ضرب جديد من الإرهاب ضحيته هذه المرة شعب بأسره انطفاء عشوائي ومنظم للكهرباء تحت وطأته يفتقد الناس كثيراً من إنسانيتهم مدينة بكامل بيوتها تتحول لمقابر جماعية كل يحاول على طريقته تلمس مفاتح العبور للعالم العلوي من علٍّ تبدو تعز شطرين : شطر في قبضة الظلام وشطر في قبضة الضوء يذكرك هذا بقول طرفة: كما قسم الترب المفايل باليد وربما تساءلت : حتى منازل المواطنين لم تسلم من محاصصة السياسيين..؟! دولة تبنى تحت جنح الظلام قانون لم يستطع الوقوف على قدميه شعب موزع بين الأرصفة والأزقة بحثاً عن فانوس الحقيقة عجوز لا يفرق بين عكازه وساقه أيدٍ ملطخة بالدم تسعى لتضميد جراح الأمس طائرات لا تدري في أي لحظة تسقط فوقك وأطفال يقفزون لسماع صوتها إلى أحضان آبائهم..! مع كل انطفاء يفقد شاعر حلمه يبكي رسام أمام لوحته الناقصة يفقد طفل ابتسامته يفقد أب طفله تفقد أم روائع طبخها مدينة بكاملها تتوقف عن التنفس والجميع مبكراً يتثاءبون وكأنهم في مسابقة للنوم .. حتماً.. الأمر ليس بهذه الصعوبة يكفي حكومتنا الموقرة أن تغمض عينيها تماماً كما يفعل البسطاء لتدرك من يتفننون في إيقاظ غول الظلام لم تكن التسوية السياسية بأكثر من القبول ببتر نصف السرطان أما النصف الثاني لم يزل حراً طليقاً وهاهو اليوم يهدد حياة أمة السياسيون الجدد هل يحتاجون فعلاً إلى قبضة النمر المقنع ليوجهوا لكمة قاضية لعدو الحاضر والغد خلاف سياسي في صنعاء كفيل ودون تأخير بضرب برج كهربائي في مأرب فعلا نحن في زمن السرعة..! من واقع التجربة اليمنية أعتقد بأنه من الضروري بأن تضاف كلمة الكهربا إلى الأمن مثل غيرها من مقومات الدولة وبالتالي سنتحدث عن الأمن الضوئي أو الكهربائي موازاة بالأمن الغذائي والقومي ..... أم المفارقات من يعول عليهم في حراسة الوطن غدو يدخلون الليل إلى كل بيت ..وإلى كل قلب مؤخرا أخبرني أحد الأصدقاء بأنه في ليلة مظلمة كهذه ولد الحاضرون لم يستطيعوا معرفة هو ذكر أم أنثى..؟1 من حقنا نحن أيضاً الاحتفاء بكهربائنا ولو بشكل سري لانطفائها الليلة للمرة المليون