أنهى العجوز المحنك اليكس فيرغسون مسيرته التدريبية العظيمة مع نادي مانشستر يونايتد بطل الدوري الانجليزي لكرة القدم، كما يجب ان تنتهي! .. وكم هو صعب الفراق في هذه الحالة، بين أسطورة التدريب في البريميير ليغ ونادي الشياطين الحمر سيد الأندية الانجليزية، غير أن القرار المدروس للسير قد يستحق الغبطة وربما الحسد من مدربين آخرين، خصوصا وأنه اتخذ هذه الخطوة وهو يجلس على القمة من غير منازع. ثلاثة عقود، إلا قليل، قضاها السير في احضان النادي الأحمر والذي سرعان ما حوله إلى عملاق مخيف، كما تحول هو معه إلى الرجل الشديد الذي لا يقهر، وكم قلنا في مرات عديدة أن قراراته المثيرة للجدل عبر الاستغناء عن النجوم قد تدمر النادي .. وكم كنا مخطئين .. جلس الاسكتلندي فيرغسون (71 عاما) على مقعد الإدارة الفنية آمرا ناهيا في أولد ترافورد في العام 1986، وفاز مرتين بدوري ابطال اوروبا وتوج أيضا بكأس الكؤوس الأوروبية وبطولة العالم للأندية ونال الدوري المحلي 13 مرة ولقب الكأس 5 مرات وكأس الرابطة 4 مرات، مما يجعله المدرب الأكثر نجاحا في كرة القدم البريطانية. “السير أليكس فيرغسون يتقاعد، شكرا أيها السير”.. بهذه الكلمات أعلن النادي الانجليزي المتوج بلقب الدوري للمرة العشرين في تاريخه (رقم قياسي) عبر موقع التواصل الاجتماعي توتير، وبهذه الكلمات انتزع آهات الحسرة من قلوب عشاقه .. من جهته قال فيرغسون الذي يستعد لإجراء عملية جراحية في الفخذ الصيف المقبل: “قرار الاعتزال هو أصعب قرار أتخذه في حياتي، كان من المهم بالنسبة لي ترك الفريق وهو في أقوى حال ممكن، وأعتقد أنني فعلت ذلك”. وأضاف: “يضم الفريق هيكل من الشباب سيضمنون مستقبل طويل الأمد في النادي، والمستقبل لا يزال مشرقا وواعدا، مرافق التدريب لدينا هي من بين الأفضل في الرياضة العالمية، ويعتبر ملعبنا أولد ترافورد بحق واحدا من الأماكن الرائدة في العالم” .. وختم كلامه: “لا بد لي من أن أشيد بعائلتي، كان حبهم الداعم الأساسي، كانت زوجتي كاثي شخصية رئيسية طوال مسيرتي” .. هذه كانت كلمات فيرغسون، أما نحن فنقول .. كيف يمكن أن يكتمل صباح النادي العريق من غير فنجان القهوة الذي يحمل نكهة السير بقراراته العصبية وشخصيته القوة وحكمته اللا محدودة وتحديه المستمر للمستحيل؟.