من الأشياء الرائعة أن تُسند إدارة أكبر صندوق في البلد لفتاة وجدت في الوسط الرياضي وأثبتت نجاحها بقوة في كثير من المسؤوليات الرياضية التي أسندت وهى لاعبة شطرنج أثبتت وجودها في الواقع كلاعبة ومسئولة رياضية انتهت بإسناد قيادة وإدارة صندوق دعم ورعاية النشء والشباب والرياضة إليها ومن المعروف أن المرأة قادرة على تولى مهام كبيرة فقط تحتاج للثقة من بعض الرجال الذين يرونها ناقصة وعاجزة عن مواجهة الصعاب في الحياة فكيف بتولي صندوق الكل ينظر إليه كبقرة حلوب!؟ وإسناد الصندوق للأخت:نظمية عبد السلام هو اعتراف واضح وصريح من وزير الشباب وقيادات الوزارة بمكانة المرأة في اليمن وقدرتها على تولي المناصب الكبيرة المستأثر بها أصحاب «الشنبات». وفي لقاء خاطف لم يدم دقائق التقيت الأخت:نظمية ، في فندق تاج سبأ بصنعاء الأسبوع الماضي ، ودعوت لها بالتوفيق والعون في مهمتها الجديدة ولم أبارك لها لأن المهمة لاتحتاج إلى مباركة بقدر ماتحتاج إلى الدعاء بالتوفيق والثبات والصبر ، فالمهمة تكليف وليست تشريف ، وكونها في مواجهة تحد كبير خاصة وأن الصندوق تحول في السنوات الأخيرة عن هدفه ومساره ، وأصبح بقرة حلوب ،و منظومة فساد كان الكل يحلب منه وبمباركة المعنيين في الوزارة ، ورأيتها في قمة التحدي لمواجهة رؤوس الفساد في الصندوق أو خارجه،فهي مصرة على تقليم أظافر الفاسدين ، وتجفيف منابع الفساد في الصندوق،وإعادة الصندوق إلى مساره الصحيح وفق الرؤية والإستراتيجية التي وضع من أجلها وليس كما هو حاصل منذ سنوات كل من «تخوّر» شيء اتجه نحو الصندوق . من أولى خطوات الإصلاح الذي اتخذته المديرة القديرة نظمية هو تحويل مستحقات الأندية والاتحادات في المحافظات إلى حساباتهم في البنك بعد أن كانت المستحقات تتعرض للقصقصة من قبل البعض في الفروع ، ومع كبر تركة الفساد التي جاءت نظمية عليها يظل التحدي والإصرار على تجاوزها من قبل نظمية ظاهر للعيان. ولازالت المهمة كبيرة وشاقة في قادم الأيام خاصة وأن الوزير الجديد الوكيل السابق «معمر الإرياني» كان قد كشف في اجتماع وزاري برؤساء الاتحادات عن ديون كبيرة على الصندوق للسنوات الماضية حسب مطبوعة الوسط العدد 305 تاريخ 11 يناير 2012 م تقدر ب(مليارين و900 مليون ريال) موزعة على النحو التالي :مليار وأربعمائة ريال ديون مرحلة ، وستمائة مليون ريال شيكات لم تصرف ، والتزامات الصندوق تقدر بتسعين مليون ريال للعام 2011م ، وتكريمات متأخرة عجز الصندوق عن الوفاء بها تقدر بمائة وثلاثين مليون ريال منذ عام 2007 وحتى 2011م ، ومبلغ ستمائة وخمسة ملايين ريال خاصة بتصفية المشاريع ، ومبلغ ستون مليون ريال خاصة «بما كان يُعرف» بجوائز رئيس الجمهورية ، ومبلغ خمسة عشر مليون ريال التزامات بالجانب الاستثماري لكاك للتأمين ، ومبلغ مليار ومائة مليون ريال للسلطة المحلية ، وهى أرقام تثير التساؤلات عن مصير المبالغ المحصلة من الجهات المعنية بتغذية الصندوق أين كانت تذهب ؟ وهل سيُترك من كان السبب في العبث بها دون محاسبة؟ فالمهمة فعلاً كبيرة أمام الفتاة الحديدية نظمية والتي تجد نفسها عند مستوى التحدي في مواجهة الفاسدين الذين كانوا يمتصون إيرادات الصندوق خارج نطاق أهدافه ومضمونه ، ولذلك يتطلب من كل الشرفاء في الوزارة وخارجها مساندتها ودعمها على الأقل معنوياً في السير في طريق تطهير الصندوق من كل بؤر الفساد والفاسدين حتى تعود الأمور إلى مسارها الصحيح. الفتاة القوية نظمية عبد السلام أكدت أنها ستمارس كافة الصلاحيات الممنوحة لها وفق الأطر القانونية في إعادة الاعتبار لدور الصندوق الصحيح الذي همش وانحرف في السنوات الماضية عن مساره!. [email protected]