دعم ثقافة الاصطفاف الوطني وتعزيز مبدأ التعايش السلمي بين أبناء الشعب اليمني ونبذ الكراهية والعنف وسرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وبما يعكس القرارات المتفق عليها بين أبناء اليمن إلى واقع ملموس ونبذ ثقافة العنف والكراهية وجعل المصلحة العليا فوق كل اعتبار.. عناوين تصدرت لافتات مسيرة الاصطفاف السلمي بالعاصمة صنعاء التي بدأت الأحد الماضي والتي لاتزال تتوالى في محافظات الجمهورية. الشخصيات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني التي شاركت في المسيرة دعت كافة أبناء الشعب اليمني بكافة مكوناته إلى الاصطفاف الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد ربه منصور هادي من أجل حماية مكتسبات الوطن وخلق شراكة فاعلة مبنية على القواسم المشتركة، وطالبوا بسرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وفق إطار زمني محدد باعتبارها المخرج الأمثل لحل الكثير من الإشكالات وتلبية تطلعات أبناء الشعب اليمني، مؤكدين على كافة وسائل الإعلام الاضطلاع بدورها والقيام بواجباتها في هذا الجانب. المحتشدون أكدوا أن الدعوة إلى هذا الاصطفاف مبادرة شعبية ووطنية وضرورة ملحة لا سيما في ظل الظروف التي تعيشها البلد في هذه الأيام للوقوف صفًا واحداً من أجل بناء يمن جديد والعمل بعيداً عن المناطقية والمذهبية والطائفية، مشيرين بأن الدعوة إلى الاصطفاف تعني الحفاظ على المكتسبات . المسيرات الحاشدة التي شهدتها العاصمة والمحافظات تأتي تتويجاً للدعوة إلى اصطفاف وطني والحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية وتماسك بنيته الاجتماعية ورفضاً لدعوات الفتنة والاقتتال وتفويت الفرصة على من يحاولون جر البلاد إلى الحروب وإعادته إلى عهد الإمامة. تلك المسيرات الحاشدة التي جمعت كل أطياف الشعب اليمني وشارك فيها العقلاء والحكماء وقادة الرأي والعلماء وشخصيات سياسية واجتماعية ومفكرون وإعلاميون وشباب ونساء وطلاب جسدت حكمة اليمنيين وإجماعهم على الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية والعدالة والوحدة والديمقراطية، وجسدت الانتماء الحقيقي لهذا الوطن ورفضت الحروب والفوضى والعنف والقتل وسفك الدماء باسم الوطن، معلنين بأنه آن الأوان لأن ترتفع الأصوات وتتوحد الكلمة والصف لإنقاذ هذا الوطن وحمايته من أيدي العابثين والمغامرين والمتربصين بأمنه واستقراره، متطلعين للأمن والاستقرار والمستقبل المشرق. وقد برهنت تلك المسيرات والحشود المليونية على أن اليمنيين شبوا عن الطوق وبلغوا الرشد، كما تؤكد سمو الأهداف النبيلة التي يحملونها نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة والحياة الكريمة في بلد آمن ومستقر. واعتبر مراقبون أن المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي خرجت لإفشال ما يحاك من مشاريع هدامة ومؤامرات تتربص بأمن ووحدة واستقرار اليمن، أكدت بجلاء أن صنعاء اليوم لم تعد مدينة مغلقة كما كانت في خمسينيات القرن الماضي بسورها التاريخي، مؤكدين بأن صنعاء اليوم وبكل اعتزاز عاصمة الدولة اليمنية الحديثة وعاصمة لكل اليمنيين وبكافة أطيافهم وانتماءاتهم . واعتبروا الالتفاف الشعبي الكبير في المسيرة اصطفافاً شعبياً كبيراً للمطالبة بتنفيذ ما أجمع عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي جسدته هذه الجماهير الغفيرة التواقة لمستقبل أفضل، مستقبل آمن ومزدهر. وأكدوا أنها مثلت رفضاً واسعاً لأفكار وأدوات ودعوات القادمين من كهوف التاريخ، مؤكدة أن حضارة ووحدة وأصالة هذا الوطن الضاربة بقوة في جذور التاريخ لا يمكن أن تكون نهباً لفئة أو جماعة تستهدف وجوده ومصيره وأن دعوات الالتفاف والتملص من تنفيذ مخرجات الحوار الوطني لن تجد طريقها أمام شعب