لم يكن يعلم الرائد مجاهد حفظ الله عتيلة الذي يعمل في اللجنة الوطنية لنزع الألغام أن نهاية حياته ومسيرة عطائه ستكون بانفجار لغم فردي أثناء تأديته واجبه؛ حيث استشهد أمس «عتيلة» وهو يؤدي مهمته في نزع وتطهير الألغام بمنطقة جبل الجميمة بعزلة بني سري في مديرية شرعب الرونة في محافظة تعز.. قصة حادثة الاستشهاد بدأت بنزول الرائد مجاهد إلى موقع نزع الألغام للقيام بنفسه بنزع اللغم؛ إلا أن الفتيل - كما يحكي أصحابه وزملاؤه - تحرك سريعاً ما حدا بالرائد «عتيلة» بالصياح فيمن كانوا بالقرب منه بالابتعاد عندما شعر بأنه لا محالة سيكون شهيداً، وأن اللغم سينفجر به، وفعلاً ضحّى بنفسه وجثم فوق اللغم ليستشهد ويقدم روحه قرباناً لبارئها وخدمة لوطنه. العقيد حسن مكيبر، مدير أمن مديرية شرعب الرونة قال ل«الجمهورية»: إن اللغم يعد من أنواع الألغام الفردية التي تمتلئ بها عزلة بني سري، مشيراً إلى أن فرق نزع الألغام العاملة في إطار المديرية تنقسم إلى ثلاث فرق هي فرقة استطلاع، وفرقة لتحديد المنطقة المراد العمل فيها، والثالثة تتمثل بمنطقة التطهير والإزالة للألغام والتي كان يعمل في إطارها الشهيد كضابط مسح، منوهاً إلى أن إصابته بالرأس كانت بليغة فارق على إثرها الحياة.. وأكد مكيبر أن هذه الألغام هي التي تم زرعها في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي والتي مازالت تعاني مآسيها بلادنا حتى اليوم في بعض المناطق والمحافظات.