يعتقد كثيرون أن منصب المدير ليس سوى مكتب فخم وكرسي دوار يمنح الجالس عليه صلاحية الشخيط والنخيط وإصدار التوجيهات التي عادة ما يتم إصدارها عبر سماعة الهاتف، لكن هذا لا يعني عدم وجود مسئولين محترمين يمتلكون المعرفة الكاملة بحقيقية مسئوليتهم التي تجعلهم جديرين بتقدير واحترام المواطن البسيط. خلال سنوات وربما عقود كثيرة، افتقد اليمنيون لهذا النموذج الرائع من المسئولين الذين يستحقون الإشادة ، غير أن الشهور الأخيرة حملت بوادر أمل بأن هذه النوعية لم تنقرض بعد في اليمن، ومثلما يتداول الناس بكثير من الإعجاب تلك السياسة التي ينتهجها وزير الداخلية الجديد اللواء عبده حسين الترب منذ تعيينه ، في إدارة شئون الوزارة وتصحيح الاختلالات من أجل إعادة ثقة المواطن برجل الأمن يتداول قاطنو مدينة تعز اسم العقيد جميل الرامسي القائم بأعمال مدير إدارة شرطة السير في تعز بوافر من التقدير بعد أن لمسوا جديته في تحسين صورة رجل المرور لدى المواطن والتي كانت ممرغة في وحل الرشوة وحق “ بن هادي “ ، فضلاً عن حرصه الشديد على وضع بعض الحلول الممكنة لتخفيف حدة الاختناقات المرورية في مدينة الشوارع الضيقة .. شخصياً لا أعرف العقيد الرامسي ولم يسبق لي أن التقيته أو تواصلت معه إطلاقاً، لكن أحاديث الناس المتطابقة عنه صنعت له بريقاً خاصاً يفتقده كثير من المسئولين الذين ينحصر مفهوم “ الميدرة” لديهم في مكتب مكيف وكرسي وثير، خلافاً ل “ الرامسي “ الذي لا يفضل البقاء في مكتبه، فتجده يتنقل بين الشوارع للوقوف على الحالة المرورية وتحفيز جنوده على العمل بجد دون كلل أو ملل تحية للعقيد جميل الرامسي الجدير بهذا المنصب.. وبحب الناس أيضاً