أثبت التحصين على مدى سنين طويلة نجاحه الكبير، وأظهر أنه مستوفٍ لمتطلبات السلامة الصحية ويحظى بالمأمونية الكاملة، فبفضل حرص وزارة الصحة على توفير اللقاحات المضادة للفيروسات المسببة للأمراض وعلى رأسها شلل الأطفال، وحرص الآباء والأمهات لنيل أطفالهم تلك اللقاحات ،ووعي المجتمع الكبير بأهميتها ، كل ذلك جعل اليمن تتخلص من الفيروس المسبب للشل منذ العام 2006م وحتى اليوم. هذه اللقاحات التي عملت على تدعيم المناعة لدى الأطفال وجعلتهم قادرين على مقاومة الفيروسات أكدت أنها البوابة المفتوحة إلى عالم الصحة والسلامة من الأمراض التي ننشدها لأطفالنا. رغم المخاطر المحدقة والمخاوف من عودة الفيروس إلى اليمن مجدداً يحمله اللاجئون الأفارقة إليها إلا أن حملات التحصين المتكررة منذ ظهور أول حالة إصابة بشلل الأطفال في دول القرن الأفريقي، عملت على إبقائه خارج نطاق التغطية ومنعته من العودة، وفي حال لا قدر الله تمكن من ذلك فسيجد أطفال اليمن يتمتعون بمناعة قوية، تجعله غير قادر على التغلغل في أجسادهم وبث سمومه في أطرافهم لاسيما السفلية منها. أما مأمونية اللقاحات فقد أكدت لنا الأجيال المتعاقبة منذ السنين البعيدة التي كان لها نصيبا من اللقاحات أنها لم تتأثر سلباً سواءً على المدى القصير أو الطويل. فالأطفال الذين تم تطعيمهم بالأمس أصبحوا اليوم كباراً وأرباب أسر ينعمون بالصحة ويتمتعون بنعمة الأطفال وزينة البنين والبنات التي من الله عليهم بها. لم نسمع أن فيهم من اشتكى من علةٍ أو داء سببته له اللقاحات بل ما رأيناه اليوم هو العكس من ذلك وهذا يدحض تلك التشكيكات والتخويفات التي تطعن في سلامة ومأمونية اللقاحات، وتأثيرها السلبي في المستقبل. إن الفيروس المسبب لشلل الأطفال سعى مسرعاً من بلد إلى أخرى يتنقل بكل حرية ودون تأني، فخلال فترة قصيرة ظهر فيها بدول القرن الأفريقي هاهو يظهر في بلاد الشام كسوريا وفلسطين. وسؤال يطرح نفسه، لماذا اليمن والحمد لله ما زالت إلى هذه اللحظة لم تظهر فيها أي إصابة رغم المخاطر التي تتهددها والمخاوف من عودة الفيروس يحمله اللاجئون الذين يدخلون إلى اليمن بصورة غير شرعية. والإجابة التي تؤكد نفسها أن فضل الله ثم اللقاحات التي تعطى لأطفالنا جعلهم ذلك في معزل ومنئا عن الإصابة بل ومنع عودته إلينا. ومن هنا لابد على الجميع أن يعي عِظم الأمر وحجم المشكلة وخطورة الوضع، وعليهم أن يستشعروا المسؤولية والحرص على أن يظل هذا الإنجاز قائماً بخلو اليمن من الفيروس المسبب لشلل الأطفال. مع أفول الشهر الأخير من العام 2013م تنفذ وزارة الصحة حملتها الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال في عموم المحافظات، لنستقبل بعدها عامنا الجديد وأطفالنا ينعمون بالصحة. فلنبادر جميعا إلى تحصينهم فهم أمانة في أعناقنا سيسألنا الله عنها. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان