رغم إنه لم يدلف بعد عقده الثاني من العمل إلا إنه استطاع تحقيق خطوات تعتبر كبيرة وواثقة على درب حلمه وطموحه، ففي العام القادم يستطيع أن يلج نادي ذوي العشرين عاماً، إلا إن في جعبته الكثير من الخبرات الإدارية والمهارية والتدريبية.. والأدبية. إنه الشاعر الشاب مؤمن شوقي هائل المقطري من أبناء مدينة الجراحي في محافظة الحديدة، في عامه الثاني للحصول على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة العلوم والتكنولوجيا، وهو يمضي على خطى ثابتة ومتمكنة للحصول على مبتغاه بعد أن حقق المركز الأول في العام الجامعي الأول. تتربع على رأس إنجازاته نيله جائزة رئيس الجمهورية في مجال الشعر والمخصصة للشعراء الشباب على مستوى محافظة الحديدة للعام 2010م مناصفة مع نظيره عبد القادر الأهدل، بالإضافة إلى حصوله على لقب شاعر الإلقاء في مسابقة شاعر زبيد للعام الحالي في دورتها الثالثة. ويمتلك الشاعر الشاب مؤمن المقطري ديوان شعر تحت الطبع بعنوان (تراتيل أنفاس الشوق)، وهو حالياً بصدد إعداد ثاني دواوينه الشعرية، يزيد المقطري يؤكد لنا موهبته أيضاً في مجال الأدب والقصة، ويحتفظ بمجموعة قصصية وكتابات في انتظار أن تجد طريقها للنشر، كما ساهم في التأسيس لكيانات أدبية وثقافية متخصصة في مدينته كمنتدى نوارس الفجر الأدبي والثقافي بالجراحي ويشغل منصب نائب رئيس المنتدى حالياً، كما يعتبر الشاعر الشاب عضواً في اللجنة الإعلامية لمهرجان زبيد الثقافي والأدبي. يهيم شاعرنا في عشق ربما لا يمت للأدب أو الشعر بصلة، غير إنه يبدو مهتماً بالجوانب التدريبية والإدارية حد الوله، وخبراته العديدة التي ذكرناها آنفاً معظمها في هذا الجانب، مع التسليم بإبداعه المطلق في مجال الشعر، فانطلاقاً من اعتباره مدرباً فهو مؤسس وصاحب فكرة المركز اليمني للتنمية البشرية المقدم لدى جمعية (تطوير) الاجتماعية والتنموية بالجراحي والمرفوع أمره لمكتب منظمة اليونيسكو في اليمن للدراسة، بالإضافة إلى عدد آخر من الخبرات في مجال التنمية البشرية والبرمجة العصبية والتسويق والتوجيه والإرشاد. الشعر بالنسبة لمؤمن المقطري بالإضافة إلى كونه احترافاً فهو متعة، حيث يصنفه كهواية، وبرأينا إنه عندما يعامل المبدع مهنته كهواية ومتعة وليست مجرد مهنة أو عمل جامد فإنه يتقن ويتألق، ويعدد مجموعة من العادات والهوايات الأخرى تساعده على نظم قصائده وتساهم في تكوين ثقافته وإثرائها من المطالعة وقراءة الكتب، والإطلاع على الثقافات الأخرى، والبحث الدائم في أحداث التاريخ وعبره وعظاته، بالإضافة إلى سعيه - على حد قول شاعرنا - لاكتشاف كل جديد في الحياة، ولعمري إن كل ما ذكر كفيل بصقل المواهب والقدرات، وتمحيص الإبداع ليكون متجدداً ونوعياً، وربما هذا هو ديدن الشاب مؤمن المقطري. من الضروري أن يمتلك المبدع طموحاً وأحلاماً مهما كانت كبيرة إلا أنها تمثل أهدافاً تستحث صاحبها وتدفعه نحو المزيد من التفوق والنجاح والإنجاز، ويطمح الشاعر الشاب بأن تكون طموحاته متعلقة بالجوانب الإدارية والتدريبية التي ذكرنا مدى اهتمامه بها، فهو يحلم أن يصبح محاضراً عالمياً في مجال التنمية البشرية، وبالنظر لتخصصه الجامعي وخبراته في مجال التسويق وإدارة الأعمال فهو يهدف لأن يكون ذات يوم بروفيسوراً في مجال السياسة الاقتصادية. وكشاعر يراقب بعين المشفق أوضاع الوطن الحبيب ومعاناته المتزامنة مع أفراحه الوحدوية نظم مؤمن المقطري قصيدة تحاكي مأساة أحداث السبعين الدامية التي وقعت عشية الاحتفال بالعيد الثاني والعشرين للوحدة اليمنية، مستنكراً المجزرة الدامية التي استهدفت حماة الوطن.. قال فيها: أيُّها الصَّمْتُ قفْ... كفاك عذاباْ !! هلْ سؤالُ السرابِ أضحى جواباْ؟! هل غياب ُ الوداع ِ حُزْنُ اشتياق ٍ..؟ أم تُرى عاد َ يشتهي الإقترابا..؟ كيفَ غطَّتْ سَحَابَة ُ الْحُزْن ِ (صنعا).. ودموعُ الأسى,تذيبُ التراباَ..؟! منْ لأم ٍ أصابها سهمُ غّدْر ٍ بضناها ,وآلمتها الحراباَ..؟! من لطفلٍ أيا لئيم ُ ينادي.. دمعُ أُمٍّ , وسؤله ُ أين باباْ..؟ من يجيب السؤال َ من يحتويه ِ..؟! في ضمير السؤالِ بوح تغابى !! في احمرار السماء نارُ غيوبٍ فاسألوا الطفلَ: كيف صاغ َ العذابَا..؟ قيل: راحوا إلى الجنان سراعاً قلت: مهلاً وكيف َ هذا أصابَا ..؟! قيلَ: وغدٌ له فؤادُ ذئابٍ .!! قلتُ: قلبَ الذئاب ِ يأبى الخرابا قيلَ: جُرْمٌ أُسِيءَ في حقِّ أرضي أين حقُّ الأمان ِ أضحى سراباْ..؟! قلتُ: نسفاً لكل شيءٍ جميلٍ واضطرابٍ يزيدُ فيه اضطراباْ صامدُ الحلم ِ قوتُ حلمي بلادي ليس ما صارَ في البلاد انقلاباْ ..!! انتقام ٌ وكلُّ شيءٍ دليلٍ سوف يفنى الظلامُ فالظلم ُ غاباْ لن يفرَّ اللئيم من عدل ربي لكهوف ٍ فليس للكهف ِ باباْ!! لن يواري ظلامك اليوم نورٌ والحسابُ القريبُ ردَّ الجوابَا راعني الهول ُ فانسكبتُ قصيداً عيدُ جُرْحي بما بقومي أصابا!! ختاماً نقول: إنه بغض النظر عن الإبداع والاحتراف في مجال ما إلا إن الاهتمام بجوانب ذات تعلق خاص تتطلب من صاحبها تعهداً وممارسة مستمرة، وليس من الصعوبة أن يجمع المبدعون بين أكثر من اختصاص واهتمام، غير إن المقياس يبقى في مدى نجاح أولئك المبدعين في أكثر من منحى، ويا له من تحدٍ.