يحتفل الوطن اليوم بأعياد الثورة السبتمبرية التي أرسى مداميكها رجالٌ لم يستسلموا للذُل والهوان الذي عانى منه شعبنا طويلاً، رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله والوطن على تحقيقه ...رجال رسموا لوحة الوطن الرائعة بدماءِ قلوبهم ..وعانقوا الحُلم الجميل بنضالهم الصادق دون تزييف للحقائق ..رجا لٌ حملوا مشاعِل النور لوطنٍ أقُصيَ كثيراً عن عالمه الخارجي..وقالوا بصوت واحد:هنا اليمن الذي انبعث من رمادِ الظُلمِ والقهر كطائر العنقاء... وبعثوا فيه الحياة الراقية والحضارية ومسحوا غُبار السنين عن حضارتهم الإنسانية ليقرأها العالم بأكفِ الثورة الناصعة البياض..هؤلاء من يجدر بنا أن نفتح معهم دفاتر ذكرياتهم مع الثورة والنضال ونقرأ منها حكايا سطروها بحروفٍ من ذهب على صفحات التاريخ الخالدة..ونقاسمهم في هكذا أيام أفراح الوطن لأنهم أساس الثورة التي قامت وتحققت كمنجزٍ خططوا لرسمه بجدارة واقتدار وفي هذه المساحة التي نخصصها لثوار من محافظة((حجة)) مدينة((النصر)) التي هي جزء لا يتجزأ من الوطن الكبير..فالكثير من الثوار والمناضلين يعانون عدم الاهتمام، ..وهذه الوقفة من صحيفة «الجمهورية» كجزءٍ من الاعتراف لهم بجميل ما صنعوا..وما هؤلاء إلاَّ غيض من فيض ..فهناك الكثير من ((الثوار)) الذين ناضلوا وكافحوا من أجلِ الجمهورية والثورة..وفي هذا السياق نقفُ مع نخبة من ثوار((حجة)) الذين تحدثوا لصحيفة ((الجمهورية)) عما تحقق من منجزاتِ الثورة وما يتمنون أن يتحقق في قادمِ الأيام... التحرر من الاستبداد..!! يُعمّد رؤيته لمنجزات الثورة والتحولات الهامة في حياة الشعب اليمني العميد مُقبل صالح الشرعبي.. ويؤكد أن المطلوب أكثر لأننا لا ننظر إلى ماضي ما قبل الثورتين لنجعله قياساً لما بعدها لأن الثورة مستقبل متجدد الطموحات والآمال ..وهي فوق ذلك منجز وهدف نضالي في حد ذاتها وبذلك فقد جسدت معظم تطلعات الثوار قياساً إلى ما قبل 26 سبتمبر و14 أكتوبر وحققت الكثير من مضامين الأهداف رغم ضخامة التركة الموروثة وكثرة المعوقات، وعلى سبيل المثال لا الحصر قد تحقق هدف التحرر من الاستبداد ممثلاً في حُكم الإمام وأسرته..ومن الاستعمار البريطاني وبقيت مخلفاتهما التي أثقلت كاهل الثورة وأعاقت مسيرتها إلى حد كبير وبما أنه قد مر على قيام الثورة 48 عاماً ومولودها الأول 47 عاماً فمن المؤكد أن مواليد ما بعد الثورة لا يعرفون كيف كانتِ الأوضاع قبل الثورة..وكأحد الثوار الذين عايشوها عن كثب يضيف العميد الشرعبي- وليس السامع كالناظر ولا تستطيع إقناعهم أن ما هم فيه الآن هو الأفضل عما يطمحون إليه بمعيار الحاضر وآماله المستقبلية ..لذلك لابد من جعل الثورة وأهدافها مواكبةً للتحولات والمستجدات الزمانية والمكانية على أن أعظم منجز للثورتين في تقديري - والكلام لا يزال ((الشرعبي)) - هو الوحدة اليمنية التي يجب الحفاظ عليها لأنها حق للأجيال القادمة وحلم الأجيال الماضية..ويضيف:كما أننا في حاجةٍ إلى تكريم المناضلين أحياءً وأمواتاً وإنصاف المهضومين منهم والجنود المجهولين وهم موجودون بكثرة في كل مدن وأرياف اليمن((فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر...)) ويختم ((الشرعبي)) بوجهة نظره الخاصة أن ما تحقق وتم تجسيده في الواقع في أمس الحاجة إلى الحفاظ عليه وتعزيزه بالمزيد من المنجزات والإصلاحات وجعل ذلك هدفاً وطنياً مشتركاً يجمع أبناء الشعب مع الوقوف في كل عام للتأمل والقراءة فيما تحقق وما يجب تحقيقه أو ينتظر التحقق ووضع مصلحة الوطن والشعب فوق كلُ اعتبار. الثورة...صنعتِ الإنسان اليمني..!! وكأحد المناضلين البارزين الذين قدموا الكثير خلال نضالهم الوطني يستهلُ رؤيته لما تحقق الشيخ المناضل محمود الكحلاني حيث قال: بفضل الله قد تحقق من أهداف الثورة الكثير والكثير في شتى المجالات بدءاً من بناء الإنسان تربوياً وعلمياً وصحياً ومعيشياً واقتصادياً لشتى شرائح المجتمع ومن الصعب في عُجالة حصر ما تحقق ..