كثر اللغط حول حضور عدد من الإعلاميين الرياضيين لتغطية بطولة كأس الخليج ال 19 في مسقط، وهو لغط يخطئ الكثيرون ممن يدلون دلوهم في الحديث حوله، ومع الأسف يخطئ حتى بعض أولائك الذين كان لهم شرف المشاركة في هذه البطولة ضمن الوفد الإعلامي الثاني الذي سافر على نفقة اتحاد كرة القدم. الغريب أن يكثر هذا العك والنقد الجارح للاتحاد وللإعلاميين أنفسهم، والقتال الشرس الذي يدور في أكثر من اتجاه، لمجرد أن الإعلاميين اليمنيون حضروا بطولة خليجية، واعتبرهم البعض جيش “عرمرمي” ينبغي أن لا يحضر في هكذا بطولة، وان كنا نختلف على الآليات التي تتبع في اختيار المشاركين. وهنا أضع بعض هذه النقاط الهامة لمعرفة ماذا يعني حضور الإعلامي الرياضي لهكذا بطولة: أولا الوفد الإعلامي الرسمي اليمني كان يمثل اكبر المؤسسات الإعلامية في البلاد، وهي مؤسسات رسمية، ويقع على عاتقها تقريبا جل الشأن الإعلامي في البلاد. هذا الوفد كان الأفضل من حيث الاختيار إذا ما تم مقارنته بوفود الدول الخليجية المختارة حيث كان غالب على اختيار عناصر دول الخليج في الوفود الرسمية المجاملة، ولكم أن تعرفوا أن وفد مثل وفد الكويت، جميع أعضاءه لا يمثلون صحف ولا وسيلة إعلامية، ولكنهم يمثلون البلاط الأميري، ومصورين صحفيين، وممثلين من وزارة الشباب والإعلام..!! وهكذا اغلب الوفود الأخرى، وفيما يتعلق بالصحفيين الذين يغطون لصحفهم، فهم كثر دون شك، ويمثل كل صحيفة خليجية تبتعث صحفييها على نفقتها من خمسة إلى سبعة صحفيين على الأقل أي طاقم متكامل لتغطية هذا الحدث بين محررين ومصورين، فهل صحفنا قادرة على ابتعاث صحفييها هكذا؟!! ثانيا: أنه من غير المعقول ولا المنطقي أن يمثل الوفد الرسمي أشخاص من خارج الهيئة الرسمية للبلاد، مع تأكيدنا على أهمية أن يكون هناك ممثلين للصحف الأهلية والحزبية معا، ولكن بطريقة معقولة وممن يمثلون الإعلام الرياضي بالفعل لا الدخلاء عليها الذين يشوشون ويربكون الساحة بهرجهم. وبالمناسبة، لا بد من التفريق تماما بين الوفد الإعلامي والوفد الإداري والمرافق في هذه البطولة، فالأخير عدده ضخم وبعضهم لا علاقة لهم بالمشاركة لا من قريب ولا من بعيد، ولكن الإعلاميون كان لهم دور مهم في التغطية، وفقط الاختيار كان مؤسفا بالنسبة للفريق الثاني، اذ بعضهم ذهب بدون عمل. الزميل معاذ الخميسي قدم عملا رائعا في البطولة، وفي أداء عمله على أكمل وجه، ومن العيب ان نغمط الرجل حقه فيما قدمه او وصفه بأنه جامل اخرين على حساب البعض الأخر، فمن غير المعقول استيعاب الجميع في مكان ضيق واحد، وبالفعل ارضاء الناس غاية لا تدرك..!