على قمة جبلية متوسطة الارتفاع إلى الشمال من مركز المحافظة "مدينة حجة" ب85 كم تتربع مكانها وسط طبيعة خضراء خلابة تزينها جملة من المشاريع التنموية التي حظيت بها كثمرة من ثمار الثورة والوحدة من مدارس ومرافق صحية وطرقات ممتدة في أرجائها وكهرباء وغيرها من المشاريع الممتدة في أرجاء المديرية كلؤلؤ منثور فوق بساط أخضر .. تلك مديرية "الشاهل" إحدى مديريات محافظة حجة التي تعد من أهم وأكثر المديريات التي دخلها التعليم مبكرا ويكاد يكون الكثير من أبنائها من حملة الدكتوراه والماجستير ومن وصلوا إلى مناصب مرموقة في مختلف أجهزة الدولة ومستوياتها الأمر الذي يعد دلالة واضحة على خيرات الوحدة والثورة التي عمت هذه المديرية كغيرها من باقي المديريات ، كما أن المديرية تعد من أوائل المديريات التي دخلتها مشاريع مهمة واستراتيجة منذ وقت مبكر كالكهرباء و المياه والهاتف والطرقات التي لا زالت بعض المديريات حتى الآن تعاني من قصور في بعض هذه الخدمات "الجمهورية " زارت المديرية في جولة استطلاعية في أرجائها تنقل القارئ إليها عبر صفحاتها والاطلاع على ما تحقق من إنجازات ومشاريع لأبنائها وما يتطلع إليه مواطنوها ... حيث التقت أحمد الشرفي أمين عام المجلس المحلي بالمديرية . تجربة للسلطة المحلية بداية كيف تنظرون إلى تجربة المجالس المحلية ؟ - في البداية أشكر صحيفتكم الموقرة على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن مديرية الشاهل بمحافظة حجة وما تحظى به من منجزات عملاقة في ظل القيادة السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، وبالنسبة لتجربة المجالس المحلية فإنه مما لاشك فيه بأن هذه التجربة جاءت كثمرة من ثمار الوحدة اليمنية المباركة التي تعد نقطة تحول كبيرة في تاريخ الشعب اليمني . كما أنها -أي المجالس المحلية- قد عملت على تحريك عجلة التنمية في اليمن بشكل عام وفي مديريتنا بشكل خاص بصورة أسرع في مجالي المشاريع والعمل الاداري على السواء رغم الصعوبات التي رافقتها والتي تواجهها إلا أنها يوما بعد آخر تزيد نضوجا ووعيا وتتخطى معظم العقبات التي كانت تواجهها ، وعلى وجه الخصوص بعد أن تم منح الصلاحيات الكبيرة للمجالس المحلية على مستوى المديريات تنفيذا لتوجيهات فخامة الاخ الرئيس وتحقيقا لبرنامج اللامركزية الذي تسعى الحكومة لتطبيقه ، وهو ما يتطلب من جميع المعنيين في السلطة المحلية الوعي بأهمية هذه التجربة ومقتضياتها والعمل على تحقيق المزيد من الانجازات التنموية والنجاحات الاستثمارية في شتى المجالات ، الأمر الذي يشكل الضمان الأساسي لأن يحكم الشعب نفسه بنفسه عبر تلك المجالس المنتخبة من الشعب . مشاريع تنموية على مستوى المديرية ما الذي تحقق من منجزات تنموية وما نالته من خيرات الوحدة وثمار المجالس المحلية ؟ نستطيع القول بأن ما تحقق من مشاريع تنموية في المديرية شيء كبير خاصة ما بعد عام 90م ومنذ بداية المجالس المحلية والتي يمكن إيجازها في التالي : في مجال التربية والتعليم تم بناء وتشييد (خمسة وثلاثين مبنى مدرسياً ) منها (أربعة وعشرون مشروعاً ) على نفقة السلطة المحلية بتكلفة بلغت "مائة وثمانية وتسعين مليون ريال" و أحد عشر مشروعا على نفقة الأشغال العامة والصندوق الاجتماعي للتنمية والبنك الدولي بتكلفة بلغت "مليوناً وأربعمائة وسبعين ألف دولار" ، كما يجري العمل حاليا في مشاريع تربوية أخرى قيد التنفيذ لأن طموحاتنا في التربية والتعليم أن يتم تغطية جميع المناطق بالمديرية بمدارس مكتملة وكافية لأعداد الطلبة