والاستسلام إلى مخدة الأحكام الجاهزة دون ترو أوتفكير،حتى ثقافة المقاومة للأسف لايقاوم إلا بروح يسيطر عليها الاستلاب والانهزام مع بعض الاستثناءات وإن ندرت. لكم بصمات واسهامات لمنتدى الاثنين في اتحاد الأدباء لماذا أخفق؟ منتدى الإثنين كان طموحاً ومايزال كان محاولة للاقتراب من الأسئلة المتعلقة بالأدب والإبداع والثقافة كنا نهدف إلى جعل اللقاءات الاسبوعية للأدباء إلى لقاء نتبادل فيه العزاء بدلاً عن الموت والجمود المطلق، أما لماذا أخفق فأستطيع القول: إنه لم يخفق لكونه طموحاً،ولم ينجح أيضاً لكونه محاولة. المساندة والدعم دور الاتحاد ماهو المنجز المحقق لاتحاد الأدباء، وكيف ترونه من منظوركم؟ لاشك أن هناك منجزات للاتحاد،أبرزها على الأقل تتمثل في تلك المواقف الانسانية الممثلة في المساندة والدعم والعون الذي يقدمه لبعض أعضائه، في مواجهتهم لبعض الظروف الاجتماعية كالمرض والصعاب الحياتية، لكنها تظل مساعدات محدودة ومتواضعة ،نطمح أن تتطور مستقبلاً، لتشكل عوناً للأديب وأظهر هذه الانجازات الحصول على توجيهات فخامة رئىس الجمهورية بصرف أراض للأدباء والمبدعين. غير أن مايميز الاتحاد ويشكل منجزه الفارق في تقديري يتمثل في قدرة قيادته الحالية على الحفاظ على أن يبقى مظلة تستوعب جميع الأدباء بتنوع إبداعاتهم وتدعم وحدتهم وتماسكهم وأن يظل الاتحاد محافظاً على مكانته كمنبر متقدم في الدفاع عن حرية الإبداع ووحدة الثقافة والإبداع.