من حقه علينا أن نشيد بعودة الاتحاد العام لكرة القدم ببلادنا إلى جادة الصواب، مع أن إعلانه موعد انطلاق دوري كرة القدم للمحترفين مسبقاً وبفترة مناسبة أو عقب اختتام كل موسم هو من صميم آليته ومهامه وواجباته لإدارة المسابقات الكروية.. فاتخاذ هذه الخطوة من اتحاد العيسي بنسخته الثالثة في مستهل ممارسته أعماله وصلاحياته، سينتج عنها الانضباط والثبات في مواعيد انطلاق وإسدال الستار عن البطولات الداخلية، التي يشرف عليها موسماً فآخر.. دونما “لخبطة أو خلبطة، أو حلبطة”.. وهو ما سيمنع سيطرة الفوضى والمماطلة “والمطمطة” في تحديد المواعيد، والتسويف والإسراف في استخدام لجنة المسابقات صميلها بالاستعانة بوسائل التشويق من خلال جعل مواعيد انطلاق الدوري للدرجات الثلاث والكأس غامضةً، وتحويلها إلى ألغاز وفوازير.. فتزداد محاولات الأندية والصحافة في التحري والبحث الحثيث للاطلاع على الموعد الحقيقي كي يتم الإعداد والتجهيز لخوض المسابقات المحلية، والأمور واضحة وجلية، بلا إيقافات واستئنافات، وروايات وحكايات، وتسريبات وتلميحات وتصريحات ...الخ، تفضي في محصلتها إلى تحويل موعد الدوري العام ورقة ضاغطة على الوزارة والأندية، وإشعال النيران، واستعمال التكتيكات وتجييش الحلفاء والمناصرين والتخندق خلف مطالب لا صلة لها بالمصلحة العليا للرياضة اليمنية والرياضيين، وإنما ابتغاء إحراز تقدم في مواقف ورؤى واجتهادات لأرباب النفوذ في الجهتين.. ويتحول الشأن الرياضي في بلادنا بين حجري رحى صندوق رعاية النشء وأمانة الاتحاد العام الكروي. ملايين مهدرة.. “بلا زبطة” لقد حدّد اتحاد العيسي عقب اختتام بطولتي الدوري والكأس موعد انطلاق الدوري للدرجة الأولى في العاشر من أغسطس القادم، ووضع الكرة في ملعب الأندية التي ستجد نفسها مضطرة للتعاطي مع الموعد بجدية هذه المرّة، مع أنها لن تجد أمامها وقتاً كافياً للاستعداد الأمثل إلا أن الفرق التي تخوض غمار الدوري تعوّدت منذ سنوات خلت على التعامل مع كثير من القرارات التي أصدرتها لجنة المسابقات وكانت اعتباطية وارتجالية وملزمة للفرق ال14.. وبالتالي فعلى إدارات الأندية المحترفة القيام بما عليها، فالفترة المتاحة لها للاستعداد كانت كافية إذا أخذنا في الاعتبار أنها لطالما وقعت في مثل هذه الحالة، وجاهدت واجتهدت لتتكيف مع الظروف التي تصنعها قرارات اتحاد القدم فيما سبق من مواسم كروية.. رفعت الضغط في عروق الجماهير الكروية، وتقضي على راحة إدارات الأندية التي ترى في ضبابية المواعيد إجهازاً عبثياً على مقدراتها المالية، ومخصصاتها التي يستلمونها أرباعاً، فتذهب هدراً خلال الفترة التي “لا يزبط” فيها لاعبوها المحترفون كرة في أية مباراة رسمية، كما يكلفها الملايين من الريالات دون مقابل للأجهزة الفنية التي تستلم رواتبها في أشهر عديدة غير فترة إقامة البطولة غير المعلوم موعدها أصلاً.. ما يعني أن تظل إدارات الأندية معرضة رؤوسها لمقصلة الاتحاد الكروي لأشهرٍ وهي فوق كاهل الإدارات، ويجبرها لخوض معاناة البحث عن دعم وتمويل ومداخيل جديدة إضافية، لتغطية التزاماتها المالية الناتجة عن إبرام تعاقدات مع لاعبين محترفين، ظناً منها أن الدوري سينطلق حسب التصريحات، المعلنة من اتحاد القدم في فترتيه السابقتين، الذي لطالما فعلها ثم نكص على عقبيه، ونكث بوعده، وتكبدت الأندية ملايين الريالات، لأن موعد انطلاق الدوري كان يتنقل من موعد لآخر ومن شهر إلى شهر حتى أن أحد المواعيد تجاوز السنة إلى مطلع السنة التالية لها في موعد لم يحدث إلا عندنا!!! فبتعدد تصريحات الاتحاديين يتغير موعد انطلاق البطولة الأولى الكروية في اليمن. استعادة الثقة بالاتحاد إننا نأمل أن يكون 10 أغسطس هو فعلاً الموعد الحقيقي لبدء منافسات كرة القدم في دورينا، تماشياً مع كل دوريات العالم العربية والعالمية، لما لذلك من ثمار إيجابية ستظهر على أداء اللاعب اليمني والمستوى الفني للدوري الذي سيرتقي تدريجياً في حال تم تثبيت مواعيد انطلاق الدوريات للدرجات الثلاث، وبطولة كأس الرئيس، وجداول المباريات دونما تدخلات تعسفية، أو إهمال متعمد لعامل الزمن.. فيرتبك الجميع ولا أحد يبالي بهموم الإدارات التي تتحمل النفقات الإضافية، وتبدأ الفوضى والعبث ينخران في المنظومة الإجرائية التي تسيّر الدوري. لا نريد انتكاسة أو عودة إلى سنوات المزاجية والفوضوية التي جعلت الكرة اليمنية تتراجع في كل التصنيفات التي يصدرها الفيفا سنوياً وشهرياً.. كما نتمنى أن يرافق هذه الخطوة قرارات جادة تليها، تعمل على استعادة الثقة بمصداقية لجنة المسابقات في السير بالبطولات المحلية دون الالتفات إلى أية جوانب غير قانونية تخترق اللوائح المنظمة للبطولات، واحترام حقوق كل الأندية بالتساوي، كما تطمح الجماهير الكروية أن تستعيد الملاعب عافيتها بعودة الجماهير الرياضية إلى الاهتمام بتشجيع لاعبي أنديتها.. فقط سيكون ذلك متوافراً إن تمكن الاتحاد الكروي من اتخاذ خطوات جادة، لتطهير الأجواء الملبدة بأدخنة المواسم الماضية.. الكارثية في تنفيذ اللوائح والأنظمة والقوانين خلال الدوري وبطولة الكأس التي تضررت بغيابها للموسم قبل المنصرم، ونتج عنها أيضاً حرمان الكرة اليمنية من المشاركة الآسيوية. دون حربشة وخربشة إذا ما انضبطت مواعيد المسابقات الكروية المحلية وبخاصة دوري المحترفين لكرة القدم موسمياً دون “حربشة، وخربشة” تودي بثبات انطلاقها إلى هاوية التوقفات والاستئنافات بمبررات واهية، تتماشى فقط مع مزاج أصحاب النفوذ وإصدار القرارات العليا.. وإذا ما حافظ الاتحاديون على عمليتي انضباط وثبات مواعيد المسابقات المحلية التي بدأوها بمفتتح أعمالهم في فترتهم الجديدة فإننا ربما نشهد تعافياً تدريجياً للكرة اليمنية، تزول خلالها أشكال وأعراض الأمراض والأدواء التي تسببت في إصابة الكرة اليمنية بالخرف والهرم لمواسم عدة. وخواتيم مباركة على الجميع..