ويمكننا القول إن أهم المنجزات التي تحاكي أهداف الثورة الوحدة اليمنية المباركة، وبناء جيش قوي يحمي المنجزات، واستخراج الثروات النفطية والمعدنية، إشاعة المناخ الديمقراطي وحرية الرأي ..ويضيف((الكحلاني)) :رغم ما تحقق من المنجزات العظيمة إلا أن الطموح ليس له حدود في استكمال ما تحقق من الطموحات المشروعة في شتى الجوانب حتى نصل ببلادنا إلى ما تصبو إليه من عزةٍ وتقدمٍ ورقي لنلحق بركب التطور والرقي لا يتحقق إلا بالعلم واستثمار الوقت، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ويستدرك الكحلاني- لكن الطموح يظل قائماً للمزيد حتى تتحقق كل الأهداف..ولن يتحقق ذلك إلا في ظل الأمن والاستقرار وتكاتف كل أبناء الوطن مع قيادتنا السياسية الحكيمة ذلك ما اختتم به المناضل محمود الكحلاني. حماية الوطن ...إكراماً لدماءِ الشهداء..!! العقيد محمد ناصر العفاري..من المدافعين عن الثورة المتمسكين بأهدافها يؤكد أن الثورة لم تكن وليدة الزمن الذي قامت فيه بل كانت ثمرة نضال وكفاح طويل الأمد للشعب اليمني التواق إلى الحرية والتحرر والانعتاق الذي عاش ردحاً من الزمان تحت نير الاستبداد والاستعمار وما نتج عنهما من الثالوث الرهيب المتمثل في الفقر والجهل والمرض..بل لقد كافح الشعب وضحى في سبيل انتزاع حقوقه واستعادة كرامته التاريخية وكذلك فقد حققت الثورتان السبتمبرية والأكتوبرية أماني وطموحات وآمال كل ما سبقتها من حركات التحرر الرافضة للواقع الاستبدادي والاستعماري ومنتجاتهما الرديئة والمفتوحة على التردي وأعادت للإنسان اليمني كرامته واعتباره وقيمته الحضارية. ويضيف: (العفاري)) يجب أن نعلم أن الصعوبات والمخاطر التي واجهت الثورة ومسيرتها الإنجازية كانت كبيرة..وكذلك العراقيل التي واجهت ولازالت تواجه أهدافها وما تحقق منها على أرض الواقع...غير أن الشعب اليمني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً كان ولايزال عند مستوى التحديات، ومحافظة حجة واحدة من المحافظات اليمنية التي ثارت واحتضنت الثورة والثوار ودافعت عنها في كُل المراحل وقدمت في سبيلها وسبيل منجزاتها قوافل من الشهداء، وصمدت في وجه حصار دام سنوات وتخلله من الهجمات الشرسة التي كانت تهدفُ إلى وأدِ الثورة في مهدها..ويضيف ((العفاري)) أستطيع القول لكم باختصار أن ما من هدف من أهداف الثورة إلا وتعرض للهجوم الظاهر والخفي ويهزم المهاجمون ويصطدمون بالشعب وقواهُ الحية وقواته المسلحة والأمن البواسل ...فيعودون أدراجهم خاسرين وينتصر الشعب المصمم على حماية ثورته ومسيرته النضالية ووحدته الخالدة التي هي أعظم الأهداف والمنجزات التي تم تجسيدها وتحقيقها..ويختم((العفاري))بقوله: المطلوب الآن هو محاربةُ الفساد لحماية أهداف الثورة ومنجزاتها الديمقراطية وصيانة الوطن من كل المخاطر إكراماً لدماء الشهداء الأبرار. الوحدة اليمنية...أهم منجزات الثورة..!! العميد المناضل عبد الفتاح الشوافي يبدأ حديثه بالثناء على صحيفة ((الجمهورية)) وما تُقدمه خلال ملاحقها من تنوير وثقافة وارتقت بالقارىء اليمني، مشيراً إلى أن أعظم ما تحقق من أهداف الثورة الوحدة اليمنية المباركة عام 1990م والتي ستظل إلى أبد الآبدين رغم كل التحديات..بوعي المخلصين من أبناء الشعب اليمني..ويضيف((الشوافي)): لقد واجهت الثورة منذ اليوم الأول المؤامرات من الخارج ومن الداخل ..وقد تصدى الشعب لكلِ تلك المؤامرات كما أننا لا ننسى الدور العظيم الذي قامت به مصر العروبة من دعمٍ للثورة بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وإشعال ثورة 14 أكتوبر في جنوباليمن..ونأمل أن يتحقق الكثير مما طمح إليه الثوار، والمطلوب أن يقف الشعب وقواه الحية وكافة التنظيمات و الأحزاب السياسية صفاً واحداً لتجنب البلد أي مكروه والتصدي للخارجين عن النظام والقانون ذلك ما ختم به((الشوافي)) في حديثه ل(الجمهورية).