الملتحقين بها ومؤثثة إلى جانب توفير الكادر التعليمي والإداري لتلك المدارس بصورة جيدة . الصحة أما في مجال الصحة العامة فإن لدى المديرية مستشفى ريفياً والذي يجري حاليا إعادة تأهيله من قبل السلطة المحلية بالتعاون مع الوزارة والصندوق الاجتماعي للتنمية ، كما سبق إضافة ملحقات للمستشفى من قبل السلطة المحلية قبل فترة والمتمثلة في بناء جناح خاص بالعمليات الجراحية مع أجهزتها الطبية اللازمة بتكلفة بلغت " عشرة ملايين ريال " ، كما تم تنفيذ بناء مركز صحي في عزلة الأمرور على حساب الأشغال العامة بتكلفة "مائة وأربعين ألف دولار" وبناء خمس وحدات صحية منها اثنتان من الصندوق الاجتماعي بتكلفة بلغت"ستة وستين ألف دولار " وثلاث من السلطة المحلية بتكلفة"تسعة وثلاثين مليون ريال " . الطرقات والزراعة وفي مجال الطرقات تعد المديرية من المديريات التي يربطها خطا إسفلت من جهتين حيث يجري حاليا استكمال أعمال شق وسفلتة خط (شفر الشاهل) الذي بدأ العمل فيه منذ عام 2003م وقد تم إنجاز أكثر من 75% منه بطول 43 كيلو متراً ويعد من أهم الطرقات الرئيسية للمديرية كما ترتبط المديرية بالخط الاستراتيجي الذي يربطها بمركز المحافظة من الجهة الجنوبية الشرقية بطول 13 كيلو متراً ، وفي إطار الشبكة الداخلية فقد قامت السلطة المحلية بصيانة الشبكة الداخلية خلال السنوات الماضية بتكلفة بلغت " خمسة وخمسين مليون ريال.. وفي مجال الزراعة والري تم بناء عدد من الحواجز المائية بتمويل من وزارة الزراعة والهيئة العامة لتنمية المناطق الشمالية بتكلفة " مائة وثمانين مليون ريال" . الكهرباء و في مجال الكهرباء تعد المديرية من أوائل المديريات التي دخلتها هذه الخدمة منذ عام 1981م حيث تم توسيع وتطوير هذه الخدمة خلال السنوات المتتالية حتى أصبح عدد مشتركيها الآن أكثر من "ألف وأربعمائة مشترك" وقد تم تعزيز المشروع بداية 2008م بمولدين حديثين قوة كل واحد منهما خمسمائة كيلو وات كما تم تنفيذ مشروع إنارة مركزالمديرية من قبل المياه أما في مجال المياه فقد حظيت المديرية بمشروع مياه منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي تم توسيع شبكته وتأهيله على مدى السنوات الماضية وفي آخر عمل توسعي وتأهيل للشبكة ومصادر مياه المشروع تم مؤخرا تنفيذ عدد من الأعمال المتمثلة في إنشاء خزانين رئيسيين تم ربطهما بمصادر المياه وكذا توسيع الشبكة الداخلية لبعض القرى وحفر بئر في عزلة مديخة إلى جانب بناء ثلاثة خزانات فرعية مع شبكة ضخ في العزلة بتكلفة بلغت "نصف مليار ريال " من قبل الهيئة العامة لمياه الريف والهيئة العامة لتطوير المناطق الشمالية. كما أن لدى المديرية شبكة من الهاتف الأرضي مع سنترال منذ الثمانينيات إلى جانب تغطيتها بالمعدات اللازمة لاستخدام مختلف أنواع وأنظمة الهواتف في الجمهورية . البنية التحتية ما هي خطتكم المستقبلية في مجال البنية التحتية والمشاريع الاستثمارية ؟ -في هذا الإطار أود التاكيد على أن استكمال أعمال البنية التحتية للمديرية من أولوياتنا للمرحلة القادمة خاصة في المجالات ذات الأهمية كالطرقات والصرف الصحي وتوسيع شبكة المياه على مستوى العزل وأطراف المديرية إلى جانب العمل على تغطية الجانب الصحي والتعليمي على مستوى القرى والمحلات ومختلف الخدمات اللازمة للمديرية . ففي مجال الطرقات التي تعد شريان تطوير العملية التنموية نسعى لربط كافة التجمعات السكانية بالمديرية ، حيث إننا الآن بصدد البدء في تنفيذ رص طريق جبل حرام على نفقة الصندوق الاجتماعي للتنمية والذي