أكد العلماء والخطباء وأئمة المساجد وقوفهم صفاً واحداً خلف ولي الأمر والشرعية الدستورية ووحدة الوطن وأمنه واستقراره، رافضين الانقلاب على الشرعية الدستورية والثوابت الوطنية والنظام الديمقراطي. جاء ذلك في اللقاءات الموسعة للعلماء والخطباء وأئمة المساجد التي عقدت أمس في عدد من محافظات الجمهورية لبحث الواجبات الدينية والشرعية المناطة بهم لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة. فقد أكد العلماء والخطباء وأئمة المساجد في محافظة المحويت تمسكهم بالشرعية الدستورية والقانونية وبرئيس الجمهورية علي عبدالله صالح رئيساً شرعياً للجمهورية، رافضين أي انقلاب على الشرعية الدستورية. ودعا 125 عالماً وخطيباً وإمام مسجد شاركوا في اللقاء الموسع الذي نظمه مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة بحضور المحافظ أحمد علي محسن، أحزاب اللقاء المشترك لدرء الفتنة وصون كرامة الأمة من خلال الجنوح للسلم واتقاء شر الفتنة والابتعاد عما يؤدي إلى إشعال حرب خاسرة بين أبناء الوطن الواحد. وأكدوا وجوب طاعة ولي الأمر امتثالاً لما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية والتي توجب الخضوع والطاعة للسلطان وعدم الخروج عن طاعته وان يحرص الناس على معالجة وحل قضاياهم ومشاكلهم بالتي هي أحسن لا من خلال الأعمال الفوضوية والتخريب وهتك الحرمات وقتل الأبرياء. وطلب العلماء والخطباء وأئمة المساجد من قيادات أحزاب اللقاء المشترك والقوى التابعة لهم أن يتقوا الله في أقوالهم وافعالهم ويحاسبوا أنفسهم على ما اقترفته أيديهم من آثام في حق هذه الأمة التي يقودونها اليوم إلى منزلقات الضياع وشر الفتنة التي حذر منها المصطفى صلى الله عليه وسلم ,فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. وحثوا في بيان صدر عن لقائهم الموسع جميع علماء الإسلام وقادة الرأي والخطباء والوعاظ والمثقفين بكافة انتماءاتهم الحزبية إلى القيام بمسئولياتهم بأمانة ومسئولية عالية في هذه المرحلة الحاسمة، وتنبيه الناس وتحذيرهم من خطر ما يذهبون إليه ان استمرت هذه المماحكات والمشاحنات والتي ما أنزل الله بها من سلطان لأن ذلك سيؤدي إلى الفتنة والحرب الطائفية. وحذر البيان من خطأ إصرار أحزاب اللقاء المشترك ومؤيديهم على رفض المبادرات تلو المبادرات التي دعا إليها رئيس الجمهورية من أجل تجاوز هذه المحنة من خلال الحوار والتفاهم كون هذا الإصرار سيؤدي في النهاية إلى تزايد ثورة النقمة والتوتر لدى أبناء الشعب الرافضين لذلك خاصة وأن الأخ رئيس الجمهورية أعلن يوم أمس الأول قبوله بتنفيذ النقاط الخمس التي كان المشترك قد اشترطها عليه. وفي محافظة صنعاء أكد العلماء والخطباء وأئمة المساجد وقوفهم صفاً واحداً خلف ولي الأمر والشرعية الدستورية ووحدة الوطن وأمنه واستقراره امتثالاً لأمر الله تعالى في محكم كتابه “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”. وأشاروا في بيان صدر عنهم في ختام لقائهم الموسع الذي نظمه أمس مكتب الأوقاف والإرشاد في المحافظة بحضور المحافظ نعمان دويد إلى أهمية التفاف أبناء اليمن قاطبة حول ولي الأمر وطاعته ما لم يظهر منه كفراً بواحاً أو أعمالاً تتنافى مع الشريعة الإسلامية السمحة وسنة النبي الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. وأكدوا أهمية الحفاظ على المساجد وعدم استخدامها لأغراض حزبية سعياً إلى تحقيق مآرب شخصية ضيقة، منوهين بدور الشباب الذين هم قلب المجتمع الإسلامي النابض بالخير والمحبة والسلام بروح وقافة عند الحق بما يعود بالنفع والصلاح للبلاد والعباد. ودعا العلماء والخطباء وأئمة المساجد في محافظة صنعاء صلحاء وحكماء وشباب اليمن إلى تهدئة النفوس وتحكيم العقل ونبذ العصبية والعنف عملاً بقول رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من دعا إلى عصبية”. ودانوا الحادث الإجرامي الذي تعرض له المعتصمون بحي الجامعة في العاصمة صنعاء يوم الجمعة الماضي والذي نتج عنه سقوط عدد من الشهداء والجرحى من المعتصمين الأبرياء. كما دانوا ما تمارسه قناة “الجزيرة” من تضليل من خلال ما تبثه من مشاهد غير حقيقية تسيء إلى اليمن وشعبه، تهدف من وراء ذلك إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وتلك الدعوات التي دأبت عليها بعض الأحزاب والشخصيات بهدف الزج بالشباب للقيام بأعمال تخريبية للممتلكات الخاصة والعامة بهدف إيقاعهم في مشكلة تؤدي إلى سفك الدماء. وفي محافظة مأرب ناقش اللقاء الموسع للعلماء والخطباء والمرشدين في مديريات المحافظة المستجدات الراهنة على الساحة الوطنية والدور المناط بهم في توعية الناس بأهمية الحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره. وفي اللقاء الذي نظمه مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة بحضور وكيل المحافظة علي محمد الفاطمي، حثّ العلماء والخطباء والمرشدين على ضرورة وحدة الصف اليمني وتجنيب الوطن والشعب كل الفتن والدسائس والمؤامرات التي تستهدفه. داعين كافة أطياف العمل السياسي إلى تحكيم العقل والمنطق والعودة إلى طاولة الحوار للخروج باليمن إلى بر الأمان. إلى ذلك ناقش اللقاء التشاورى الموسع للعلماء والخطباء والمرشدين في محافظة ذمار والذي نظمه مكتب الأوقاف والإرشاد في المحافظة بحضور المحافظ يحيى العمري الأوضاع الحالية التي يمر بها الوطن. وأكد المشاركون في اللقاء أهمية اضطلاع الجميع بدورهم في إيضاح الحقائق وتوعية الأمة بدورها تجاه ما يحدث حالياً انطلاقاً من الواجب الديني والوطني. داعين إلى التصدي لكافة المحاولات الهادفة إلى جر البلاد نحو حروب أهلية وإثارة العنف والفوضى والتحريض خدمة لأهداف سياسية تسعى إلى تمزيق الوطن والنيل من أمنه واستقراره ووحدته. وأشاروا إلى دور رسالة المسجد في نشر الوعي بقيم الإخاء والتسامح والمحبة بين أبناء المجتمع، والتصدي لكافة المحاولات الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفوضى في المجتمع.