ارتضى الحوار وسيلة للوصول إلى غايته المشروعة. ويقول رئيس مركز أبعاد - عبد السلام محمد: “لم يخرج اليمنيون اليوم لإنهاء حصار جماعة الحوثيين المسلحة للعاصمة، بل خرجوا من أجل استعادة الدولة لهيبتها وإنقاذ اليمن من انهيار محقق، وأن أي تفاوض وفق شروط يعتبر خيانة وجريمة تستحق عقاباً شعبياً عاجلاً”. وقال أيضاً “مالم تسلم جماعة الحوثي سلاحها، وتعيد صعدة وعمران وكل منطقة سيطرت عليها بالقوة إلى الدولة، وتحل ميلشياتها وتعلن تشكيل حزب سياسي مدني، فلا خط رجعة للحوار”. وأوضح أن مسيرة الزبيري هي التي كان يحتاجها الوطن وهو يستدعي نضالات الزبيري الثائر على الظلم من قلوب اليمنيين في أخطر لحظة يمر بها اليمن الحديث. وأشار “لقد استجاب اليمنيون وخرجوا بحشود هادرة، حضرت فيها المرأة وصرخت: سنلد من أرحامنا مليون زبيري، وردد الجميع وسيبقى نبض قلبي يمنياً”. ووصف عبد السلام ال 24 من أغسطس 2014 بأنه اصطفاف جديد لليمنيين ضد جماعات العنف والتطرف والإرهاب، وهو أوسع من اصطفاف الثورة ضد النظام السابق في 2011 ، مشيراً بأن هذا اليوم شارك فيه كل أبناء الشعب بما فيهم قواعد وقيادات المؤتمر الشعبي العام، من أجل خيار الانتقال وبناء الدولة. ويؤكد الكاتب مصطفى راجح أن الحوثي أراد من اللجنة الرئاسية أن يعطوه الجوف وحجة ليضمها إلى دولته، وأن يثبت يده القبلية المسلحة حول العاصمة كحقيقة من حقائق تفوقه المؤسس على تراخي الدولة وغيابها؛ ولا بأس بحِلاّيه تتمثل بثلاث وزارات أو أربع «لا يهم» كحالة افتتاحية ورمزية لشرعنة سلاحه ودولته وتوسعاته وحضوره المسلح في العاصمة، تمهيداً للخطوة الأخيرة التي لا تقل عن العاصمة والإمامة!. وأوضح أن اللجنة ذهلت من حجم أهدافه؛ مع معرفة أن وراءه ووراء مشروعه التدميري دولة داعمة «إيران» قررت أن تكون صنعاء؛ أو الجوف وحجة وبضعة مقاعد وزارية ثمناً مناسباً، دولة داعمة لا تقبل عصيان أوامرها، لهذا عادت اللجنة بدون اتفاق وقد ضيع الحوثي على نفسه فرصة سانحة. ونوّه راجح أنه وبعد مسيرة صنعاء الكبرى التي شهدها «الزبيري»، لن يكون متاحاً أمام الحوثي حتى الوزارات الثلاث والاعتراف الرسمي بيده المسلحة حول العاصمة، ناهيك عن أن تهدى لدويلته القبلية محافظتا الجوف وحجة. عبدالله الزبيري (مثقف )، قال: مسيرة الأحد كشفت عن عدم أحقية الحوثي في التحدث باسم الشعب أو تسمية اعتصاماته بثورة شعب؛ كون الأغلبية من الشعب قد أعلنت بمسيرتها المليونية رغبتها في الاصطفاف الوطني وحرصها عليه، كما كشفت أن جماهير الحوثي فئة من فئات الشعب وليست الشعب. هادي وردان ( محامي ) أوضح أيضاً أن المسيرة تحمل عدة رسائل أبرزها أنها رسالة صريحة وواضحة للقوى الخارجية المتغطرسة والتي غرها حضور تلك المجاميع المرتزقة الذين استقدمهم الحوثي. كما أنها تحمل رسالة قوية للحوثيين أن الشعب غير راضٍ بكم ولازال متماسكاً ومترابطاً وأنه يرفض كل الدعوات التي جئتم بها وأن الوطن يرفض العودة إلى الوراء. وأشار إلى أن من أهم الرسائل للمسيرة المليونية في العاصمة هي سرعة بسط هيبة الدولة ونفوذها في كافة أرجاء الوطن وسحب السلاح من المليشيات المسلحة. ووصف نائب رئيس تحرير صحيفة المصدر - علي الفقيه أن المسيرات الحاشدة التي شهدتها صنعاءوالمحافظات بأنها المستقبل الذي أقسم أن لا رجعة للكهنوت، إلى جانب صيحته بصوت عالٍ محال للعنف، بعد أن أطل الماضي البغيض برأس بندقيته. ويعتبر أبناء اليمن أن المسيرات المليونية استفتاء ثانٍ على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وتأكيد على أن الشعب يقف إلى جانب الدولة بقيادته، مطالبين أيضاً بإخراج البلاد من وضعها الحالي وتطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل وقطع كافة الطرق على المتربصين بالوطن وأمنه واستقراره.