الألم والمعاناة كلها ليس لها معنى في حياتنا اليومية فنحن لا نعاني كما يعاني الآخرون ولا نعيش كما يعيشون، لو وقفنا وقفة صادقة مع أنفسنا وتساءلنا هل معاناتنا تفوق ما يعانيه البشر الذين تعدت حالاتهم خط الفقر ليصلوا إلى مرحلة العدم وهم قابعون جوارنا هنا وهناك .... ما نشاهده في هذه الصورة ليس إلا إحدى الحالات الأشد معاناة جراء الفقر المدقع إنها المسنة مريم عبده الزبيدي “65”عاماً اتخذت لها من النفايات المتراكمة في أزقة الحارات وبين المنازل والعمارات والفلل الكائنة بشارع الحمدي مدينة الحديدة بيتاً لتعيش ما كتب الله لها من حياة, بعد أن قررت مغادرة قريتها النائية خارج المدينة تاركة وراءها ألمها وحزنها على زوجها وابنها الوحيد المتوفين ولم تعد الحياة تطيب لها بالقرية حيث ضاق بها الحال من شدة معاناتها من عجزها ووحدتها و الفقر المتربص بها فلا تجد من يكفل لها العيش بقية حياتها ليستقر بها الحال بين النفايات، معاناة المسنة التي زادت كونها تعيش وحيدة لا قريب ولا أنيس سوى الفئران والقطط لا احد يسأل عليها ويزورها وسط النفايات ليس لها أحد يعينها في كبرها غير علبة الرنج اتخذتها عكازاً يساعدها على المشي بعد أن داهم المرض جسدها النحيل أنها حالة إنسانية بحاجة إلى مد يد العون لها في هذا الشهر الفضيل ,فعلى من أراد مساعدتها أو الاتصال على 03/224626 عبر مؤسسة بنات الحديدة الخيرية التي وضعت في عاتقها هدف سامي لمساعدة الفقراء والمحتاجين حتى تعيد لهم الشعور بطعم الحياة الذي فارق الجزء الأكبر من عمرهم.