الاهتمام بالشريحة الشبابية واجب حث عليه الدين الإسلامي وتجسدت مواقف كثيرة صادرة عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حول الاعتناء والاهتمام بفئة الشباب، بدلالة توضح بأهمية دورهم في المجتمع كونهم عمود أساسي لأمن واقتصاد الأوطان. في العام 1999 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها (54/120) قضى بأن يكون ال (12) من أغسطس يوماً أممياً «للشباب» يٌحتفى به، وذلك عملاً بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسئولين عن الشباب في العام 1998م، والغرض من إعلان هذا اليوم يوماً أممياً هو التوعية ولفت الانتباه تجاه قضايا معينة، ثقافية وقانونية وغيرها.. وتخصيص يوم عالمي للشباب هو إدراك لأهمية فئة الشباب، وتٌعد اليمن من البلدان التي تمتلك شريحة «شباب» كبيرة وبمعدل مرتفع، وهو ما أكد عليه الأمين العام للمجلس الوطني للسكان الدكتور أحمد علي بورجي خلال إلقاء كلمته في حفل تدشين المجلس الوطني للسكان بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان خلال فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للسكان 2014م تحت شعار «الاستثمار في الشباب» أوضح فيه عن وجود زيادة مطلقة لفئة الشباب باليمن بالنسبة لإجمالي عدد السكان، حيث ارتفع عددها خلال العام الحالي 2014 الى 8ر8 مليون نسمة بنسبة 8ر33 بالمائة من إجمالي عدد السكان مقارنة مع حوالي 9ر6 مليون نسمة وبنسبة 7ر32 بالمائة في العام 2004م. يرى الأكاديميون أن الفئة العمرية للشباب أكثر الفئات العمرية القادرة على العطاء والإنتاج. مشيرين إلى أن الشباب يشكلون الجزء المهم في نسيج مجتمعهم ويتأثرون بمجريات الأحداث التي تقع في بلدانهم سواءً كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فمثلاً التطرف الاجتماعي كان فئوياً أو مذهبياً أو قبلياً يكون الشباب أول من يكتوون بناره، خاصة عند ارتفاع البطالة، لأنهم يكونون حينها عُرضة للتعبئة والتحريض للتوجهات الفكرية المتطرفة من قبل فئات تستغل حالة البطالة أو التدني الثقافي أو الديني للبعض منهم من أجل استقطابهم لتنفيذ الأجندات الخاصة بها، وما يجري من عنف في الساحة اليمنية أو العربية هو نتيجة هذا الاستغلال. منوهين إلى أن حماية ورعاية الشباب غاية في الأهمية وهي مسئولية الجميع ابتداءً من الأسرة والمجتمع والدولة. خبراء التنمية البشرية يشيرون إلى أن الفئة الشبابية العمود الأساسي في ارتقاء الشعوب وتطورها.. كما أنها طاقات استثمارية رهيبة إن تم استغلالها وتوجيهها بالشكل الصحيح فهم أيادي إنتاج وعقول إبداعية قادرة على نقل المجتمع إلى الأفضل اقتصادياً وثقافياً وكل جوانب الحياة. خلاصة البحوث والدراسات في هذا الجانب تؤكد بأن الشباب ثروة اقتصادية وطاقة استثمارية بحاجة إلى رعاية وحماية من فوضى الثقافة الدخيلة والأفكار المتطرفة. وهو ما يوجب على الجميع تضافر الجهود لوضع خطط استراتيجية تنهض بهذه الفئة العُمرية التي سينعكس طاقاتها الإيجابية على الواقع بنهضة البلد أرضاً وإنساناً.