يبدو أن التواجد في أجواء مغايرة مليئة بخصوم يمتلكون خبرة أوفر ولديهم من التجارب مايعطيهم حق التفوق أثبت أنه أمر ناجع وناجح ، ذلك ما تم استخلاصه البارحة من خلال المواجهات التي خاضتها لاعبات فتيات طاولة اتحاد رياضة المرأة اللاتي يخضن حالياً معسكراً إعدادياً خارجياً في مصر الشقيقة. ولعل أبرز المشاهد التي يمكن اعتبارها كانت إيجابية حالة الحزن المرافقة لمدرب ناشئات النادي الأهلي الكابتن عبدالرازق فوز عبدالرازق بعد خسارة لاعبته المشاكسة مريم أشرف على يدي اللاعبة سيناء خميس علي (3 - 1) بعد لقاء يمكن اعتباره ماراثونياً وشيقاً في كل شيء لتتابع سيناء أداءها الهادئ وتفوز على لوجين طارق (3 - صفر). عبدالرازق أبدى في ذات الوقت ثقته بمقدرة لاعباتنا التفوق على أنفسهن في ظل أجواء جيدة لا تخرج عن إطار التحفيز والتمارين المكثفة ، مشيراً أنه شعر بالسعادة لإقامة مباريات بين لاعبات من الأهلي وفتيات طاولة اليمن. وفي بقية اللقاءات التي جمعت الفتيات بنظيراتهن من ناشئات الأهلي أحرزت مروة حمود الغرباني فوزاً جديراً ومتأخراً في لقاء تحدٍ حقيقي على حساب مريم أشرف (3 - 2) قبل أن تخسر بصعوبة من لوجين طارق (3-1) .. في مقابلات أخرى خسرت لميس محمد أحمد مواجهتها أمام مريم طارق وهمت فتحي عبده ولوجين طارق بنتيجة (3 - صفر) ورغم ذلك فقد قدمت مستوى طيباً وسلساً في المباريات الثلاث دون أية فواصل للراحة ، كما فازت همت فتحي عبده ومريم طارق على صفاء عبده حيدر (3 - 1) و (3 -صفر) على التوالي كما خسرت ريام فيصل الشريف أمام مريم طارق (3-1). وكان برنامج الأمس قد شهد في بدايته تمارين مكثفة ومختلطة مع لاعبين من شباب الأهلي ركز خلالها الكابتن وائل القرشي على منح اللاعبات جرع سحرية من أجل التطور في الأداء والنصائح التي يجب أن تتسلح بها الفتيات خاصة في دخولهن مرحلة الجد ووجود المنافس القادر على إكسابهن المزيد من الخبرة حتى وهن يخسرن ، مشيداً بحالة الحماسة التي رافقتهم في لقاءات الأمس، وهو الأمر الذي يعني أن المستوى تحسن ومبشر في ذات الوقت..إلى ذلك عبرت الأخت نائلة نصر رئيسة البعثة عن فرحتها بالتحسن الذي طرأ وظهرت علاماته في مواجهات اللاعبات الإعدادية. نجمة الزمن الجميل الرائعة وأحد أبرز بطلات الطاولة اليمنية أشارت في كلمة ألقتها عقب تمارين الأمس لفتيات اللعبة عن الخلطة السرية للنجاح وأجواء الاختلاف بين التدريب والبطولات في بيئة تغيرت إلى أخرى فيها التنافس والمنافس لايرحمان في ظل وجود رغبة من أجل الفوز فقط والبحث عن كل مسببات التفوق، وهو الأمر الذي يجب أن تتحلى به اللاعبات إلى جانب التركيز والاستمرارية والثقة وهذا يخلق بطلاً من الداخل لايقهر بسهولة ، مشيدة في ذات الوقت بعروض الفتيات اللاتي وجديتهن وطالبتهن بمزيد من العطاء والالتزام من أجل اللعبة وقبلها من أجل تشريف الوطن. - الأهلي .. وطن كبير في وطن أكبر ، يختصر نفسه في أشخاص ووجوه طيبة تشعرك بالاستثنائية منذ دخولك أسوار سادة القارة السمراء ، تسهيلات وترحيب وحب.. إنها أم الدنيا.