تجري عملية استكمال اجراءات إنزال المناقصة الخاصة به قريبا إلى جانب مشروع رص طريق "المغربة هيجة بني مديخة والبركة " مع رص أحياء وحارات مركز المديرية عن طريق الأشغال العامة. كما أنه سيتم رص طريق "الظروب قرية الفصيح " من الصندوق الاجتماعي للتنمية وبالنسبة للمجلس المحلي سيعمل على شق طريق "الصاية وادي الشاهل " وشق طريق "جبل مديخة بيت الجبل" إلى جانب عدد من الطرق الفرعية التي ستعمل على ربط بعض القرى ببعضها في أطراف المديرية خاصة بمراكز العزل . إعادة تأهيل مشاريع مياه وفي مجال المياه والصرف الصحي هناك جملة من المشاريع ستنفذ مستقبلا ، حيث تم اعتماد تأهيل مشروع المياه عن طريق الوحدة التنفيذية لمشروع المياه والصرف الصحي للمناطق الريفية بتكلفة "مليون ومائتي ألف دولار" والذي تم استكمال اجراءات المناقصة الخاصة به وبانتظار تكليف المقاول الذي سترُسى عليه المناقصة كما سيتم تنفيذ مشروع الصرف الصحي لمركز المديرية بتكلفة "خمسمائة ألف دولار" متزامنا مع تنفيذ المشروع السابق ،كما سيتم تنفيذ مشروع تعزيز مشروع المياه بمصادر مائية لشبكة المياه في عزلة الأمرور عن طريق حفر بئرين ارتوازيتين من قبل الهيئة العامة لتطوير المناطق الريفية بتكلفة "اثنين وثلاثين مليون ريال" إلى جانب تنفيذ مشروع تأهيل الشبكة الداخلية لعزلة الأمرور عن طريق الهيئة العامة لمياه الريف بتكلفة "ثمانية وثلاثين مليون ريال" . تفاعل إيجابي وفي مجال الزراعة نسعى لتنفيذ سد وادي العاوي الذي تم إعداد الدراسات اللازمة لتنفيذه وتكلفته حوالي "مائتين وأربعين مليون ريال " إلى جانب حاجزين مائيين في منطقتي "حيبان وقايع" بتكلفة تقديرية بلغت " مائة وثلاثين مليون ريال " من المعروف أننا نعيش المراحل الأولى للاستحقاق الانتخابي القادم المتمثل في الانتخابات النيابية ، كيف تقيمون إقبال المواطنين على عملية القيد والتسجيل في المديرية وما هي دعوتكم لمواطني المديرية في هذا الإطار ؟ - يمكن القول بأن التفاعل الايجابي والفعال مع المرحلة الأولى للاستحقاق الانتخابي القادم كانت جيدة في مراكز المديرية المختلفة كما أن الوعي الكبير الذي لدى أبناء المديرية كان مرتكزاً أساسياً في عملية الاقبال على التسجيل في مختلف المراكز وبهذه المناسبة نتقدم بالشكر للمواطنين على هذا التفاعل الجاد ،كما ندعوهم للتمسك بحقهم القانوني الديمقراطي وفق الأسس والقوانين المنظمة لهذه العملية الديمقراطية وكذا مشاركتهم الايجابية في الاستحقاق الانتخابي القادم بما يحقق الهدف المنشود من هذه الانتخابات واختيار من يمثلهم بصورة جيدة وبما يحقق المصلحة العامة للوطن . كلمة أخيرة كلمة أخيرة تود قولها ؟ - في ختام هذا اللقاء أتقدم بالشكر الجزيل لصحيفتكم الموقرة على تحمل أعباء السفر وفتح نافذة لمديرية الشاهل لتطل عبرها لجمهورها الأعزاء ، كما أن الشكر موصول لكل من تعاون في إنجاح وتنفيذ المشاريع التنموية في المديرية وفي مقدمتهم قيادة المحافظة ممثلة بالمهندس فريد أحمد مجور محافظ المحافظة ، كما أود التأكيد على أهمية تكاتف الجهود بين المواطن والمجالس المحلية ومختلف الجهات الرسمية للنهوض بالوطن وضرورة الاستفادة من تجربة المجالس المحلية التي مثلت المسار السريع للنهوض بالعملية التنموية في عموم محافظات الجمهورية ، و أن اليمن والسعي لتقدمه ورقيه مسؤولية الجميع مواطنين ومسؤولين وأدعو كافة أبناء المديرية والجمهورية بشكل عام للتصدي لكافة أشكال العنف والإرهاب وكل ما من شأنه المساس بأمن واستقرار الوطن وسلامته .
