ما إن تقترب مناسبة العيد في كل عام إلا وتزداد الأسواق ازدحاماً وإقبالاً بشكل كبير وخصوصاً من قبل النساء وذلك لغرض شراء حاجيات العيد لها أو لأطفالها.. لكن ماتزال متعة التسوق لاتكتمل فثمة منغصات يتعرضن لها ليس في ارتفاع وغلاء الأسعار فحسب ولكن في الأفعال والتصرفات التي يقوم بها أولئك الشباب والمراهقون الذين باتوا ينتشرون في الأسواق بشكل مخيف وذلك لغرض الإيذاء والتحرش بالنساء ومزاحمة الأسر أمام مرأى ومسمع الكثير دون حياء أو خجل.. ليبقى السؤال.. متى يتم ضبط هؤلاء الشباب المراهقين ومادور الجهات المعنية؟ خروج اضطراري يقول الحاج. سالم محمد حسن رب أسرة: أضطر للخروج مع أسرتي لغرض شراء حاجيات العيد لكن مايشاهد في الأسواق من قبل أولئك الشباب المراهقين يدعو إلى الحيرة والقلق فتصرفاتهم وتعمدهم أذية النساء يدل على أنهم أصحاب أخلاق متدنية. فلا حياء ولاخجل وهذا يجعلنا نصر أن نخرج مع أسرنا خوفاً مما قد يحدث وأنا أحاول جاهداً ومنذ بداية هذا الشهر أن أخرج أسرتي في أوائل هذا الشهر لكن اصرار الزوجة في أن أجود أنواع البضاعة لاتكون إلا في اليومين الأخيرين، مما يضطرني للخروج معهم لكن عندما أعود إلى المنزل يكون صدري قد امتلأ بالأسى والحسرة لتصرفات أولئك الشباب. إجبار ومضايقات أم منير الوليدي قالت: أحب أن أخرج ومعي أولادي وكون زوجي مغترباً في أحد البلدان أجبر للخروج مع بناتي وأطفالي الصغار وإن قلت لك صراحة بأننا لانسلم من المضايقات التي تعترضنا من قبل بعض المراهقين والذين لاهم لهم سوى إيذاء النساء والتعمد في اختلاق الحركات والتلميحات التي تبعد كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا اليمنية الأصيلة ورغم وجود رجال الأمن إلا أن هناك من يصر على التمادي. استفزاز ومغريات ويعتقد حسام السلطان أن أهم تلك الأسباب لما يقوم به بعض الشباب من أفعال غير أخلاقية تجاه تلك الأسر التي خرجت لشراء حاجيات العيد هو الفراغ القاتل الذي يعيشه ويعانيه الشباب وعدم وعيهم الديني والأخلاقي تجاه مجتمعهم في أن يفرغ طاقته الداخلية والتفجيرية بإشباع رغباته ونزواته الشيطانية وهذا مايرفضه العقل والمنطق الانساني فما بالك بالجانب الديني. وليس اللوم ملقى على الشباب فحسب ولكن هناك مغريات حيث تتعمد بعض الفتيات اللاتي يخرجن إلى الأسواق إلى افتعالها وذلك بغرض استفزاز الشباب بصورة واضحة وفاضحة فالخطأ مشترك من الجنسين فالمرأة«الفتاة» طالما تقيدت بحشمتها وأدبها فلن تؤثر في نظر المراهق بشيء ولن يصدر منه ضدها أي شيء. إشاعة وتشويه ويقول عمرو محمد البرعي: إن ما يشاهد من بعض الشباب من تصرفات وأفعال أصبحت محل إشاعة وسمعة على بقية الشباب الآخرين فكل من وجد شاباً في هذه الأماكن راوده الشك أنه جاء إليها لغرض التحرش بالنساء وإيذائهن وليس لغرض التبضع وشراء حاجياته للعيد مثله مثل الآخرين فهناك شباب أصحاب أخلاق وقيم ومبادئ رفيعة جاءوا إلى هذه الأسواق لغرض شراء حاجياتهم للعيد ولا أخفي بأن هنالك شباباً لا هم لهم في خروجهم إلى هذه الأماكن سوى إيذاء خلق الله وتشويه جماليات وروعة التسوق والتبضع في هذه الأجواء السنوية. خطأ مشترك واستوقفنا أحد هؤلاء الشباب في هذه الأسواق لنسأله عن سر تواجده في هذه الأماكن بعد أن رفض ذكر اسمه فقال: بعض الفتيات تنزل إلى الأسواق ليس لغرض شراء متطلبات العيد وإنما لأجل تغيير الجو الروتيني للمنزل فهُنا تأخذ حريتها وتتحرر من الكبت الذي تعيشه في المنزل ولا أخفي عليك بأن بعض هؤلاء الفتيات هي من تلفت الأنظار إليها أثناء خروجها وذلك بلبس الملابس الضيقة وافتعال الحركات والإيماءات والإشارة لغرض استفزاز الشباب وأنت كما تعرف بأن الشباب في ظل غلاء المهور وازدياد البطالة والفراغ الذي يعيشونه يخرجون إلى هذه الأسواق للتنفيس عن أنفسهم وأن هناك من الفتيات من يعانين ما يعانيه الشباب فتتصرف بنفس ذلك التصرف. وكل فتاة تحترم نفسها يحترمها الشباب والتي تسيء إلى نفسها يسيء لها الآخرون. لا خوف ولا حياء الأخت . حليمة الشوافي مربية رياض أطفال قالت: ظاهرة مضايقة النساء في الأسواق تزداد يوماً بعد يوم دون خوف أو خجل أو مراعاة لتعاليم ديننا الحنيف وعدم وجود الوازع الأخلاقي والديني.. هؤلاء الشباب لا يخجلون خصوصاً أن لديهم أمهات وأخوات والبعض لديه زوجات لكن لا يضع لهذا الأمر أي حساب أو معيار وللأسف أصبحت هذه عادة مريبة يقومون بها أمام الناس كما يقولون «عيني عينك» لا خوف ولا حياء وخصوصاً في الأسواق الكبيرة والمزدحمة وبالذات في الأيام القريبة للعيد. تكثيف الجهود الزميل الصحفي حسن مشعف كان له رأي حيث قال: ظاهرة مضايقة النساء في الأسواق والتحرش بهن هي ظاهرة مستمرة وعلى مدار العام لكن خلال هذه الأيام وخصوصاً الأيام التي تسبق العيد بيوم أو يومين تزداد بشكل كبير ولافت للنظر كون هذه الأسواق في هذه الفترة تزداد ازدحاماً وإقبالاً من قبل النساء وخصوصاً الفتيات عندها يعمد بعض من الشباب والذين هم بالأصح فاقدون للوازع الديني وبعيدون عن أخلاقيات مجتمعنا المحافظ والأصيل إلى الإيذاء والتحرش بهؤلاء النساء وهم لا يجنون من ذلك إلا السخط واللعن من الآخرين.. كما أن هناك في نفس الوقت تظهر بعض من الفتيات تصرفات وأفعالاً وأضف إلى ذلك لبس الأزياء التي قد تكون فيها إثارة لهؤلاء الشباب. وعلى الجهات ذات العلاقة أن تكثف من جهودها في ضبط هؤلاء الشباب المراهق وخصوصاً ونحن في مجتمع محافظ ويتسم بالأخلاقيات الرفيعة والحسنة.