أكد وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي أن اليمن حققت بإرادة الشعب وتصميم الشباب وحكمة القيادات السياسية انتقالاً للسلطة بطريقة دستورية وديمقراطية وأن اليمن بدأت مسيرة تحقيق طموحات الشعب في بناء اليمن الجديد وفقاً لإرادة الشعب اليمني بكل اطيافة السياسية والاجتماعية. جاء ذلك في كلمة اليمن التي ألقاها أمس في افتتاح منتدى التعاون العربي الصيني الذي تستضيفه تونس حاليًَا والذي دعا فيه القربي الى ضرورة تطوير أسلوب العمل وخلق آليات فاعله لتأسيس علاقة استراتيجية بين العالم العربي والصين بجوانبها السياسية والاقتصادية والأمنية. وأكد ضرورة صياغة رؤية مستقبلية طويلة المدى لرفع وتيرة الشراكة فيما بين الدول العربية والصين ووضع أسس توحد النظرة نحو الأمن القومي للجانبين في أبعاده المختلفة والتي تزداد تماسكاً مع الأحداث الدولية ولا تتأثر بالضغوطات. ولفت الوزير القربي إلى ضرورة فتح كافة القنوات لتعاون واسع وفاعل وأن تفتح الابواب امام الاستثمارات من الجانبين وبما يعود بمردوداته على الشعب العربي والصيني وأن تكون التجربة الصينية نموذجاً يستفيد منه العالم العربي لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية وتوظيف التكنولوجيا بما يعود بالفائدة على الجميع. وأشار إلى أن الصين بعلاقاتها الواسعة وشراكاتها الاقتصادية مع كل دول العالم شريك مهم للعالم العربي إذا ما عرف العرب كيف يقوون العلاقات مع الصين وخلق الشراكات التي تشعر الصين بأن العرب اصدقاء ويمكن الاعتماد عليهم وأن مصالحها معهم لايمكن التفريط بها. وقال وزير الخارجية: “ونحن نقدر مواقف الصين من العديد من القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية إلا اننا في حاجة إلى تحرك صيني اكثر فاعلية وبحجم مكانتها الاقتصادية وقدرتها السياسية وبحيث تكون سنداً للقضايا العربية العادلة وأن تعمل في شراكة مع الدول العربية في اتخاذ المواقف التي تحمي مصالحهما وتقديم مشاريع الحلول للازمات التي يواجهها العالم العربي انطلاقاً من أن ما يهدد أمن المنطقة العربية أو يقوض الاستقرار فيها يمثل خطراً على الأمن القومي للصين”. وأضاف: “لذلك فإننا نامل في لعب دور فاعل للصين اليوم وبالاتفاق مع الاطراف العربية المعنية بالوضع في سوريا وبمشاركة روسيا على بلورة مشروع حل يضع حداً لإراقة الدماء في سوريا ويسهم في تحقيق الحل السياسي الذي يلبي رغبات الشعب السوري في التغيير والإصلاح وفقاً لمبادئ تنطلق من التمسك بوحدة سوريا وأمنها واستقرارها ويلبي طموحات الشعب السوري في التغيير بطرق سلمية وديمقراطية”. وكان وزير الخارجية استهل كلمته بتهنئة الشعب التونسي على ما حققه من إنجاز وقال: “أتقدم بالتهاني إلى الشعب التونسي الشقيق الذي فرض إرادته بالتغيير وانطلق بتونس نحو مستقبل تحفظ فيه كرامة الانسان وتتحقق فيه الحرية والعدالة والرخاء. وكانت اليمن شاركت في الاجتماع التحضيري التاسع لكبار مسؤولي منتدى التعاون العربي الصيني المنعقد بمدينة الحمامات التونسية بمشاركة ممثلي الدول العربية والجانب الصيني خلال الفترة من 29-30 مايو الجاري. وترأس الوفد في الاجتماع مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية السفير محمد محمد الهيصمي الذي ادلى بتصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أكد فيه أن الاجتماع تبادل وجهات النظر والتشاور حول جملة من القضايا التي تشهدها المنطقة العربية التي تستدعي بذل الجهود لتنسيق المواقف والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك ، والارتقاء بمستوى العلاقة والتنسيق نحو شراكة استراتيجية قائمة على أساس من المصالح والمنافع المتبادلة بين العرب والصين.