تعد السينما الناجحة مرآة عاكسة لمشاكل ومعاناة المجتمعات،وهمومهم،كما أنها القادرة على إسعادهم بسحرها ،وأفكارها البديعة ، كأداة اتصالية مباشرة..بعكس تلك السينما التجارية الصلبة والتي ليس بحوزتها سوى جمع الأموال من شباك التذاكر دون الاعتبار لأذواق الجمهور بحوارات مفككة وبذيئة أو سيناريو غير مترابط ،فيما عدا الاضحاك المبتذل أو المشاهد الساخنة. ويكاد النجم كريم عبدالعزيز يكون من النجوم القلائل الذين يقدمون أفلاماً هادفة ولها مسار من النقد للأخطاء والسلبيات الذين أبطالها رجال أعمال فاسدين بقدرتهم على التلاعب في شراء القانون وذمم رجال الأمن. وبأسلوب يجمع الكوميدي بالأكشن ،استطاع كريم تقديم فيلم واحد من الناس بتقمص شخصية الرجل البسيط والمكافح الذي أوقعه حظه أن يشاهد جريمة قتل في” جراش السيارات” الذي يعمل به قام بها احد أبناء البشوات ليجد نفسه مطاردا وسجيناً ثمنا لتفوه بالحقيقة ..هذا الفيلم الجميل فتح ملفات الفساد في وزارة الداخلية وفي كيفية شراء الحقائق حسب المطلوب..فمن شاب يعمل ضابط أمن لدى شريكة أمنية إلى مجرم ينسف ممتلكات غير (المفسدين) ويستخدم كل الوسائل السلبية ليصل إلى الانتقام فهذا الشاب محمود الذي حاول قول الحقيقة بعدما رفض إلصاق التهمة للعسكري (سباعي) سليمان عيد ،والذي كان شاهداً ايضاً فقدمت له مكافأة كبيرة جدا من قبل ابا القاتل عبر مدير المباحث الذي بدوره يستغل منصبه لتزوير الحقيقة نظير قيام العسكري بالاعتراف ،وهو برئ فهو يرى انها فرصة يتسنى له من خلالها بناء منزل لوالدته التي تموت فور سماع الحادثة. رفض محمود الشهادة ، فما كان من الباشا (كمال ابو العزم)عزة ابو العوف ،بخطف منى شلبي ،زوجة محمود، وام الولد الرضيع مصطفى ،حيث كانت أحلامهم البسيطة لا تتعدى نزهة على شاطئ البحر . وعندما يكون الضحية الإنسان البسيط فإن القانون لا يستطيع انصافه ، تتوالى الأحداث وتقتل منى على يد اب العزم مالك الشركة الفاسد ،ولما يئس محمود من القانون لم يفكر بغير الذهاب الى ابو العزم للأنتقام منه ..وكان جزاءه السجن أربع سنوات فمن يجرؤ على رفض مشيئة من يملكون الأيادي الطويلة في أجهزة الحكومة يكون مصيره السجن او الاغتيال ومنهم الصحفية بسمة أو التاجر الذي تعرف محمود عليه في السجن ، واتفقا على القضاء معا على الفساد والمفسدين والظلم ..وخرج محمود من سجنه للانتقام وبمساعدة التاجر المظلوم ،وبدأ بالانتقام بتدمير مقرات الشركات والمعارض التي يملكها كمال ابو العزم ،والشريك صلاح المنوفي وتحققت دعوات المظلوم التي كان يرددها محمود نقلاً عن ابيه (محمود الجندي): اللهم دمر الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين وبالفعل بدأت الخلافات بين البشوات وتم القبض على مدير المباحث بقضية فلوس مزورة والآت طباعتها ، وملفات بعض القضايا التي تاجر بها مدير المباحث. يعتبر الفيلم سينما توضيحية ومستكشفة من حيث تطرقه لأسباب صناعة الأجرام ،مع شخص بسيط في قمة براءته بتصرفات وممارسات النافذين ،لتصل رسالة لهؤلاء أنه مهما طال ظالم فلا بد من الحساب. الفيلم من تأليف بلال فضل ، وإخراج أحمد نادر جلال ، وبطولة كريم عبدالعزيز ومنة شلبي وبسمة ومحمود الجندي وعزة ابو العوف وسعيد طرابي وسليمان عيد .