(مدارب السيل قولي ومدارب لما..) لم يعد في الأمر مناجاة ل (عاشق ولهان)؛ بل مناشدة وتوسل ل (متضرر غلبان)؛ وما إن عجزت الجهات المعنية عن الإيفاء بالتزاماتها بحماية المواطنين من الكوارث الماحقة، حتى تحولت ألسن هؤلاء الضعفاء إلى مخاطبة السيل ورب السيل..!! في (إب) وفي قلبها النابض (السبل) نعمة الأمطار تحولت إلى كابوس، السيول المدرارة اجتاحت عديد منازل، وهجّرت ساكنيها. وهنا يبرز سوء التخطيط الحضري وعشوائية المواطنين كسبب يحتاج لمعالجة آنية وعاجله، مع التأكيد أن ذات الكارثة تتجاوز المدينة إلى جبال ومناطق (السير واليهاري والخاربة والشعب والأصابي والمحانبه)، فهل تستجيب الجهات المعنية لتوسلات هؤلاء المواطنين..؟!!لا حياة لمن تنادي! كوارث السيول أدت إلى إتلاف عدد من ممتلكات المواطنين في (حارة السبل) هذا ما أفصح عنه عبدالرحمن علي شحره من أهالي ذات الحارة. وأضاف: كانت الأضرار بالغة مما أدى إلى تشريد الأسر، ودفعها للبحث عن منازل أخرى، فيما لاتزال بقية الأسر في منازلها عرضة لمخاطر محتملة جراء هطول أمطار لاحقة.. وقد ترددنا كثيراً بالشكاوى لمسئولي المحافظة ولكن لا حياة لمن تنادي؛ وما علينا إلا أن نرفع شكوانا إلى الله عز وجل، والى رئيس الجمهورية.. تدهمنا باستمرار من جهته محمد حسن محمد العزب تحدث قائلاً: كوارث السيول تدهمنا باستمرار، وفي كل موسم ماطر، وهناك أكثر من حوالي ثلاثين إلى أربعين منزلا معرضون لمخاطر السيول، والعام الماضي أنقذنا الأطفال والنساء، أما عن الأدوات المنزلية فقد انتهت؛ والحمد لله ربي ستر وخرج الأطفال والنساء بخير، ونحن هذه الأيام لا نستطيع أن نفتح الأبواب والنوافذ خوفا من ريحة المجاري، ومن السيول التي تدخل منازلنا، ذهبنا إلى المحافظة ولم توجد أي استجابة، وأيضاً ذهبنا إلى البلدية ومكتب الأشغال ولم يحركوا ساكنا. لحظات قاسية أحمد محمد عبده الأحمدي هو الآخر أعلن تبرمه الشديد لما آلت إليه الأوضاع في حارته (السبل) ويتساءل بنبرة فاجعة: هل من سبيل لإنقاذنا؛ ويقول: في تلك اللحظات القاسية قمنا بإنقاذ الأطفال والنساء من الموت، وناشدنا مسئولي المحافظة، وكان منهم المواعيد الكاذبة؛ رغم أننا في قلب مدينة إب، ونطالب الحكومة بأن تصلح لنا السائلة والحواجز التي تقينا من الخطر. محمد عبدالواحد حسن أحد المتضررين قال: لقد دخل السيل إلى منزلي ولولا إرادة الله عز وجل لكان أولادي وأسرتي في عداد الموتى، وكان دخول السيل إلى جميع الغرف؛ انتهت الفرشان مع المساند والكباتات والغسالة وجميع مستلزمات المطبخ وكان معي في البدروم مولد كهرباء وحديد وأدوات أخرى كثيرة، جميعها انتهت.. والحمد لله على سلامة الأرواح.