لا أدري على وجه الدقة ما هي المعتقدات والأفكار التي يؤمن بها هؤلاء وتجيز لهم ارتكاب حماقات وجرائم بحق شعب مسلم آمن مستقر وآخرها الهجوم الانتحاري المصحوب بسيارتين مفخختين والذي استهدف السفارة الأميريكية بصنعاء لقد أعيتني الحيل وأنا أبحث لهم عن مبرر منطقي لما يقومون به من تخريب وسفك الدماء الأبرياء حتى ولو كان هذا المبرر صغيراً جداً بحيث لا يرى بالعين المجردة إلا أني لم أجد من ذلك شيئاً ولا حتى في دين سعيد اليهودي لكن أعتقد أن لهم علاقة وثيقة بفكر ذلك المأفون المدعو نيرون الذي أحرق عاصمة ملكه روما كي يستمتع بمنظر المدينة التي تشتعل..!! نعم إنه شبق السادية الذي تشربه هؤلاء حتى القرار فانتزع عقولهم وأحالهم إلى مخلوقات مسخة مجردة من أبسط معاني الإنسانية ولا يكادون يفقهون سوى لغة الدمار والتخريب والقتل. إن الإسلام الذين يتشدقون بالوصاية عليه- منهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب وإذا كان من شريعة يستمدون منها أفكارها فهي شريعة الشيطان التي يتخبطون من مسها ليل نهار ولذلك لا غرابة أن ندرك أن هذه الثلة لا تعي ما تفعل وتفعل ما لاتعي.. أولئك كالأنعام بل هم أضل فإذا ما أمعنا النظر في ظروف وملابسات الحادث وطريقة تنفيذه نستنتج تلقائياً وبما لا يدع مجالاً للشك أن المستهدف قطعاً ليس أمريكا ولا سياساتها ولا حتى سفارتها بل المواطن اليمني المغلوب على أمره بغرض القضاء على مستقبله وتنميته وإنجازاته إنها الحقيقة التي يجب أن يستوعبها كل من ألقى السمع وهو شهيد من أبناء اليمن الواحد الموحد، وإذا كانت هناك جهة مستفيدة من وراء هذه الأعمال الإرهابية الجبانة فهي الأجهزة الاستخباراتية التي تناصب الإسلام العداء المتربصة باليمن وأهله الدوائر للنيل من وحدته ومكتسباته. غير أن ما يبعث على الأطمئنان ويعيد الثقة بالنفس هو ذلك الإجماع الوطني واسع النطاق المستنكر والمندد بهذه الهجمات الإجرامية التي لا محل لها من الإعراب في أخلاقيات ومبادئ وقيم هذا الشعب العريق صاحب الحضارات الإنسانية الموغلة في القدم وهو إجماع يشير بوضوح إلى ما يتمتع به شعبنا من وعي ونضوج ربما تفتقر إليه أغلب شعوب العالم بما فيهم الشعوب المتحضرة. الأمر الذي يجعلنا نؤكد أن مصير هذه الأعمال الشيطانية وما شاكلها إلى زوال واندثار لا محالة مهما تفننت هذه الطغمة الضالة وتفننت في صناعة الموت واحتراف أساليبه الرخيصة. وفي هذا الصدد لا بد أن تفهم هذه الفئة ومن يقف وراءها أن جل ما حققوه جراء فعلتهم الشنيعة لا يتجاوز حد سلب السعادة وإدخال الفجيعة على أسر الجنود الضحايا شهداء الواجب الذين أسلموا أرواحهم الزكية إلى بارئها في نهار رمضان شهر الرحمة والغفران وكل ذنبهم أنهم وقعوا من حيث لا يتوقعون في مرمى فكر سقيم وأذهان مشحونة بالحقد والكراهية على كل حي يدب على وجه الأرض...!!